|
أنْ تزرع قمحا ً عراقيا ً في أرض ٍ عربية، فمغامرةٌ قد تنتهي بالنجاح، فتنتصب البيادر التي ستملأ صحن المائدة بما تشتهي من الجنى، ما دام أنّ بين تراب بغداد وتراب القاهرة آصرة كالتي بين الفرات والنيل ... وأنْ تغرس فسيلة ً من بستان كربلائيّ ٍ في غوطة دمشق، فأمرٌ مألوف ٌ لو غدت الفسيلة نخلة ً مثقلة ً بالأعذاق، ما دام أنّ بين بين دجلة وبردى، آصرةً كالتي بين حيّ"العباسية"وحيّ"السيدة زينب".. وأنْ تشتل في سفوح جبل"بيره مكرون"شـتـلـة ً مـن ورود سـفـوح"الأوراس"فـلابدَّ للفراشات أن تحتفي بالعبير ما دام أنَّ بين"وهران"و"وأربيل"آصرة كالتي بين"محمد سعيد الحبوبي"و"عبد القادرالجزائري" أما أن تغرس نخلة عراقية ً في حقل ٍ سويديّ ٍ، فذلك هو اللا مألوف، والرحلة التي لن يصل فيها السندباد الضفة الأخرى ـ ما دام أن طين البصرة لا يشبه جليد ستوكهولم، ولا ثمة آصرة بين شتاء"مالمو"وصيف"السماوة"اللهمَّ إلآ إذا كان غارس هذه النخلة، فلاحا ً استثنائيا، يذيب الجليد المتجمد في جذور النخلة، بدفء نبضه، ويسقيها بعرق الجبين ـ وهذا ما حصل فعلا، حين نجح الفلاح الماهر والعنيد"أحمد الصائغ"وبقية الفلاحين الطيبين العاملين معه في بستان الكلمة الطيبة ـ لا في إنماء الفسيلة لتغدو نخلة ً باسقة ً فحسب، إنما، وفي أن تغدو النخلة بستانا ً على سعة الحلم، مُثقـَلة ٌ أشجاره بعناقيد الإبداع وخبز المحبة... فكيف لا يـُـنيخُ الحداة، قوافلهم تحت أفيائه وهم يغذون السير نحو المدينة الفاضلة ... المدينة الوطن : نحو عراق ٍ تخلو دروبه من ذئاب الإستبداد وخنازير الاحتلال وضباع الطائفية وسارقي قوت الجياع، ومن ذوي اللحى المخضبة بالديناميت وحملة السواطير من ظلاميين وأعداء المسرة ... عراق مضاءة صباحاته بشموس التكافل الاجتماعي، ومساءاته مبللة ٌ بندى الطمأنينة وبخور الرفاهية والمحبة ؟ شكرا للحبيب أحمد الصائغ، وكل الأوتاد الخيرة في خيمة"النور".. مع أطيب التهاني، أزجيها في هذه المناسبة ... مناسبة الذكرى الثالثة لولادة الفسيلة التي غدت نخلة ... النخلة التي غدت بستانا ... البستان الذي أضحى على سعة الأفق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |