مياه سد دوكان تجرف التحالف الرباعي

 

ساهر عريبي

sailhms@yahoo.com

شهدت مدينة دوكان هذا الأسبوع توقيع وثيقة تفاهم مهمة بين الحزبين الكرديين والحزب الأسلامي العراقي بعد جولة من المباحثات الحثيثة بين كل من السيد طارق الهاشمي وكلا من السيدين جلال طالباني ومسعود برزاني. ويأتي توقيع هذه المذكرة تتويجا للزيارة التي يقوم بها السيد نائب رئيس الجمهورية لأقليم كردستان في هذا الوقت الذي يزداد فيه عدم الرضا والأستياء من الحكومة الحالية ومن أداء رئيسها الذي فشل فشلا ذريعا في تحقيق تقدم ملموس في التعاطي مع واحدة من أهم الملفات الساخنة والحيوية ألا وهو ملف المصالحة الوطنية.

 ويبدو أن المكون العراقي الثالث وأعني به المكون السني قد فقد كل الأمل في حمل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على السير في طريق تحقيق مصالحة وطنية حقيقية بعد أن ثبت عجز رئيس الوزراء عن تحقيق ذلك , ولذا فقد يمم السيد طارق الهاشمي وجهه صوب دوكان ليصوب من هناك رصاصة الرحمة للتحالف الرباعي الحاكم وليعلن ولادة تحالف جديد سيطيح بحكومة المالكي العاجزة وبالوسائل الديمقراطية المشروعة.

فرئيس الوزراء العراقي قد أثبت وبما لايدع مجالا للشك بأنه عاجز عن قيادة العراق نحو بر الأمان والأعمار لقصوره الواضح ولأداءه الغير مقنع والضعيف في تحقيق مصالحة وطنية حقيقية ليس بين المكونات العراقية الرئيسية فحسب بل وبين مكونات كتلة الأئتلاف التي ينتمي إليها والتي جاءت به لسدة رئاسة الوزراء. وعندما يعجز رئيس الوزراء عن مصالحة حلفائه في الأئتلاف وإستيعابهم في حكومته فهو أعجز من ان يحقق مصالحة مع المكونات العراقية الرئيسية وعلى رأسها المكون السني.

فلقد مضى أكثر من عام على إنسحاب الكتلة الصدرية من حكومة المالكي ولم يفلح المالكي في إعادتها الى الحكومة بل ولم يسعى وبشكل جدي لسد الفراغات الوزارية التي خلفها هذا الأنسحاب , وذلك رغبة منه في إحكام سيطرة جناحه الحزبي على تلك الوزارات الشاغرة والتي يسيطر عليها اليوم إما وكلاء أو مفتشون أو وزراء بالوكالة مقربون منه. ولذا فهو قد فضل مصالحه الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا وبذلك فقد أثبت عدم أهليته وعدم قدرته على قيادة البلد في هذا الظرف العصيب.

وهو لم ينجح كذلك في توثيق صلته مع مكون هام اخر من مكونات الأئتلاف العراقي الموحد ألا وهي كتلة الفضيلة التي بقيت خارج التشكيلة الحكومية ولم يتمكن المالكي من مد جسور الثقة والتعاون مع هذه الكتلة الهامة من كتل البرلمان العراقي والتي يفوق عدد نوابها عدد نواب جناح المالكي الحزبي في البرلمان.

ولذا فليس من العجب عدم قدرة المالكي على التفاهم مع كتلة التوافق أو مع كتلة العراقية واللتان سحبتا وزرائهما كذلك من حكومته الهشة , فمن يعجز عن التفاهم مع حلفائه ضمن كتلته والذين يتفق معهم في الأيديولوجيا والمذهب فهو أعجز من ان يتفاهم مع ابناء شعبه الأخرين والذين يختلف معهم في التوجهات والمذهب. ولايبدو كذلك بأنه قد نجح في علاقته مع حلفائه الكرد الذين ضلوا يدعمونه تحقيقا لمصلحة أعلى ألا وهي المصلحة الوطنية العليا.

 واليوم وبعد ان بان عجزه وعدم قدرته وهو الأمر الذي حمل الرئيس الأمريكي على الأعلان عن عدم رضاه عن إداء المالكي, فقد سارعت هذه القوى المعتدلة إلى إعلان تفاهم يكون بداية لتغيير شامل ومن قرب سد دوكان ومياهه التي ستجرف المالكي وستؤدي إلى ولادة حكومة فاعلة وقادرة على إستثمار التحسن الأمني الذي تحقق بفضل السياسة الأمريكية وبفضل بسالة العشائر العراقية وتضحيات القوى الأمنية العراقية, بما يؤدي إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية و إطلاق مسيرة الأعمار التي طالما إنتظر العراقيون إنطلاقها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com