|
دور الاعلام في تحقيق الامن برنامج فرض القانون انموذجا
محمود المفرجي قد نكون نحن معشر الإعلاميين نملك نظرة خاصة ومختلفة عن الناس الغير اعلاميين في طبيعة التقييم للمواد والبرامج والاخبار التي تبث في وسائل الاعلام المختلفة والتي شهدت انتعاشا انفجاريا بعد سقوط النظام السابق الذي حسر هذه المسالة بنظامه وحده مما جعل العراق بلدا منغلقا عن محيطه الخارجي بنسبة مئة بالمئة . لهذا السبب ان النسبة الاكبر من اراء الإعلاميين بهذا الشان متقاربة الى حد بعيد لقربهم من الوضع الإعلامي العراقي. فحالة التشخيص موجودة ومتداولة في كلام مناقشات الإعلاميين للفضائيات والوكالات والجرائد المختلفة في كون ان هذه معتدلة وهذه غير معتدلة وهذه مهنية وهذه غير مهنية وهذه متطرفة ... الخ . لهذا السبب لفت انتباهي منذ فترة برنامج بثته فضائية العراقية يعنى بالجانب الامني وهو برنامج (فرض القانون) الذي يعده ويقدمه زميلنا الاستاذ القانوني سالم الساعدي. فمن وجهة نظري الاعلامية (والتي تكاد لا ترتقي الى مستوى رأي باقي الزملاء) ، بان هذا البرنامج هو من افضل البرامج التي بثت على هذه الفضائية اذا لم يكن افضلها ، فالقائمين على قسم البرامج أتقنوا بشدة كبيرة عملية اختيار المتصدي لعدسة هذا البرنامج وهو الزميل الساعدي الذي يحمل شخصية قوية وثقافة عالية واناقة متميزة تشد المشاهد الى كل ما يدور من موضوعات يطرحها ، بحيث انها تلامس وتدغدغ اهتمامات العراقيين ، لتتحول الى نشرة اسبوعية يحرص المشاهد العراقي على متابعتها من اجل الوقوف على الحالة الحقيقية للعملية الامنية في العراق من خلال الشخصيات التي يستضيفها الساعدي والتي هي بلا شك الشخصيات المرتبطة بالقرار الامني العراقي. ومن جهة اخرى ترى ان الاسلوب الذي يتبعه الساعدي اسلوبا ليس تنظيريا حكوميا (كون الفضائية حكومية) ، بل اسلوبا تحقيقيا بحثيا حياديا ، يتقصد من خلاله تفكيك كل التفاصيل الامنية ويضعها على طبق نظيف امام المواطن العراقي بكافة مستوياته الثقافية وبدون أي رتوش او تزويق او أي اضافة لجمالية حكومية. فالقائمين على البرنامج خرجوا من الطريقة والاطار الكلاسيكي الذي يستخدم في كل القنوات الحكومية العالمية بالتنظير لكل ما يرتبط بالحكومة ، من خلال مواجهة المسؤول بالاسئلة المتوازنة مبتدأين بالاستفسار عن الوضع الامني وينتهون بوضع الحقائق ومشاعر الناس ومعاناتهم امام المسؤولين، وهم بهذا حققوا نتائج ممتازة ، منها: 1- ايصال كلمة الفصل بالوضع الامني وقطع دابر المتصيدين بالماء العكر. 2- الفات نظر المسؤولين الأمنيين عن نقاط الضعف والخروقات من قبل بعض افراد الامن والتي جلها هي خافية عن القائمين على الاجهزة الامنية مما يدفعهم الى الاسراع بتصليحها وتقويمها وبالتالي هو تقويم وقوة لجهاز الامن نفسه. 3- رفع كل الحواجز بين الشخصية الامنية وبين المواطنين من خلال لاتصالات المباشرة. وهذا ما شاهدناه من خلال نجاحهم بقضاء الكثير من حوائج الناس الذين لا يستطيعوا ان يصلوا الى مكان او مقر المسؤول الامني. 4- اشاعة روح الامل والتفاؤل لدى الناس الذين تشتتت افكارهم مع تشتت وتشرذم وسائل الاعلام المتحزبة التي تنقل الخبر على ضوء ذوقها ووتيرة صراع حزبها السياسي مع هذه الجهة او تلك. وغير هذه الفوائد كثير والتي قد تكون غائبة عن ذهنيتنا في القوت الحاضر. وبكل الاحوال نحن نشد على ايدي القائمين على هذا البرنامج وخاصة الاستاذ الساعدي الذي أضفى لونا اضافيا لبرامج الفضائية العراقية. ونتمنى له الاستمرار بهذا النهج الحيادي المعتدل والمهنية العالية المحترفة. فالوضع العراقي يحتاج الى القدرة الاعلامية الحيادية وفسح المجال لها باستخدام سلطتها التي هي الاقرب الى قلوب الناس من باقي السلطات من ناحية التأثير .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |