طمس وتغييب ثورة 14 تموز ومشكلة العلم العراقي

 

 د. عبد علي عوض
dr.abidali@hotmail.com

ليس بخافٍ على أحد، أنّ النظام العبودي البعثي البائد مارس سياسة الإساءة الى ثورة 14 تموز الخالدة والمساس بشخصية قائدها الراحل الزعيم عبد الكريم قاسم، من خلال طمس منجزات تلك الثورة وما قدمته لشريحة الفقراء خاصةً ولعموم الشعب عامةً، وإنجاز إستقلال العراق بكل جوانبه. فكانت تجري حملة موتورة منظمة ضد كل مسمّيات عهد الجمهورية الأولى . وكامثلة .. الغاءعيد 14 تموز وإحلال 17- 30 تموز المشؤوم كما هو معلوم للجميع، وتغيير إسم مدينة الثورة الى مدينة صدام (بإعتبار أن الطاغية هو الذي قام ببنائها)، هكذا يكون الحقد الأعمى.

لقد تصورت غالبية الشعب العراقي، بعد سقوط النظام البعثي الدموي في 9 – 4 – 2003 أن قادة الدولة الجديدة ذات النهج الديمقراطي، سيعيدون رد إعتبار ثورة 14 تموز والزعيم عبد الكريم قاسم، وجعل ذلك اليوم (14 تموز) عيداً وطنياً . لكن الذي حصل هو المفاجأة التي أعلنَ عنها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، بإعلانه يوم إنبثاق ثورة العشرين عيداً وطنياً يمثل إستقلال العراق . وبهذا الصدد أطرح الأسئلة التالية -:

1 – لا يختلف إثنان على أنّ ثورة العشرين كانت ثورة شعبية عارمة، لكنها لم تحقق التخلص من التبعية الإستعمارية، إضافة إلى أن هنالك عدة إنتفاضات تلتها، قدّمَ فيها الشعب العراقي قوافل من الشهداء، تُوجَت بثورة 14 تموز التي حققت الإستقلال الوطني .

2 – إنّ قرار تحديد تاريخ عيد الإستقلال والنشيد الوطني والعلم يتم بِسَن قانون من قِبل البرلمان العراقي، فما حصلَ ليس إلاّ هو خارج صلاحيات رئيس الوزراء، وأن قراره لايعبّر عن رغبة غالبية الشعب العراقي . كان الأجدر بالقوى الوطنية المتواجدة تحت قبة البرلمان أن تُبدي رأيها بهذا الموضوع، لا أن تلتزم الصمت!.

3 – هنالك شيء في نفس يعقوب، من المُخجل والمؤسف أن قرار السيد رئيس الوزراء جاء مستنداً الى الموقف السلبي للحوزة الدينية في النجف حينذاك تجاه ثورة 14 تموز وشخص الزعيم عبد الكريم قاسم، وبالذات فيما يخص قانون الأحوال الشخصية .

4 – لو تمّت إعادة إعتبار ثورة 14 تموز، لما حصلت مشاكل مع حكومة إقليم كردستان حول مسألة العلم العراقي، إضافةً الى أنّ شعار الجمهورية لتلك الثورة يحمل رموزاً ومعاني جميلة في نفوس الشعب العراقي . كثير من دول أوربا الشرقية عادت الى أعلامها السابقة بصورة تلقائية بعد إنهيار أنظمتها الشمولية دون حدوث اية مشاكل .

أنّ ثورة 14 تموز صفحة مشرقة في تاريخ نضال الشعب العراقي، فلا يحق لأي فرد أو جهة تغييبها بسبب نزعات أنانية مذهبية أو قومية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com