|
هل أصبح العراق سجن للعراقيين والأمريكان على السواء؟
د فيصل الفهد ونحن على أعتاب نهاية عام 2007 فلا يزال الحال على ما هوعليه كما يقول الاخوه في القضاء المصري....فالعالم يشهد تراجع في كل شئ والسبب الأساس هوالسياسات الكارثيه للولايات المتحدة الامريكيه لاسيما في عهد الاداره ألحاليه . العالم اليوم يواجه تحديات خطيرة تهدد الوجود البشري ومستقبله ففي هذا العام الذي نعيش آخر أيامه تعرض العالم إلى أكثر من ( 400) كارثة طبيعيه من نوع جديد كما ظهرت أمراض لم تكن معروفه من قبل أصابت الإنسان والحيوان والنبات ولا ندري ما تخبئه ملفات مراكز البحوث والاجهزه ألسريه من مفاجئات قد تأتي على الأخضر واليابس ...كل هذا يجري ويحدث بسبب ما تصر عليه الدول الصناعية وفي مقدمتها أمريكا من خرق واضح مع سبق الإصرار لكل المحاذير التي تشكل تهديد لسلامة الكره الارضيه ومنها الاحتباس الحراري وثقب طبقة الأوزون .....وووو.....ولم تكتفي الإدارات الامريكيه بكل هذه الخروقات والإيذاء للحياة على كوكبنا بل تصر على استخدام الاسلحه الفتاكة ذات ألقدره على الاباده الجماعية بتأثيرها الآني والمستقبلي وما حصل ويحصل في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وغيرها كثير إلا نموذج بسيط لما تقوم به أمريكا في أماكن كثيرة في العالم الأمر الذي أصبح يشكل احد اخطر مصادر التهديد للوجود البشري على سطح الكره الارضيه... كل هذا يجري لخدمة حفنه من الشركات والمؤسسات الرأسمالية الامريكيه والصهيونية والغربية التي ترتهن اليوم الاقتصاد العالمي ومستقبل البشرية! والحقيقة هي أن الاقتصاد العالمي اليوم أصبح مثله مثل شاحنة هائلة لا تعمل دواسة البترول فيها وضاعت مفاتيحها ولم يعد أحد قادراً على إيقافها ومنعها من اكتساح مزيد من العالم الطبيعي، بصرف النظر عن الخطط العالمية المرسومة. إن العالم الآن يواجه تحدي خطير يتمثل بصلف وعنجهية وإجرام وإرهاب وفاشية الساسة الأمريكان لاسيما من المحافظين الجدد وأداتهم الشريرة إدارة بوش التي لم تترك مناسبة الا وغمرتها بفيض جرائمها وحقدها الأعمى على شعوب الأرض وفي رأس ألقائمه منها شعب العراق المسكين الصابر. فيا ترىماذا سيبقى في ذاكرة العراقيين وهم يغادرون عام 2007 ...قطعا أنهم لن ينسوا مدنهم ومدارسهم وجامعاتهم ومصانعهم ومؤسساتهم التي دمرت على رؤؤسهم وثرواتهم التي تسرق في كل لحظه وهم يعانون الآمرين من الفاقة والجوع والأمراض والعوز بينما تنهال المليارات على أرصدة بعض الخونة والعملاء إضافة الى ما ينهبه المحتلين ولن ينسى العراقيين موت اكثر من مليونين من أبنائهم وأحبتهم وأقربائهم واعتقال اكثر من مليون من أعزة أهلهم ولن ينسوا جثث العراقيين التي ترمى يوميا على حافات الشوارع والمزابل وعليها أثار التعذيب الذي لم تشهد البشرية مثله من قبل ! ولن ينسى العراقيين المنظر المتكرر يوميا لموت أطفالهم وكبارهم بسبب عدم وجود المشافي ولا الادويه ولا الأطباء ولا ولا ...؟ وكيف تعالج مشكلة خمسة ملايين طفل من اليتامى ومئات الآلاف من المعوقين وآلاف ألاف من الأسر التي لامعيل لها بسبب مقتل رب الأسرة فيها؟ وهل ينسون ملايين الشباب لأنهم بلا وسيلة للعيش بعدما أصبحوا مشردين بسبب تفشي البطالة التي وصلت إلى 70% ؟ ولم يجد هؤلاء الا ملاذا واحدا مقصودا( يجبرهم عليه الاحتلال وعملائه) وهوالانخراط في ما يسمى بالجيش العراقي الجديد والشرطة والابتكار المتطور( قوات الصحوة). وكيف ينسى 3500000 من العراقيين الذين هجروا من ديارهم قسرا ويعيشون في خيم بائسة وظروف غير إنسانيه بعد ان استلبت بيوتهم وممتلكاتهم بسبب هجمات المليشيات ألطائفيه التي جاءت من خلف الحدود؟؟.. وماذا يقول أكثر من خمسة ملايين عراقي هجروا إلى خارج بلدهم واغلبهم يعيش في أسوء حال بحيث أصبح كثير منهم يفضل الموت عليه؟ كل هذا يجري والسيد بوش وأذنابه من المالكي وأشباهه يتحدثون عن نعيم الاحتلال وفردوسه في العراق ويوبخون كل من يقول عكس ذلك إذا كان خارج سيطرة مرتزقتهم أما من هم تحت السيطرة فمصيره أما الموت والاعتقال والله اعلم. لقد أصبح العراقيون داخل بلدهم يعيشون في سجن كبير والحق يقال ليسوا وحدهم بل والأمريكيين ومعهم كل من جاء مع المحتل فالكل يعيش في قفص كبير يتنازعهم الموت والخوف....ورغم تزايد حجم المعانات للعراقيين والأمريكيين على السواء فأن السيد بوش لازال مصر على سياسته ولا يأبه لمقتل عشرات الآلاف من قواته وهروب أكثر من عشرة ألاف عسكري من قواته المهزومة ولم يلتفت لانتشار ظاهرة الانتحار المتزايدة بين صفوف جنوده ولم يرف جفنه وهويرى أكثر من 50000 مصاب ومعاق من قواته ولا تهمه تقارير اللجان ألعسكريه ألمتخصصة التي تشير إلى أن أكثر من 100000 عسكري مصاب بعاهة نفسيه ولم ولن تهزه الأرقام ألفلكيه التي تتحدث عن حجم الخسائر ألماديه( تريلونات من الدولارات) وما تعكسه من نتائج كوارثيه على الاقتصاد الأمريكي ومستقبل الأجيال الامريكيه القادمة.. ولم يأبه السيد بوش لعشرات المظاهرات ألمليونيه التي تخرج داخل وخارج الولايات الامريكيه مطالبه له بإنهاء سياساته الحمقاء وترك العراق لأهله. المهم أن بوش حصل على سبعين مليار لاستمرار عدوانه واحتلاله للعراق وأفغانستان ولا يعير انتباهه الى زيادة حدة الانتقادات ألموجهه اليه التي تؤكد حقيقة ما عادت خافيه على احد وهي أن القيادة ألسياسيه الأمريكية تتسم بضعف الكفاءة والفساد وإنها يجب ان تحال حسب تقدير عديد من المعنيين الى المحاكمة بتهمة تعريض امريكا للمخاطر ألجمه وان بوش عرض الامن القومي للتهديد الحقيقي عندما تسبب في إضعاف الجيش الأمريكي بسبب احتلاله غير المبرر للعراق فالجيش الأمريكي سيحتاج من ثلاث إلى أربع سنوات ليستعيد وتيرته الطبيعية بعد خروجه من العراق وأفغانستان، لاسيما وانه أصبح يعانى من فقدان التوازن وان هذا الوضع لم يكن محصورا بالمؤسسة ألعسكريه وألسياسيه في أمريكا بل تعداهما الى الشارع حيث تأثر الداخل السياسي للولايات المتحدة وتضاعفت الأصوات المطالبة بالانسحاب وانهزم الجمهوريون فى الكونجرس وفاز الديمقراطيون لأنهم استغلوا شعار ألمطالبه بجدولة الانسحاب (ويبدوأنهم تخلوا عنه) ومع ذلك لابد للمحتل الأمريكي أن يخرج من الكابوس وتحديدا بعدما فشلت كل الخطط لهزيمة المقاومة داخل العراق ومنها محاولة إشعال الفتنه الطائفية والعرقية وزرع الخلافات والشقاق بين فصائل المقاومة وأخيرا عن طريق تجنيد عراقيين للتصدي للمقاومة المسلحة كما حدث مع تجنيد ما يسمى بمجالس الصحوة . لقد نجح الاحتلال وعملائه في إشعال فتيل الحرب الطائفية وقتل العراقيون بعضهم البعض لكنها لم تحقق النتائج التي خططوا لها وأبرزها ان ألمقاومه ألعسكريه للاحتلال لم تتوقف بل أن الذي حدث هوالعكس حيث زادت ألمقاومه قوة وتنظيما ومن هنا حاول المحتل الخروج من كابوس العراق وبداء بطرح سلسله من المشاريع منها قرار تقسيم العراق وهوليس كما يظن البعض مخرجاً من الأزمة العرقية والطائفية للعراقيين بل هومخطط خبيث للإدارة الأمريكية ... علما أن التقسيم كوسيلة وأداة لم يكن شئ جديد تطرحه الاداره الامريكيه ألحاليه بل هوخطة قديمة استخدمتها الولايات المتحدة في صراعاتها مع الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا حينما كانت تعمد إلى إشعال وتغذية النعرات العرقية وتقويتها للانفصال لتفكيك الكيانات القوية فلا يعود هناك أي كيان قوي متحد( خارج سيطرتها) وهذا ما شاهدناه لاحقا حيث تفككت تلك الدول وتحولت إلى دويلات ومن هنا كانت خطة التقسيم ليس للعراق فقط بل ولتفتيت المنطقة العربية ولنرى ما يحدث الآن في فلسطين والسودان والصومال ولبنان من محاولات التقسيم حيث تظهر بصمات المخطط الأمريكي الصهيوني وهذا ما يظهر أمامنا الآن وما خفي كان أعظم. واذا ما أردنا ان نتوقف عند العراق فنجد ان محاولات التقسيم تمت على الواقع ابتداء من إعطاء الحزبين الكرديين عميلا الاحتلال كل السلطات للتصرف بحرية تامه بمقدرات ألمنطقه الشماليه من العراق ولم يكتفوا بذلك بل وقدموا لهم كل أسباب الدعم لتهجير السكان من العرب والتركمان من مناطق سكناهم الاصليه في محاوله عقيمه للانفصال عن العراق وهذه الخطه ستطبق كذلك في وسط وجنوب العراق حيث عمد الاحتلال على تقوية نفوذ عملائه من الاحزاب الايرانيه واطلاق يد المليشيات ألتابعه لها في قتل وتهجير السكان العراقيين الأصليين من الجنوب العراقي وإطلاق الدعوات ألمناديه والمطالبة باستقلال الجنوب عن العراق أسوة بما يفعله العمليان البارزاني والطالباني في شمال العراق لاسيما وأنهم في تحالف واحد . أن تكوين كانتونات مستقلة بالظاهر سيتيح للاداره الامريكيه رسميا أنشاء القواعد العسكرية في كل دويلة وهومخطط سيتزامن مع جدولة الانسحاب وتخفيض القوات حيث يمكن إبقاء تلك القواعد ألأمريكية من خلال اتفاقيات ثنائية مع عملائهم الذين سيتم تنصيبهم على رأس كل دويلة وبذلك تأمل الإدارة الأمريكية الخروج من الضغط السياسي والشعبي الداخلي.... ولكن هل سيغير كل هذا المخطط حقيقة الموقف في العراق ؟ والجواب هوكلا ! ان واقع الحال الذي تعيشه إدارة الاحتلال في العراق أنها كانت وستبقى سجينه في منطقه لاتزيد مساحتها عن بضعة كيلومترات مربعه التي تعتقد إنها تحت سيطرتها ( ما يسمى بالمنطقة الخضراء) وحتى هذه ألمساحه ألصغيره فهي ليست بعيده عن مرمى صواريخ وقذائف المقاومه العراقيه البطله يوميا .......فالعراق من شماله حتى جنوبه ومن شرقه الى غربه سيبقى بيد ابنائه الشرفاء عربا وأكرادا وتركمانا وأشوريين وغيرهم من ابناء الشعب العراقي ولن يكون مصير من احتلوه ومن خانوه من عملاء المحتل الا مزبلة الشعب العراقي .......وتاريخ العراق وشعوب الأرض تؤكد هذه النتيجة المحتومة .....فكل مبتكرات الاحتلال ومحاولات عملائه لن تغير شيئا فألامريكيين ان اختاروا البقاء في بلدنا فعليهم ان يعيشوا في نفس السجن الذي أراد بوش ان يسجن فيه الشعب العراقي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |