العراق: التلوث الإشعاعي: الموت بصمت..!؟

 

باقر الفضلي

منحة أمريكية من طراز خاص نسمع كثيراً بالمنح الأمريكية

التي يخصصها الكونغرس للعراق فهناك منحة لاعداد الجيش العراقي

وثانية لتطوير قطاع الكهرباء وثالثة لاعادة تأهيل الاهوار وغيرها ،

ولكن هناك منحة أمريكية تأثيرها لازال قائما يفتك بحياة ألوف العراقيين

منحت على دفعتين في حرب الخليج الأولى وبما يسمى بحرب تحرير العراق

أنها منحة من طراز خاص لا تعترضها الحدود ولاتفرق بخطورتها وعدالتها بين البشر

وتشتمل بعطائها النبات والحيوان وتتسرب إلى المياه الجوفية وتبقى عاشقة وملازمة للأرض مئات السنين

أنها منحة اليورانيوم المنضب الذي استخدمته القوات الأمريكية في حربها على العراق فهل هي حقيقة أم وهم وهل هي واقع أم خيال؟؟؟؟؟]]

المهندس _علاء كامل علوان_ ناشط بيئي من البصرة _العراق

في مقاله الرائع (لماذا التعتيم على التلوث الإشعاعي في العراق ؟)(1)،  والمنشور في عدد من المواقع الإلكترونية بتأريخ 18/12/2007 يلقي الدكتور كاظم المقدادي -باحث بيئي عراقي، رئيس قسم إدارة البيئة بالأكاديمية العربية في الدنمارك- الضوء على خطورة النشاط الإشعاعي في العراق،  بل  ومن خلال الأدلة الدامغة يُحَمل الجهات المسؤولة كامل المسؤولية عن حقيقة التستر على المخاطر الجسيمة التي هددت ولا زالت تهدد أبناء الشعب العراقي، والتي من جرائها هلك الإلوف من العراقيين وألوف غيرهم تنتظر، الذين كان للأطفال منهم النصيب الأكبر من التشوهات الخلقية والإصابة بالسرطانات المختلفة..!؟

ومن اللافت للنظر أن تجابه الحكومة العراقية كل النداءات والدراسات المرفوعة من قبل ذوي الإختصاص من أطباء وناشطين في البيئة من أجانب وعراقيين وفي مقدمتهم الأكاديمي المبدع الدكتور الفاضل كاظم المقدادي بغزير ما نشره من المقالات والتحذيرات عن مخاطر التلوث البيئي وخاصة الإشعاعي منه، أن يقابل كل ذلك من قبل السلطات الحكمية ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة بهذا الصمت المطبق، وفي أمور تتعلق بحياة الناس، وكأنها إستساغت موت الناس بهذه البساطة، التي ألِفَتها جراء التساقط المتواتر لأعداد الضحايا من العراقيين الذين تحصدهم آلة الإرهاب والقتل المتعمد من قبل الزمر المسلحة والمليشيات السياسية، فلا غضاضة والحال أن يأخذ اليورانيوم المنضب حصته من الغنيمة العراقية، ولكن هذه المرة من أرواح أبنائها، أطفالاً كانوا أو نساءً أم شيوخ..!؟؟

ولعل في ما يشير اليه الدكتور كاظم المقدادي في أحدى دراساته المهمة والعديدة عن التلوث الإشعاعي في العراق، من معلومات  أعدها خبراء الأمم المتحدة حول نتائج كارثة التلوث الإشعاعي على مستقبل المجتمع العراقي ما يلقي الضوء على هول الكارثة المحدقة بالعراقيين، وعلى مدى عدة أجيال قادمة، إنْ لم ينبرِ المجتمع الدولي والسلطات المحلية بتحمل دورها في الكشف عن واقع وحقيقة حجم التلوث الإشعاعي الذي تعرض ويتعرض له العراق جراء حربي الخليج الأولى والثانية، والتعامل مع الأمر بروح عالية من المسؤولية الإنسانية والوطنية: يشير الدكتور كاظم المقدادي في إقتباسه نقلا عن خبراء الأمم المتحدة الى:

ومن المفيد التذكير بتقرير، أعده خبراء للامم المتحدة، عن متوسط الأعمار في العراق في المستقبل المنظور، بالإستناد الى وقائع ومخاطر إنتشار التلوث في المنطقة، نشر في شباط/ فبراير 1998، توقع فيه، إرتباطاً بنتائج التلوث الذي تتعرض له البيئة العراقية، إنخفاض متوسط الاعمار في العراق الى حوالي 30 عاماً بحلول العام 2010، وذلك بسبب التلوث البيئي.وقال د.جون دانكر-أحد الباحثين البيئيين البارزين في البرنامج المذكور، ان متوسط الأعمار سيكون الأكثر تأثراً بانتشار التلوث في هذه المنطقة من الناحية الديموغرافية. وأكد د.جي اوران-الباحث في برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التلوث في جنيف: إن نسبة التلوث في العراق قد تضاعفت 8 مرات على الأقل خلال السنوات الأخيرة في بعض المناطق الحضرية، لتصل الى 87 % مقابل 11 % سابقاً.وتترافق ظاهرة تناقص الأعمار- وفقاً لطبيب الأطفال فوستر- مع زيادة عدد اليتامى. وتفيد أرقام برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التلوث وجود عدة ملايين من الأطفال العراقيين الأحياء لن يعيشوا لأكثر من سن العشرين.ويتوقع البرنامج  ان تتضاعف وفيات الأطفال 3 مرات بحلول عام 2010 في جميع أرجاء العراق بسبب التلوث..]] (2)      

ومن غير شكٍ، أن المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة ومؤسساتها البيئية ومنظمة الصحة الدولية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية جميعها تتحمل مسؤولية أخلاقية كبرى أزاء ما حصل في العراق من تلوث مهلك في البيئة العراقية، وما ترتب ويترتب عليه من هلاك الألوف من العراقيين نتيجة الآثار السلبية والمدمرة للنشاط الإشعاعي لليورانيوم المنضب، في نفس  الوقت الذي تتحمل فيه إدارة الولايات المتحدة الأمريكية،  وبعيداً عن أي إعتبارات أخرى قد تضع الحكومة العراقية في موضع الحرج، كامل المسؤولية الأخلاقية والجنائية لإستخدامها هذا النوع من السلاح،  وعليها وهي المفوضة من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن خصيصاً بالإشراف والمتابعة للشأن العراقي، أن تتحمل كامل مسؤوليتها في الإسهام  بمعالجة حالة التلوث الخطيرة بنفس القدر الذي يحملها القانون الدولي التعويض عن كل الأضرار التي لحقت بالصحة العامة والبيئة بما فيها حق العوائل التي تضررت أو فقدت أبنائها جراء إستخدام هذا السلاح المحرم، بالتعويض العادل..!

فأي تعتيم يعني إبعاد مشاركة المواطن في التعرف على ما يحيط به من كوارث، أو أن يسهم في محاولة تجنب آثارها، أو التعرف على حقه في مسائلة المسببين لذلك،  وإلا فما هي دواعي التعتيم والتستر على أمر بهذه الخطورة رغم كل الدراسات والتقارير العلمية والمهنية من قبل الباحثين المتخصصين والمنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، والتحذيرات التي ما إنفك جمهرة المتخصصين من أطباء وباحثين يطلقونها بين الحين والآخر..!؟؟ 

فإذا كان قدر الأجيال العراقية اليوم أن تقدم من الضحايا ومن جميع الأعمار والأجناس ما جاوز حدود المتصور والمعقول "ثمناً" أو قرباناً لحلم الديمقراطية المبتغاة، فما ذنب أجيالنا القادمة، أن تتحمل وزر أخطاء حكامنا السابقين والحاليين، وما سيرثونه، من بيئةٍ ملوثةٍ مُهْلِكةٍ وأجسامٍ معوقةٍ وأعمارٍ قصار..؟؟!   

أضم صوتي الى دعوة الأستاذ الباحث البيئي الأكاديمي الدكتور كاظم المقدادي، بضرورة رفع التعتيم الذي تفرضه السلطات الحكومية ووسائل الإعلام الرسمية عن حقيقة ما تشكله كارثة (التلوث الإشعاعي) من مخاطر حقيقية على البيئة والإنسان العراقي، وأراها مسؤولية الجميع في إيلاء هذا الأمر إهتماماً ورعاية إستثنائية، من خلال الكتابة والنشاطات التي يبيحها القانون لتوعية المواطنين بأخطار اليورانيوم المنضب وتأثيراته السمية والسرطانية القاتلة على صحة الإنسان. إنها دعوة لكل العراقيين من أصحاب القلم والمثقفين كافة . ولمن يريد الإستفاضة فبإمكانه الإطلاع على الكثير من الروابط الإلكترونية التي ثبتها الدكتور الفاضل المقدادي مشكوراً في العديد من مقالاته الثمينة وذلك تعزيزاً لجهده الكبير والمتميز في هذا المجال الحيوي والخطير من أجل حماية البيئة والتنبيه لأخطار التلوث الإشعاعي المهدد لحاضر الشعب العراقي ومستقبل الأجيال القادمة. أدناه بعضاً من تلك الروابط ...!!؟(3) (4) (5)  

--------------------

(1)   http://iraqihome.org/index.php?option=com_content&task=view&id=3063&Itemid=1  

(2)     http://www.iraqihome.com/makdade16.htm

(3)     http://www.4eco.com/2005/07/__23.html#1

(4)        http://www.commondreams.org/headlines02/1112-01.htm

(5)     http://www.counterpunch.org/rose11172004.html

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com