|
مَن الذي يحكم العراق؟ هو أم هم
فرات المحسن في حلقتين لمقال صحفي، قدم العزيز الأستاذ منعم الأعسم رؤيته للمشهد العراقي وخاض كعادته متلمسا أو بالأحرى بحوش وفلس المكونات والظاهر والمضمر من حراك الوضع العراقي سياسيا وما سوف يتمخض من نتائج عن هذا الموج المتلاطم من أحداث كبرى لا تستكين عند حدود جغرافية وطن أسمه العراق، بقدر ما تتواصل وتتوالد وتتشابك مع حواضنها عبر الحدود. وهذه معنية بتوسع حدود الظاهر السياسي العراقي وتخطيه حاجز الوطنية نحو الإقليمية والعالمية.فالحدث العراقي وليد عوامل عديدة لاتعاف حتى تأريخها الغابر.تتشابك بعيدا دونها حدود. وهو يستعرض كل هذا يحاول أن يصل الى نتيجة تفرج الستارة عن مشهد تأسيس وطن جديد يولد من رحم كل هذا الضجيج.فتراه يبحث مدققا في الحوامل التي أسست بها الشعوب أو مزقت أوطانها. في الأخير يلخص العزيز منعم الأعسم رؤيته بالقول((لكن الاكثر صحة هو التالي: ان صيرورة الحكم. هويته. ملامحه. آفاقه، ستتم في المطبخ العراقي في نهاية المطاف، وانها جميعا- وهذا هو المهم-لا تزال طي التخمين.. فدعونا نخمن.. اقصد نغامر)).وفي قوله ذلك طيبة قلبه وأمله ومرتجاه الذي يريد منه دعوتنا جميعا قبل أي شيء أن نخمن. فقد تعب مثلما تعبنا ونحن نبحث عن يقين بات مثل سراب صحراء.ولكن أستاذي الحبيب دعانا للمغامرة أيضا وهو صاحبها.فهل نغامر معه، في محاولة صبورة لصيادي سمك في البحر الميت. لا خلاف مع صديقي العزيز فكل شيء سوف يصنع في المطبخ العراقي وبأدواة طبخ عراقية خالصة من الجفجير حتى البريمز وكذا الملاعق ولكن لن يكون التمن عنبرا، وا..وا.. أسفي يا صاحبي حتى الباذنجان وحش الطاوة حليف العراقيين الأبدي وناصرهم وقت الشدائد سوف يجلب من الخارج. لا عاصم لمعصوم يوم الدين مثلما لا زعامة لعراق تلدها تلاطمات الحزبية والطائفية والإثنية فالكل ساه ولا شاغل له غير التفرد وإثبات الهوية وحين تثبت الهوية هذه نسأل الدعاء وأن يمسح الله على قلوبهم بدهن طاوة رحمته الواسعة، ليلهمهم حفنة وطنية ولا نقول يشحنهم شحنة حتى لا يطبك الأيسي مع الديسي ويصير شوط.فمن أين يأتي التجمع التعبوي السياسي الجامع وهم نهاشون حتى بأجسادهم. ليس هناك من (هو) مثلما مستحيل (هم) وأن وجد مثل هذا الهو أو الهم فلن يكون لجميع العراقيين بل ستصنعه أحداث جسام لشتات يعاد به تشكيل وطن يسمى العراق وربما وبعد مخاض عسير يعاد تسميته من جديد باسم العراق. متعب جدا استحضار التأريخ وجلب مقارباته وأكثر منه صعوبة واستحالة مقارنة ما يمكن أن يتشابه حاله بحال العراق.فمثلما أعراف السياق التاريخي ونظريات نشأة الكون، وتكون الأثنوس وما قدمه عتاة الفلاسفة من مؤدلجي نظريات النشوء والصراعات وطرق فك اشتباكها أو كيف تصنع الأمم سلمها الاجتماعي تبدوا للوهلة الأولى قابلة لتلمس وتوصيف صورة العراق ومشاهده المختلفة ولكن فوق صفيح ساخن لن يكون للزيت فوقه غير صورة أخيرة هي البخار الرجراج.وما على منظري كل تلك النظريات غير تدوين آلاف لا بل ملايين الكراريس التي تذهب لقول أخير: ليس هناك من نظرية توصف حالة ليس للحراك فيها من معقول،عندها يرجع فانون وصاحبه ابن خلدون وهيجل وماركس وفيكو وجميع الرهط من العازفين في مختبرات المنجزات الفكرية العظيمة، يحمل كل منهم خيباته ويلوم فضائل التأريخ الإنساني على قدراتها الشحيحة أمام هذا التنازع والتنافر العجيب. أستاذي الحبيب أن كانت أمريكا وحلفائها قد احتلوا العراق وجربوا عشرات الخيبات لتمجيد احتلالهم ورفعة وسمو تجربة فوضى الديمقراطية الخلاقة، وها هو عامهم الخامس تهل تباشيره. فأن من يحكم العراق اليوم ويطبق على خناقه ولم يعد يخفي وجهه تحت نقاب مرقط وما عاد يدب دبيب الحشرات بين الزرع بل هو يسير اليوم على قدمين وينهض بقامة معتدلة وتحت ضوء الشمس ويرفع صوته عاليا.ولا عصمة لعراقي من زاخو حتى جبل سنام في الجنوب العراقي القصي أمام زحفه. وليس للمعموري الشهيد ومثله من كشف عن الإيدز في مصل بروتين الألبومين وقبله أبناء مثال الألوسي ووووغيرهم من الآلاف المذبوحة دون أن يسمع لها صوت، من ملجأ أو حق يستحق المسائلة. يا صاحبي أن من يحكم العراق اليوم ويدير شعابه وحاراته ويحصي على الناس أنفاسها. هم وهو فردا وجمعا.هم إيران والسعودية وإسرائيل وشأن الحكم هيهات أن يكون مثل شأن الاحتلال. فمن يكسر الطوق وكيف يتسنى له كسره ومتى ومن أين.اشعر أنها حيرتك التي تعترينا جميعا. ونحن ننتظر ونأمل أن تنهض زهرة براقة فواحة من بين الدمن وليس خضراء مثلما يريدها أولاد جمهورية المنطقة الخضراء وحواشيهم. فكم من زمن علينا أن نعد لنعثر على الهو والهم، ونغامر قراصنة بسيوف خشبية بين قراصنة مدججين بأحدث الأسلحة الفتاكة ورقابنا ارق من غطاء بيضة نمرشت.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |