|
“ما حطّموك، وإنما بك حُطّموا من ذا يحطّمُ رَفْرَفَ الجوْزاءِ؟” (شوقي، في رثاء “حافظ”) كانت شمس مصر في كبد السماء. بل قُل، يا صاحبي، كان ضريحه، لحظة شاهدته، شمس كل الدنى، وقمر كل سماء. السلام على جمال. السلام على أبي خالد. السلام على النقيّ، الشهيد، الفقيد، حارس أبواب مصر، وأمل الفقراء والمقهورين. السلام على هذه النفس الزكية، والسيرة غير المنسية. السلام على جبهة هبة النيل، كنز الوفاء، وسراج قنديل القناديل. السلام على عبدالناصر. أأدخل، أبا خالد، في ضريح المنشية الآن، أم أنني دخلت قلوب أحرار الدنيا، يوم عرفتك؟ أشهد - عبدالناصر - أنك صنت العهد، وحفظت الود، وأديت الأمانة. وأشهد، أنّا يتامى بعد رحيلك. وأشهد أنك النيل، وبورسعيد، والأوراس، ونداء النفساء في العراق.. وأنك النيل الأخير، وآخر الأنهار. وأشهد، أنت الجنوب. وأنت، أشهد أمام الله، أنك المقاومة. وأشهد أنت الصائح في بيروت، والصارخ في بغداد، والمنادي في القدس: هيهات منا الذلة. يا شمس العرب غير الغاربة. يا ضمير الشمال، والشرق، والغرب، والجنوب. يا ترياق القلوب. أشهد أنك المشهدُ والشاهدُ، والنقطة المتجددة عند خطوط راحات أكفّنا، وأنك دليل الجنود التائهين في صحارى العرب. نحبك - عبدالناصر - ولا نُوَثنكْ. ونحيي ذكراك - أبا خالد - ولا نُصَنمكْ. وها أنا عند مثواك، أراك بعين الفقراء الى الله، وأشاهدك بقلوب الغالبين، علماً على راية لا غالب إلا الله، مصحوبة بنصر من الله وفتح قريب. السلام على فجر المقاومة في كل صوب. والسلام علينا وعلى شهدائنا الأحياء. السلام على ضجيع المنشية. السلام على الأمل. السلام على عبد الناصر
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |