|
خطبة الوداع في سنة 10 للهجرة.. اعلان ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام خليفة واماما للمسلمين. توطئة يوم الغدير 18 من ذي الحجة الحرام يوم الاعلان الالهي لولاية وخلافة علي بن ابي طالب عليه السلام للرسول (ص) بين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذه الخطبة اهمية توحيد الله عز وجل وعبادته، كما بين صفاته الثبوتية من العلم والقدرة والارادة.. وعدد من صفاته سبحانه واسماءه الحسنى( واكثرها مبينة في القران الكريم وفي احاديثه الشريفة، واحاديث اهل بيت العصمة عليهم السلام، كما بين صلى الله عليه واله وسلم صفاته تعالى لتي ترغب العباد في جنته وتحذرهم من عقابه. كما اشار الرسول الى امر الله بالتبليغ: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) .. (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (المائدة، 67). ان الاية الكريمة نزلت في اخر حجة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي اعلن فيها ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام وتنصبه خليفة واماما للمسلمين بعده. من ملاحظتك للاية الشريفة انها طلبت من الرسول صلى الله عليه واله وسلم وامرته بالتبليغ بعد ان ابلغ كامل رسالته وبقي عليه يبلغ امر الخلافة بدون تردد، وحيث ان هذا الامر يعتبر مهما جدا للمسلمين فقد امر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بالتبليغ، وانه ان لم يبلغ بهذا الامر فما يمون قد بلغ رسالته، وهوتشديد بالغ وعظيم، فقد كان هذا الامر الالهي واضحا، ونازلا من الله جلت قدرته وهذه الخطبة وهذا الامر تواتر الى درجة لاتقبل الشك اوالخلاف ومن المصادر التي اوردت هذه الخطبة على سبيل المثال مسند احمد بن حنبل وفي اكثر من موضع من مسنده. ومن سياق الاية يتبين ان رسالة الرسول لاتكتمل الا بهذا التبليغ وتعتبر ناقصة وعصيان لامر الله، ولكن الصادق الامين صلوات الله وسلامه عليه كان امينا على وحيه وعزائم امره، بلغ ماانزل اليه، وفعل ماامره الله به من التبليغ،. وقد صدق الله وعده وانجز وعده واعز جنده وغلب الاحزاب وحده لاشريك له ولاوزير وهوعلى كل شئ قدير.. فقد عصم رسوله من الزلل في القول والعمل، وبه ماتت البدع والراي المخترع بعد ان بلغ بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام في الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام في غدير خم وقد اصبح ذلك التتويج لعلي عليه السلام عيدا للمسلمين يتبادل فيه المؤمنون التهنئة والتعاهد على ولايته عليه السلام. ............................................................................................................ وهنا ساذكر المصادر التي ذكرت كل من حديث الغدير، واية التبليغ في مصادر الكتب والتفاسير، بالاضافة الى اية الاكمال وقد ذكرت ذلك سابقا في بحث خاص عن ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام الواردة حصرا في بعض مصادر كتب اهل السنة. حديث الغدير: (... فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) وهذا النص جزء من نص حديث رسول الله (ص واله وسلم) ويدعى بحديث الثقلين: - ( واني سائلكم حين تردون علي على الحوض،كيف تخلفوني فيهما، الثقل الاكبر كتاب الله عز وجل، سببب طرفه بيد الله تعالى ، وطرفه بايديكم، فانه قد نباني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض) . 1. اخرجه الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته واعترف بذلك ابن حجر . 2. اخرجه الحاكم في مناقب علي من مستدركه . 3. اخرجه الامام احمد ص 372 من الجزء الرابع من مسنده . 4. الذهبي(616) . 5. اخرجه النسائي ص 21 من الخصائص العلوية . 6. ابن جرير الطبري . 7. تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 30. 8. السيرة الحلبية ج 3 ص 257 . 9. اية التبليغ (( يايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) المائدة 67 نزلت هذه السورة يوم 18 من ذي الحجة في غدير خم حينما نصب الرسول(ص) عليا (ع) خليفة من بعده. راجع المصادر التالية : - 1. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1 ص 187 . 2. اسباب النزول للواحدي النيسابوري ص 115 ط الحلبي بمصر . 3. الدر المنثور لجلال الدين السيوطي الشافعي ج2 ص 298. 4. تفسير الازي ج12 ص 50 ط مصر . 5. تفسير المنار لمحمد عبده ج 6 ص 463. اية الاكمال (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)) سورة المائدة اية 3 . نزلت هذه الاية بعد ان نصب الرسول (ص) علي بن ابي طالب خليفة واماما على امته في اليوم 18 من ذي الحجة في مكان يقال له غدير خم . راجع المصادر التالية : - 1. تفسير القران لجلال الدين السيوطي الشافعي ج2 ص 259 ط 1 بمصر . 2. تفسير المنار لمحمد عبده ج 6 ص 463. نص خطبة الغدير الحمد لله الذى علا فى توحده، ودنا فى تفرده، وجل فى سلطانه، وعظم فى أركانه، وأحاط بكل شئ علما وهوفى مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل، محمودا لا يزال، بارئ المسموكات وداحى المدحوات وجبار الارض والسماوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه، كريم حليم ذوأناة، قد وسع كل شئ رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات، له الاحاطة بكل شئوالغلبة على كل شئ، والقوة فى كل شئ، والقدرة على كل شئ، وليس مثله شئ، وهومنشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط،لا اله الا هوالعزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الابصار وهويدرك الابصار وهواللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هومن سر وعلانية الا بما دل عز وجل على نفسه. معاشر الناس! ذرية كل نبى من صلبه وذريتى من صلب على. معاشر الناس! إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فأن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهوصفوة الله عز وجل، فكيف بكم وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله، ألا إنه لا يبغض عليا إلا شقى ولا يتوالى عليا إلا تقى ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، وفى على والله نزلت سورة [و] العصر: (بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر إن الإنسان لفى خسر...) (العصر، 1 ـ 3). معاشر الناس! قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتى، وما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس! (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (آلعمران، 102). معاشر الناس! آمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها. معاشر الناس! النور من الله عز وجل فى، ثم مسلوك فى على ثم فى النسل منه الى القائم المهدى الذى يأخذ بحق الله وبكل حق هولنا، لان الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والاثمين والظالمين من جميع العالمين . معاشر الناس! أنذركم أنى رسول الله قد خلت من قبلى الرسل أفإن مت وقتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين، ألا وإن عليا [هو] الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدى من صلبه. معاشر الناس! لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم ويصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس! [إنه] سيكون من بعدى أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس! إن الله وأنا بريئان منهم. معاشر الناس! إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم فى الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين، ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم فى صحيفته. قال: فذهب على الناس إلا شر ذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس! انى أدعها إمامة ووراثة فى عقبى إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد ولم يشهد ولد ولم يولد، فيبلغ الحاضر الغائب، والوالد الولد الى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واعتصابا، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها (سنفرغ لكم أيها الثقلان) (الرحمن، 30) (فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) (الرحمن، 35) . معاشر الناس إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس! إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهى ظالمة كما ذكر الله تعالى، وهذا على إمامكم ووليكم، وهومواعيد الله والله يصدق ما وعده. معاشر الناس! قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله لقد أهلك الأولين وهومهلك الآخرين، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين) (المرسلات، 16 ـ 19). معاشر الناس! إن الله قد أمرنى ونهانى، وقد أمرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهى من ربه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا نهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس! أنا صراط الله المستقيم الذى أمركم باتباعه، ثم على من بعدى، ثم ولدى من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، (ثم قرأ:) (الحمد لله رب العالمين...) (الفاتحة) (وقال:) فى نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ألا إن حزب الله هم الغالبون. ألا ان أعداء على هم أهل الشقاق والنفاق والحادون وهم العادون،وإخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله فى كتابه فقال عز وجل : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله...) (المجادلة، 22). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: (والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) (الأنعام، 82). ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن: (طبتم فادخلوها خالدين) (الزمر، 73). ألا إن أولياءهم الذين قال [لهم] الله عز وجل: (يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) (الغافر، 40). ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا. ألا أن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شيهقا وهى تفور ولها زفير. ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: (كلما دخلت أمة لعنت أختها) (الأعراف، 38). ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: (كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا فى ضلال كبير) (الملك، 8 ـ 9). ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. معاشر الناس! شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من مدحه الله وأحبه. معاشر الناس! ألا وإنى مندر وعلى هاد. معاشر الناس! إنى نبى وعلى وصيى. ألا إن خاتم الائمة منا القائم المهدى صلوات الله عليه. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون وهادمها. ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك. ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز وجل. ألا إنه الناصر لدين الله. ألا إنه الغراف فى بحر عميق. ألا إنه يسم كل ذى فضل بفضله وكل ذى جهل بجلهه . ألا إنه خيرة الله ومختاره. ألا إنه وارث كل علم والمحيط به. ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر ايمانه. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المفوض اليه. ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه. ألا إنه الباقى حجة ولا حجة بعده، ولا حق الا معه، ولا نور إلا عنده. ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه. ألا وإنه ولى الله فى أرضه، وحكمه فى خلقه، وأمينه فى سره وعلانيته. معاشر الناس! قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا على يفهمكم بعدى. ألا وأنى عند انقضاء خطبتى أدعوكم الى مصافقتى على بيعته والاقرار به، ثم مصافقته بعدى. ألا وأنى بايعت الله وعلى قد بايعنى، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت واعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (البقرة، 158) . معاشر الناس! حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا . معاشر الناس! ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه الى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله. معاشر الناس! الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة، والله لا يضيع أجر المحسنين. معاشر الناس! حجوا البيت بكمال الدين والتفقه، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع. معاشر الناس! أقيموا الصلاة وأتوالزكاة كما أمركم الله عز وجل، فلئن طال عليكم الامد فقصرتم أونسيتم، فعلى وليكم، ومبين لكم الذى نصبه الله عز وجل بعدى، ومن خلفه الله منى وأنا منه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون . ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرفهما، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام فى مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل فى على أمير المؤمنين والائمة من بعده الذين هم منى ومنه، ائمة قائمة منهم المهدى ـ إلى يوم القيامة الذى يقضى بالحق. معاشر الناس! [و] كل حلال دللتكم عليه، وكل حرام نهيتكم عنه، فإنى لم أرجع عن ذلك ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك وحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوا ولا تغيروه. ألا وإنى أجدد القول: ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر. ألا وإن رأس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أن تنتهوا إلى قولى وتبلغوه من لم يحضر وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومنى، ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس! القرآن يعرفكم أن الائمة من بعده ولده، وعرفتكم أنهم منى ومنه، حيث يقول الله فى كتابه: (وجعلها كلمة باقية فى عقبه) (الزخرف، 28) وقلت: «لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما». معاشر الناس! التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل: (إن زلزلة الساعة شىء عظيم) (الحج، 1) اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدى رب العالمين والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب [عليها]ومن جاء بالسيئة فليس له فى الجنان نصيب. معاشر الناس! إنكم أكثر من أن تصافقونى بكف واحدة، وقد أمرنى الله عز وجل أن آخذ من ألسنتك الإقرار بما عقدت لعلى من إمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الائمة منى ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتى من صلبه، فقولوا بأجمعكم: «إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك فى أمر على وأمر ولده من صلبه من الائمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيى ونموت ونبعث، ولا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع عن عهد ولا ننقضى الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الائمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد السحن والحسين» اللذين قد عرفتكم مكانهما منى ومحلهما عندى ومنزلتهما من ربى عز وجل، فقد أديت ذلك إليكم، وأنهما سيدا شباب أهل الجنة، وأنهما الامامان بعد أبيهما على وأنا أبوهما قبله. وقولوا: «أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والائمة الذين ذكرت، عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافقة أيدينا من أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه ولا نبتغى بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا، أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده والله اكبر من كل شهيد». معاشر الناس! ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس (فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) (الزمر، 39)، ومن بايع فإنما يبايع الله (يد الله فوق أيديهم) (الفتح، 10). معاشر الناس! فاتقوالله وبايعوا عليا أميرالمؤمنين والحسن والحسين والائمة كلمة طيبة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم الله من وفى (فمن نكث فانما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! قولوا الذى قلت لكم، وسلموا على على بإمرة المؤمنين، وقولوا: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) (البقرة، 285)، وقولوا: (الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله) (الأعراف، 43). معاشر الناس! ان فضائل على بنابىطالب عليه السلام عند الله عز وجل وقد أنزلها القرآن أكثر من أن أحصيها فى مقام واحد، فمن أنبأكم وعرفها فصدقوه. معاشر الناس! من يطع الله ورسوله وعليا والائمة الذين ذكرتهم فقد فاز فورا عظيما. معاشر الناس! السابقون [السابقون] إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك هم الفائزون فى جنات النعيم. معاشر الناس! قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول، فإن تكفروا أنتم ومن فى الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا، اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين. موقع الوكالة الاسلامية http://www.wikalah.net/articles/2006/khutba-al-gadir.htm المصادر القران الكريم بحث في ولاية علي (ع) للكاتب محمود الربيعي.. اعتمدنا في ايراد المصادر على كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي. موقع الوكالة الاسلامية
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |