|
|
|
يا قلب ميسان..!
باقر الفضلي ياقلبَ ميسان هل تَصْدُقْ مقولتُنا تصفو المياهُ غداً ،" ترسو مراسينا" بالأمس كنا نجوبُ الأرضَ نحرثها واليوم نحرثُ في الأعماق ماضينا صبراً على مُدنفٍ لا زال يحرِسُها، تلك الأمانيَ، لا زالت أمانينا إن تَوَجَ الرأسَ شيبُُ فاليراعُ لها سيفُ الحقيقةِ أمضى من مواضينا ياقلبَ ميسان ما نابتك عاديةُ ُ صبراً، فذي قار والفيحاءُ آتونا ***** تستصرخين قنوطَ القوم ، سادرةُ ُ أهواؤهم ، في هوى ليلى، وماضونا لا يُخفِضون جناحَ الذُل مرضيةً إن جِئتِهم مَلَكاً جاؤوكِ فرعونا غمامة من سديم الموت مُرسلة تُدمي القلوبَ ولما بَعدُ تُدمينا نطالها مثلما طالت مرابعنا واثخنت من دماءٍ في سواقينا صفراءَ حرباءَ إن بانت مفاتَنها رقطاء إن رامت جواراً أو تُحاذينا ***** ياقلبَ ميسان لولا أنها هَدَرَتْ إذ ليس في الشعر من قول سيُرضينا .***** أي طعنة في الظهر مسمومة.. في غفلةِ الآمن ووداعةِ الطفل، في سكونِ القناعةِ وهدوةِ السارحِ في حلمه.. في زحمة التبضعِ وفرصةِ الإختيار، إكتست الأشلاءُ بأجنحةٍ من نار.. العمارة الوادعة؛ قلبُ ميسان النابض، تغتالها غدراً همجية المتوحشين؛ المتسلطين في أوكارهم، المتربصين لحظة الغفلة..يتكرر الحدثُ، وتتكرر المأساة، وتُضاف العمارةُ الآمنةُ الى مسلسلِ الجحيم، ويبدأ مسلسلُ الإستنكارات، وتُسجلُ الجريمةُ ضدَ مجهول..!؟ حصدَ الإرهابُ مئات الألوفِ من النفوس البريئةِ، ولا زلنا نجهلُ الفاعلين.. "إنتصرنا" على "القاعدة"، ولا زلنا نحصد المزيد.. "نجحنا" في "المصالحة الوطنية"، ونزيفُ دمائِنا لم يتوقف.. بنينا " الصحوةَ" فحصدنا أرواحَ الشهداءِ أبي ريشة وصحبه الميامين.. "نجحنا" كثيراً ولا زلنا "ننجح"، وأخيراً أسسنا "النخوةَ الفيحاء" ، فكان قطافُها "خمسون"..!؟ "نجاح" حكومتِنا باهر، و"إنتصاراتها" شاخصة في كل الميادين، أما "الفشل" فهو من نصيب الضحايا، الذين أهلكتهم غفلتهم فما كانوا يميزون بين "الإرهابي" وبين رجل الدين، بين المفخخة وبين التوربين.. ونظل كعادتنا بالإحصائيات مبهورين: قال الناطقُ بإسم الشَرِطة، ونوه المتحدثُ بإسم الجيش، واليومُ أفضلُ من أمس، وعدد الضحايا في إنخفاض ملموس، والحبل على الجرار..!؟؟ بشرونا بالهدوء الأمني، فخرجنا بجموعنا؛ نبتغي الساحات العامة وحديقة الزوراء، نستذكر أماسينا في مقاهي أبي نؤاس، تسبقنا أقدامنا، مصدقين أم لا مصدقين.. أن نساءً في العمارة؛ يُنحَرنَ في البيوت .. يُقذفنَ في الشوارع..؟ أن لا فرق إذن، بين البصرة أو ميسان..؟؟؟!!
أسئلة بلا قرار..!؟ ودون طولِ إنتظار، يُنسفُ الحلمُ، كما تُنسَفُ الأجساد، وتمتد إهتزازاتُ البركانِ من قلب ميسان حتى بغداد؛ لنعود الى كهوفِنا المقابر، وشوارعِنا المتاريس، شاخصة أعينُنا متفحصة دبيب السيارات، ووجيف قلوبنا يلهبه الموتُ الكامنُ في الطُرقات..!؟ شبكةُ الموتِ المُطْبِقة على هاماتنا ، عاصفةُ الرملِ الجاثمةُ فوق صدورِنا، قد أفسدت علينا الرؤية، وأغلقت أمامنا طرقَ النجاة، ولا زالت تنذرنا بالمزيد ، وآه من هذا المزيد..أبناؤنا؛ "أكبادُنا تمشي على الأرضِ"، اكبادُنا تتطاير في زحمة الإنشغال، في ضجة القيل والقال ..!! أخذ التعللُ منا الكثير حتى لم نَجدْ ما نتعللُ به..رمينا كلَ الأسبابِ في سلةِ الإرهاب؛ فأصبح أغنيتنا الوحيدة، وهاجسنا الدائم، وذريعتنا للتستر خلفه؛ فإمتشقنا سيوفَنا، مشرعةً ليل نهار؛ نطارد أشباحاً، ترانا ولا نراها، نقتل أوهاماً، نبني عروشاً في الفضاء..!! عامُ ُ يتلوه عامْ، والقادمُ قالوا؛ أرحم مما فات.. القادم قالوا أرحم مما فات.. أرحم مما فات.. مما فات..... فهل حقاً يا آمنةُُ ُ، تُسعِفُنا الكلمات..؟؟؟! هل حقاً تُسعِفنا الكلمات..؟؟؟! (*) (**) لكن الآتي حُلماً، حُلماً آتٍ في كل الأوقات.. في كل الأوقات.... ____________________________________________________ * مهداة الى الكاتبة المبدعة الفاضلة آمنة محمد باقر ومدينة العمارة الشماء
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |