|
وللأوْطان في دَمِ كل حُر يَدٌ سَلَفَتْ وَديْنٌ مُسْتَحق (شوقي) وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاضراً بمبنى اتحاد كتاب مصر، بشارع حسن صبري، بزمالك القاهرة، عندما كان المؤذن يرفع الأذان لصلاة العشاء. سألني سموه: جمعة، أين أنت؟ قلت: بمبنى اتحاد كتاب مصر، بالقاهرة. ثم كان ما كان. وها أنا أرويه موجزاً في كلماته أحياناً، تلميحاً في أحيان أخرى، تاركاً للزملاء في مصر، القول والفعل. حدث ما حدث، بتوفيق من الله. فقد حضرت للسلام على رئيس اتحاد كتاب مصر، الأديب محمد سلماوي وزملائه، بمناسبة وجودي بالقاهرة، بتنسيق مع الصديق القاص إبراهيم اصلان. وحين كنت أعرض للزميل سلماوي وعدد من زملائه تجربة العمل الثقافي بالشارقة، وبدولة الإمارات العربية المتحدة، رفع جرس هاتفي النقال، وكان على الخط الآخر من “قصر البديع” بالشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. استأذنت الزميل سلماوي، وأركان اتحاد كتاب مصر، بالانفراد في غرفة أخرى، واستمعت إلى صوت شيخنا وأخينا وزميلنا، يحدثني عن بعض شؤونه التي سبقت انعقاد أيام الثقافة الجزائرية بالشارقة. كنت أنصت كثيراً، وأعلق قليلاً. ثم قال: أدباء مصر وكتابها في قلبي. أنا أعرف هموم هؤلاء المبدعين. جمعة، أرجوك بلغ الأخ سلماوي وإخوانه، أن الشارقة قررت أن تتكفل بالضمان الصحي لكل أديب مصري يتعرض لمرض. كان سموه، يحدثني بهموم أخرى، من بينها العراق الذي يعيش معه، منذ ما قبل الاحتلال، وهذا ما سوف أشهره على الملأ ذات يوم بعون الله. ولكل حديث أوانه، والمجالس أمانات. وهكذا بحثت عن الأخ سلماوي، فقيل لي إنه يحضر حفل تكريم عدد من الأديبات والأدباء، أعضاء اتحاد كتاب مصر، لمناسبة يوم الكاتب المصري، الذي اقترحه نجيب محفوظ، في ذروة احتفالات مصر بذكرى أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. كتبت بضعة سطور، بما كلفني به صاحب السمو. وأودعتها يد الأخ محمد سلماوي، الذي أعلن بدوره: “أيتها الزميلات، أيها الزملاء، هذه بشرى لنا جميعاً من الشارقة، فقد تكفل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بالضمان الصحي لكل أديب مصري، يتعرض لمرض”. ثم دعاني إلى المنصة. ضجت القاعة بالثناء على سلطان الأدب والمروءة والخلق العربي الأصيل، بينما كنت أغالب تأثري العميق، من مبادرة سلطان الأدب والعلم والثقافة، وكلمات العرفان من أدباء مصر لابن مصر والعرب، في يوم الكاتب المصري.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |