|
الحرية والديموقراطية في العراق..! (1
هادي فريد التكريتي/ عضو اتحاد الكتاب العراقيين في السويد الحكم عندنا يطلق عليه،اسم"حكم ديموقراطي"، إلا إنه في الواقع حكما طائفيا وعنصريا، أحكام الدين صارخة في مواد الدستور، وعمليأ كل مؤسسات الدولة والحكومة، تتقاسمها : أحزاب دينيةـ طائفية، وأحزاب قوميةـ عنصرية، وفق مبدأ المحاصصة، وكل مسؤول في تشكيلة الحكم، يمارس نهجا طائفيا وعنصريا، في المرفق الذي يسيطر عليه، دون أن يكون خاضعا لمسؤولية مسؤوله المباشر، إن كان من غير طائفته وعنصره، وهذا لا يمت لمبادئ الحكم الديموقراطي في شيء، ولا يُقوِم خطأ، إن كانت هناك رغبة في إصلاح فساد في مرفق من مرافق الدولة وأجهزة الحكم، ولا يعالج آثارالإرهاب ومخلفات حكم البعث الفاشي، التي طالت كل شرائح ألشعب . رئيس الوزراء، السيد نوري المالكي، أعلن في برنامجه الوزاري، أنه سيكافح الفساد، والفساد بلا شك مستشرِِ، في دوائر سلطة المحاصصة، والشعب العراقي يدعم الحكومة بتوجهها هذا، لما عاناه ويعانيه من سوء إدارة وفساد أجهزة، لوثت كل مرافق الحياة، وحتى لقمة عيشه، وهيئة النزاهة هي جهة مخولة ومسؤولة عن معالجة مثل هذه الملفات، وفق ما نص عليه الدستور، ورئيس هيئة النزاهة، كشف عن سرقات للمال العام، ونهب لثروات البلد وتهريبها، وقبض رشاوى وعمولات عن استيراد مواد حياتية لا تصلح للاستخدام البشري، قام بها مسؤولون كبار في الحكم وأجهزة الدولة، وبنفس الوقت، أعلن رئيس الهيئة، عن عدم قدرة هيئته من وضع حد لتلك التجاوزات، وملاحقة المسؤولين والمتورطين فيها، بسبب أمر مباشر وصريح من السيد رئيس الوزراء، نوري المالكي، يقضي بمنع هذه الهيئة من دخول"حرم" كل مرفق من مرافق حكومته، وقد تزامن هذا الاجراء، بقتل واغتيال أكثر من عشرين موظفا من هذه الهيئة .. نتيجة لهذا الواقع، هرب رئيس الهيئة إلى خارج العراق بعد أن ُهدد هووأهله بالقتل ... هذا بعض ما في دولتنا من مبادئ" الحرية والديموقراطية"... في دولتنا العراقية :"حرية"المتاجرة بصحة الشعب المنهك، فالأدوية الملوثة بفيروس" الأيدز" غزت أسواق العراق، بعد اكتشاف هذه الجريمة، سحب العلاج الملوث من التداول، إلا أن الطبيب الذي اكتشف هذه الجريمة قُتل ..! من قبل مافيات الحكم المتاجرة بصحة الشعب، وبذا يبرهن حكامنا، أن الحكم في العراق ديموقراطيا، حتى النخاع ...!! ما تقدم جانب من"حرية وديموقراطية" الحكم، التي يتباهى بها نظام حكم المحاصصة الطائفي، وهناك"حرية وديموقراطية" من نوع آخر، تمارسه" منظمات أخرى"، من منظمات المجتمع المدني، تمارس نشاطاتها بحرية تامة، وبأساليب ديموقراطية، عالية التقنية، على سبيل المثال لا الحصر، قتل" المعموري" مدير شرطة الحلة، وقتل وتهجير العائلات من الطوائف الدينية والعرقية المختلفة، أمر شائع في البصرة، حيث أصبح قتل النساء البصريات، وتشويه أجسامهن، وبالأخص وجوههن، جزء من"حرية وديموقراطية" القتل الموسوم بـ"غسل العار"، وهذه الجرائم لا تقل عن" حرية وديموقراطية" ما ترتكبه وتقوم به ميليشيات الحكم الطائفي من جرائم، تمثلت في قتل النساء" الكربلائيات" العاملات في المنظمات النسائية، واستخدام التهديد بالقتل عن طريق" رسائل الطلقة" للصحفيين وللناشطين في منظمات حقوق الإنسان، التي تعتبر من أكثر الأساليب" حرية وديموقراطية" في كم الأفواه، ولجم المعارضين، وإسكات حملة الأقلام النظيفة، للتضييق على حرية الرأي، فبعد أن فشل ائتلاف الأحزاب الإسلاميةـ الطائفية، والقوميةـ العنصرية، من تحقيق ما وعد به، لجأ لتطبيق أساليب فاشية، تضاف لمفاهيم"الحرية والديموقراطية" المتعارف عليها في العراق الجديد...!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |