|
تحليل إستراتيجي ــ سقطت بوتو فعُبّد الطريق لواشنطن وتل أبيب للوصول إلى حدود الهند والصين وروسيا
اسمير عبيد هنا لا نتهم طهران ولا موسكو ولا حتى بكين بقضية مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو رحمها الله، لأننا لا نمتلك الأدلة ضد أحد، ولأن خصوم بوتو هم في الداخل والخارج، أي في الرحم المحلي والإقليمي، علما أن أول الفائزين بما حصل هو الطرف الإيراني والهندي والإسرائيلي ( سنشرح ذلك فيما بعد). وبنفس الوقت لسنا من السذج كي نصدق رواية الحكومة الباكستانية، ولا حتى رواية تنظيم القاعدة، لأن القضية معقدة وهناك دول وأحزاب ومنظمات شعرت بالخوف والحرج من المستقبل في باكستان التي ستكون حليفة رئيسية وللأبد إلى واشنطن، فرتبت أمرها فرادا أو مجتمعة لعمل شيء ما من أجل خلط الأوراق وهذا احتمال، وبنفس الوقت هناك قوى في واشنطن تعمل بنفس الاتجاه، وهم أصحاب نظرية نشر الفوضى الخلاقة من أجل رسم العالم من جديد، ومن أجل الهيمنة على الطاقة والتي هي سر بقاء واستمرار الولايات المتحدة وإسرائيل. أي يريدون فتح الفضاء الجيوسياسي والإستراتيجي بين أفغانستان وباكستان أولا ولصالح الولايات المتحدة، أي أن الولايات المتحدة ستكون عند حدود الهند، والصين، وطاجكستان، وأوزبكستان، وتركمانستان ، وإيران ومعها إسرائيل هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فستكون على وفي بحر العرب والذي يوصلها بالخليج العربي، وعندما تصل الخليج العربي فأنها ستصل إلى الكويت ثم العراق ثم الأردن ثم إسرائيل ( أي أن الطريق والفضاء الإستراتيجي أصبحا مفتوحان من حدود الهند حتى إسرائيل). ومن هناك تحاول واشنطن ومعها تل أبيب من فتح الذراع الآخر وهو من الخليج نحو الكويت ثم العراق ثم سوريا إلى إسرائيل ( ولكن العقدة في هذا هو النظام الوطني في سوريا) وكذلك من الخليج نحو الكويت ثم العراق ثم سوريا ثم لبنان والمتوسط ثم قبرص واليونان أي أوربا ( والعقدة هنا أيضا النظام الوطني في سوريا) ، وهذا يعني أن من مصلحة إسرائيل الإستراتيجية أن يكون لديها فضاء وطريق إستراتيجي يربطها بالهند وهي صديقة خاصة ومهمة لإسرائيل، لهذا من مصلحتها أن تحدث فوضى في باكستان كي تدخل في مشروع الفوضى الخلاقة هناك ،وبالتالي تنفتح الأرض والفضاء من أفغانستان مرورا بباكستان نحو الهند وحدود باكستان مع الصين وروسيا ( جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق) وهذا ما سيحصل بعد تداعيات مقتل بوتو. لذا فبمجرد التخيّل أن أميركا وإسرائيل أصبحت على أبواب بيوت العرب وجيرانهم، وفي شوارع وأسواق وفنادق ومنتجعات ومنشآت العرب و هذه الدول التي توجد على ضفتي الطريق الإستراتيجي الجديد ( من الهند حتى إسرائيل)، لهو أمر مرعب ومخيف لنا ولجميع الشعوب الواقعة تحت هذا النفوذ والمجاورة لها... فالقضية مرعبة بأن تكون المنطقة من حدود الصين والهند حتى بيروت مرورا بأفغانستان والخليج والعراق تحت إمرة ونفوذ واشنطن وتل أبيب، أي تحت إمرة القسم المُتشدّد من المحافظين الجُدد والمتشدّدين اليهود. ولكن علينا أن لا ننسى أمرا آخر وهو مهم للغاية ويتعلق بهذا الفضاء الإستراتيجي والجيوسياسي، وهو إكمال الطوق على الشرق الأوسط ولصالح واشنطن وتل أبيب أيضا، لأن الخط النازل من باكستان نحو بحر العرب سيذهب إلى خليج عدن، ثم البحر الأحمر، وصولا للصومال وصعودا نحو السودان ومصر ثم الضفة الأخرى للبحر الأحمر ( الضفة الأفريقية) مثل أثيوبيا والدول المجاورة لها، وهذا يعني وقوع الشرق الأوسط تحت سياسة الخنق والحصار ومتى ما رغبت واشنطن وتل أبيب ( لأن الخط أعلاه ..سيكمله الخط النازل من باكستان نخو بحر العرب ثم الخليج العربي ثم مضيق هرمز والمياه الدولية أولا ، ثم الكويت والعراق والأردن وإسرائيل ثم المياه الدولية من هناك ثم أوربا ، وبهذا أصبحت الدول العربية والشرق الأوسط داخل الطوق الجديد)، وبهذا يعني أن معالم رسم خارطة الشرق الأوسط والعالم الجديد قد تبلورت شيئا فشيئا.
مشروع الإتحاد (الروسي ـ البيلاروسي) ورعب واشنطن والناتو! ولكننا نعتقد ومعنا كثير من المحللين والمتابعين، وقد ذكر هذا كاتب المقال في ثلاث مقالات سابقه وأكد فيها أن روسيا لن تنسى ما تعرضت له من اهانة سياسية وعسكرية وخسائر مادية في أفغانستان وعلى يد الولايات المتحدة وأصدقاءها المباشرين، وأولهم كانت باكستان وتنظيم القاعدة والمجاهدين، ولن تنسى عملية طردها من المنطقة وشنق حليفها الرئيس الأفغاني ( نجيب الله)، خصوصا وأن روسيا رتبت نفسها وبهدوء لتكون لاعبا دوليا بل ندّا إلى الولايات المتحدة ومن جديد، وهناك إشارات وخطوات بعودة روسيا القوية حتى على المستوى الجيوسياسي والإستراتيجي، حيث أن هناك مشروع (إتحاد بيلا روسيا مع روسيا) وهناك معلومات ومن مراكز إستراتيجية غربية أن هناك اتفاقا بين الرئيس البيلاروسي ( الكسندر لوكاتشنكو) والرئيس الروسي ( فلاديمر بوتن) أن يعود الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين رئيسا لهذا الإتحاد والذي سيرعب الولايات المتحدة وحلف الناتو والدول التي تمردت على الإتحاد السوفيتي وأصبحت في حضن أميركا والإتحاد الأوربي. ولهذا تسعى الولايات المتحدة لزعزعة النظام في بيلا روسيا ، ولقد بادرت بخطوات كثيرة ومنها عندما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن تجميد ستة من المسئولين البيلاروسيين في فبراير 2007 ، وقبلها جمدت حسابات الرئيس لوكاتشنكو وتسعة من كبار المسئولين ، وتحركت هذين اليومين نحو عقوبات جديدة ،ولكن الرئيس البيلاروسي هدد بطرد السفير الأميركي والتخلي عن التعامل بالدولار ، و بهذا فأن واشنطن تمارس أسلوب ( أضربك يا بنتي وأسمعك يا كنتي) أي المقصود هو روسيا والرئيس بوتن.... لأن الولايات المتحدة تعرف الاتفاق بين الرئيسين الروسي والبيلاروسي خصوصا بعد أن ينجح بوتين بأن يكون رئيسا للوزراء في روسيا ليتسنى له ترتيب هذا الإتحاد، والذي هو بمثابة رد إستراتيجي عن ثأر قديم، ورد إستراتيجي على زحف حلف الناتو ومعه واشنطن، والذي أصبح على تخوم الحدود الروسية ،ناهيك أن هناك تهديدا خطيرا متمثل بمنظومة الصواريخ والرادارات الأميركية في جمهورية الجيك وبولندا والذي تعتبره روسيا تهديدا أميركيا مباشرا إلى أمنها القومي. فهذا يعني أن هناك حربا إستراتيجية وجيوسياسية بين موسكو وواشنطن، وقبل الذهاب علينا أن نعرف أن الإتحاد الروسي البيلاروسي يعني عودة روسيا إلى تخوم أوكرانيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا من جديد، لهذا فمن مصلحة الولايات المتحدة أن توسّع الفضاء الأفغاني نحو باكستان وأحداث الضوضاء على حدود جمهوريات الإتحاد السوفيتي وخصوصا الدول التي في منظمة شنغهاي، ولن يتم هذا إلا من خلال إدخال باكستان في مشروع الفوضى الخلاقة، والتي أصبحت كبش الفداء لها السيدة بناظير بوتو من وجهة نظرنا، وضمن لعبة المصالح والتي لا تعرف الصداقات.
المكاسب الهندية والنووي الباكستاني وخطط واشنطن المعدّة سلفا! ننتقل إلى لاعب إقليمي ودولي مهم وقبل الذهاب إلى إيران والذي تمثله الهند، فمن مصلحة الهند أن يُضرب خصمها اللدود وهو باكستان، وتنهي بذلك الصراع والعداء الذي استمر منذ عام 1947 ولحد الآن حول موضوع ( كشمير) وقضايا أخرى ، ولن يتم التخلص من الخصم الباكستاني إلا من خلال الحرب المباشرة مثلما حصل في العراق، أو من خلال إدخال باكستان في الفوضى الخلاقة، ومن ثم إدخال باكستان في المشروع الطائفي والمذهبي وبهذا سينتهي خصم الهند وللأبد وبنفس الطريقة التي تخلصت بها إسرائيل من خصمها القوي وهو العراق عندما أدخل في الفوضى الخلاقة، ثم في المشروع المذهبي والطائفي. ولكن وعلى مايبدو أن الأمر الذي كان ولازال يخيف الهند هو موضوع الترسانة النووية والصواريخ في باكستان ولكن وعلى ما يبدو أصبحت تحت حماية ورعاية الولايات المتحدة وإسرائيل، ولهذا شاع الاطمئنان في الجانب الهندي، فلقد نشرت صحيفة (ذي أوبزيرفر) البريطانية وبتاريخ 30/12/2007 تأكيدا بأن البرنامج النووي قد تم تفكيكه حيث قالت ( إن السلاح النووي الباكستاني جرى توزيعه في أنحاء الدولة بعد تفكيكه إلى أجزاء ويخضع لحراسة مشددة، ولقد بُدل نظام الشفرة الخاص به والذي يحول دون استخدامه حتى وأن كان جاهزا للعمل) أي تحول إلى الخردة الغالية، وهذا يعني عيدا هنديا. فعندما تكون هذه الترسانة بيد وبإشراف واشنطن هذا يعني أنها سُلّمت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل مثلما تم تسليم ما بحوزة ليبيا ولكن بطريقة أخرى، وبحجة الخوف من أن تقع بيد تنظيم القاعدة والخلايا الإرهابية الأخرى أو تقع بيد مجموعة انقلابية من الجيش وتدعمها الأحزاب والخلايا الإسلامية المتشددة . ويبدو أن من عجل بأن تكون هذه الترسانة بيد و واشنطن هو تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة بباكستان الجنرال ( طارق ماجد) بتاريخ 11/12/2007 والذي قال به وعلى شكل بيان ( أن الاقتراحات التي أثيرت مؤخرا عن إمكانية مصادرة قدراتنا النووية أو نقلها إلى أماكن سرية أكثر أمانا للحيلولة دون سقوطها في أيدي جهات مشبوهة غير صادقة، فهذه الاقتراحات مرفوضة شكلا وموضوعا) وكان يرد بها على تقرير وخطة المؤرخ العسكري ومهندس خطة تعزيز القوات الأميركية في العراق ( فريدريك كيجان) والذي كتب إلى الرئيس الأميركي جورج بوش خطة إستراتيجية بخصوص الباكستان، ونشر عنها في وسائل الإعلام في 2/12/2007 وحيث نوهت لها صحيفة (الغارديان) فقالت ( لقد وضع كيجان بعض التخيلات الخاصة ببكاستان واحتمالات تطورات الأوضاع فيها، فناشد الإدارة الأميركية ضرورة وضع دراسة للتعاطي مع الاحتمالات المختلفة والتي يمكن أن تنتهي بزعزعة الاستقرار، وانتشار الفوضى في باكستان). فلا تنسوا هذه الإشارات، وكذلك لا تنسوا هذه الدراسة كي يمكنكم ربط الخيوط ببعضها البعض وصولا للاستنتاج النهائي حول الأهداف التي تقود إلى باكستان مستعرة، لهذا أقترح المؤرخ العسكري كيجان ما يلي ( إرسال قوات من النخبة البريطانية والأميركية للسيطرة على الأسلحة النووية الباكستانية ،والعمل على نقلها إلى خارج البلاد ووضعها في مخزن سري في نيو مكسيكو أو في أماكن محصنة داخل باكستان) هل لاحظتم الخطوة الثانية من السيناريو، أي السيناريو الخاص بباكستان؟. ولم يكتف المؤرخ العسكري كيجان بهذا بل يعطي الخطوات اللاحقة والتي حتما سنراها أو سنرى سيناريوهات قريبة لها فقال ( من الضروري أن يستعد الجيش الأميركي للتدخل في أقاليم البنجاب والسند وبلوشستان لتوفير الدعم اللازم للرئيس الباكستاني لمواجهة الإسلاميين) علما أن التدخل لن يحدث إلا بوجود أسباب التدخل والأسباب إذن هي الاضطرابات الطائفية أو المناطقية أو الحزبية، والتي ستكون بهارتها الاغتيالات والتفجيرات و حينها سيتم التدخل والبقاء هناك واحتلال باكستان بطريقة أخرى .. أليس كذلك......؟
نغروبونتي وتأسيس الفوضى الخلاقّة ورجالها في باكستان ولكن هذا الأمر هو الذي عجّل بزيارة نائب وزير الخارجية الأميركية والخبير في صنع الفوضى الخلاقة والخلايا السرية ( جون نغروبونتي) فلقد أسسها وأشرف عليها من قبل في السلفادور والهندوراس عندما كان سفيرا هناك أي منتصف الثمانينات من القرن المنصرم، وأسسها في العراق عندما مكث هناك ولمدة ستة أشهر سفيرا في بغداد عام 2005 ، فلقد ذهب إلى باكستان والتقى الرئيس الباكستاني برويز مشرف خلال الفترة من 16 إلى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي (عام2007) وحثه على خلع البزة العسكرية والقبول بالاختيار الأميركي . ثم أنتقل إلى الشطر الأهم من الزيارة و هو اللقاء الذي تم بين نغربونتي والجنرال ( أشفاق كياني) والذي دعمه نغروبونتي أن يكون القائد العام للقوات المسلحة كونه الرجل المُدّرب أميركيا ، والحليف والصديق الجديد للولايات المتحدة في باكستان والمنطقة، وبالفعل قد سلّم الرئيس مٌشرّف قيادة الجيش إلى الجنرال إشفاق بتاريخ 28/11/2007 مودعا ثلاثة وأربعين عاما من الحياة العسكرية، وحرص أن يزور مقر قيادة الجيش في راولبندي وهي المدينة التي اغتيلت بها بناظير بوتو ، ويجب أن نؤكد على مسألة مهمة، وهي أن الاستخبارات الأميركية تعمل بحرية في باكستان، ودون أن تشاطر الاستخبارات الباكستانية العمل، ولقد شهد على ذلك وزير الداخلية الباكستاني ( أفتاب أحمد خان) عندما قال في وقت سابق ( إن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تشرك باكستان في أي معلومات إستخبارية محددة بشأن أماكن القاعدة أو طالبان)!!. ولكي نعزز الرأي الذي يقول بأن الأميركان يعلمون بكل شيء في باكستان تقريبا ، وأنهم يعتبرون باكستان ساحة خاصة بهم ولهم، لهذا هم يعملون بحرية تامة وبالتالي يعرفون جميع مكامن الخطر والتوتر في باكستان ، ولكن نؤكد بأن ما حدث ليس مفاجأة للأميركيين، بل هناك استعدادات نفسية ولوجستية لما بعد الصدمة وهي ( أغتيال السيدة بوتو) فلقد نشرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) في 9/11/2007 تقريرا ذكرت فيه ( أن الحكومة الأميركية حثت المحللين في جهاز الاستخبارات الأميركي على إعادة تقييم المخاطر التي تنجم عن تزايد القلاقل في باكستان) وقالت الصحيفة أيضا ويعتبر هذا الكلام بمثابة شهادة للتحقيق في مقتل السيدة بوتو وللتاريخ . فلقد قالت الصحيفة وعن مسئولين في جهاز الاستخبارات الأميركي ( أن الجهود المبذولة حاليا ستتركز على محاولة تحديد السيناريوهات المحتملة إذا ما انهارت لأوضاع السياسية في باكستان، ومدى تأثير ذلك على قدرة الدولة في التحكم في برنامجها النووي بأسلحته وعناصره الأخرى وكذلك علماؤه) هل تيقنتم الآن بأن الأميركان على علم بخطوات السيناريو الباكستاني؟ ، فانظروا عملية التأكيد على البرنامج النووي، وهو يذكرنا عندما حاصروا وزارة النفط العراقية عند بدأ الغزو الأميركي في آذار/ مارس عام 2003 ومنعوا أي مواطن أو حزب أو جهة عراقية وغير عراقية من التقرب منها و لها علما أن جميع الوزارات والمؤسسات العراقية الأخرى قد دمرت ونهبت وأمام أنظار الجيش الـأميركي ، بل أن الجيش الأميركي ساهم بكسر أبواب المصارف والوزارات والمؤسسات وطلب من الناس النهب والتدمير، وجميعا نتذكر المأساة. ثم انتقلوا إلى الخطة الأخرى وهي مطاردة واعتقال وتهجير وقتل معظم العلماء والمهندسين والخبراء العراقيين فشاهدوا العبارة الأخيرة من أقوالهم حول باكستان وهي (على قدرة الدولة في التحكم في برنامجها النووي بأسلحته وعناصره الأخرى وكذلك علماؤه) وهذا هو المقصود ، ناهيك أنهم سوف يصلون إلى السيد قدير خان ليدّعوا أنهم حققوا معه وأعترف على دول وأنظمة بأنه هرّب إليها البرامج والأسلحة النووية ليتم اتهامها بهذه الحجة!!!........ ولكن السيناريو المُستحدث في باكستان و بعد مقتل بوتو سيجعل حلف الناتو والدول الأوربية في حيرة حقيقية وهذا ما تريده واشنطن، فلم يبق أمامها طريق إلا المضي مع الولايات المتحدة والى آخر المطاف ، وهو هدف إستراتيجي مهم بالنسبة للولايات المتحدة ، أي سوف تنجح الولايات المتحدة من إجبار حلف الناتو بأن يزيد من قواته في أفغانستان منعا للانهيار هناك، وكي يساعد الولايات المتحدة في باكستان.
إيران سعيدة لما حصل في باكستان .. ولكنها قلقة! أما بالعودة إلى الدول التي كسبت النقاط من وراء مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة ( بنظير بوتو) فهي إيران لأنها تخلصت من خطر محدق بها وهو الخطر الأميركي ، فعند استحداث مستنقع جديد وهو المستنقع الباكستاني هذا يعني تشتت القوة الأميركية، وتشتت التخطيط الأميركي ضد إيران وحلفاء إيران في المنطقة، وكذلك زيادة وهن حلف الناتو والذي يشعر بالخيبة والحيرة في أفغانستان، وبالتالي لن يكون هناك اتفاقا ضد إيران. ولكن الأمر المهم فلقد تسربت معلومات و قبل فترة من الآن تقول أن إيران اشترطت لوقف مشروعها النووي مقابل إغلاق المشروع النووي الباكستاني، وهذا ما تسرب من بعض المراكز الإستراتيجية والدبلوماسية، وهذا يعني أن إيران قد كسبت الجولة، ولكن من يضمن أن لا تكون هذه الأسلحة ( النووي الباكستاني) هي مصدر دمار المنطقة و الشرق الأوسط خصوصا وأن الرئيس الأميركي جورج بوش قد بشر بـ (هولوكست نووي) وبشر بحرب عالمية ثالثة في الثلث الأخير من هذا العام؟. ولكن في حالة حصار إيران من جهة العراق، ومن جهة أفغانستان، وخصوصا بعد أن تم فتح الفضاء من الحدود الإيرانية مع أفغانستان حتى الحدود الهندية الباكستانية، ومن هناك يتم حصار حزب الله ومساومة سوريا بأن تترك إيران ثم تبدأ الحلقة الثانية وهي محاولة دفع إيران إلى الخلف أي إلى داخلها ،فهنا ستندفع إيران وبقوة نحو البحرين من أجل فرض أمر واقع، ومن أجل تغيير قوانين اللعبة، وسوف لن تندفع عبر الجيوش بل من خلال الجماهير البحرينية والتي تأتمر بفتوى المرشد الإيراني آية الله السيد علي الخامنئي، لأن هناك نسبة 85% من الشعب البحريني هم من الشيعة أي أن ثلاث أرباعهم يقلّدون ( فقهيا وعقائديا وروحيا) آية الله الخامنئي وبالتالي سيلتزمون بفتوى المظاهرات والإعتصامات، وحتى إسقاط النظام في البحرين أو فرض الشروط الإيرانية على اللاعبين الدوليين!..
الرئيس مُشرّف هل كذب أم صدق... وهل فقد المقود؟ وقبل الذهاب إلى نقطة أخرى يجب طرح الأسئلة القصيرة والمتعلقة بالرئيس برويز مشرّف وهي: سوال1: قال الرئيس مشّرف: لقد قررت حالة الطوارىء في البلاد لأن هناك قوى داخلية ولها ارتباطات خارجية تريد جر البلاد نحو الفوضى ولن نقبل بهذا... هل كان صادقا؟ ومن هي هذه القوى ؟ وما هي التقارير التي أستند لها بذلك؟
سؤال2: واشنطن أرسلت نغروبونتي ليخلع بزة مشرّف العسكرية، ومن ثم أجبره أن يكون مدنيا ويصعد خلفه رجل أميركا الجديد وهو الجنرال أشفاق.... وطالبت الولايات المتحدة برفع حالة الطوارئ ....... هل وقع الرئيس مشرّف بكمين أميركي وبعد أن رتبوا ما يريدون على المسرح السياسي جاءوا فتخلوا عنه؟ وهل أن حالة الطوارئ عطلت مقتل بوتو أم سرعت به؟ سؤال 3: هل لزيارة الرئيس مشرّف إلى قيادة الجيش الباكستاني في روالبندي من أجل التوديع له علاقة بمقتل بناظير بوتو؟ سؤال 4: فعلى ما يبدو أن المخططين الإستراتيجيين في مشروع الفوضى الخلاّقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير ورجالهم في المنطقة وفي باكستان قد طرحوا الأسئلة التالية وقبل الشروع في الفوضى: ـ أيهما الأغلى والأهم البرنامج النووي الباكستاني أم بناظير بوتو؟ ـ ما مديات شظايا الانفجار (سياسيا ومذهبيا وعقائديا) في حالة سقوط بوتو، وسقوط البرنامج النووي الباكستاني وأيهما أعنف وأكثر تعقيدا؟ لهذا جاء القرار أن تكون بناظير بوتو بمثابة القربان من أجل البرنامج النووي الباكستاني، أي يصل هؤلاء إلى البرنامج النووي الباكستاني والى جميع مفاصل باكستان وبحجة الفوضى أو التهديد بها في باكستان.... وهذا يعني أن وحدة باكستان الجغرافية والمذهبية والاجتماعية مهدّدة بتداعيات خطيرة تفرضها الفوضى الخلاقة التي دخل بها باكستان من خلال دماء بوتو!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |