أصل النسبية
 

محسن ظافرغريب

algharib@kabelfoon.nl

منذ القرن 19م أخوان يسارويون يصدعون بفكرهم العلموي المزعوم، رؤوس أخوانهم الأسلامويين، وبإلحاح، رغم معاناة فرضياتهم/ نظرياتهم من التطبيق على مدى القرن 20م ونهاية العصر السوفيتي، وقد تبادل الأخوان على سرر متقابلين، التنابز بالألقاب(رجعية - ملاحدة)، وفق فهم كل منهم لمثل "ستاتيكية الزمن في كتلة مطلقة في وصف"القرآن" جنة عرضها السموات والأرض .. الإسراء والمعراج"، في السياق التاريخي للإختلال الذي أفضى الى الإحتلال، على شاكلة أخوان(رافضة - نواصب)، في ظل ذل الإحتلال تنازعوا أسلاب وطنا واحدا، يستهلكون بضاعتهم البائرة محليا دون طائل وهم يدركون عبثيتهم العدمية، كل يدعي وصلا بليلى المريضة في العراق ويتغنى بالوطن المشتهى وسدرة طوبى/ المنتهى، لاشرقية ولاغربية، متقابلين/ معرضين عن حقائق العلم بين الفرضيات والنظريات وشرائط سيرورة المجتمعات(على أساس وحدة القانون الفيزياوي/ الإجتماعي؛"التأثيرات الكمية تؤدي الى تأثيرات كيفية/ النوع"!، وبالعكس!)، يجترون ويتنطعون ويكابرون ويعرفون أنهم في ضلاهم يعمهون ويهرفون، أجمعوا على معنى/ مبنى اليساروية لغة؛ يسار - أعسر Left-handed أخرق، غير متقن، مدلس، معاكس لحركة عقارب الساعة Compliments ~، وهنا في هولندا تقابلها ترجمة لغة؛غير ماهر(Links-Linksheid (Linker. في مدينة"ترير" الألمانية قرب الحدود مع لوكسمبورغ ، منزل ولد فيه عام 1818م الفيلسوف " كارل ماركس "، الذي شيد في القرن 18م و اشتراه " الحزب الاشتراكي الديمقراطي قبل 8 عقود(عام1928م) ثم صادره النظام النازي بين عامي 1933-1945م ثم استعاد الحزب ملكيته للبيت لتتولى"مؤسسة فريدريش ايبرت" التابعة للحزب إدارته كمتحف يعرض أعمال ماركس وحياته بعد إعادة افتتاحه في العام العالمي للفيزياء، مئوية أول مقالات العلامة آينشتاين Albert Einstein، عام 2005م، بعد سنوات من الإهمال من قبل الشباب وفقاً لمديرة متحفه أمينة مركز الدراسات الملحق بالمتحف"بيتركس بوفير"(زاره خلال العام الماضي أكثر من 41 ألف شخصاً، 12 عشر ألف منهم جاؤوا من الصين، وهو عدد غير مسبوق كما ذكرت المسؤولة). وتعتقد"بوفير" انه من الضروري النظر إلى أفكار"ماركس" في سياقها التاريخي من أجل فهمها، فقسم كبير من هذه الأفكار ­ أسئ استخدامه في وقت لاحق كما تغيرت مفاهيم عديدة مع تقدم السنين. وتقول"بوفير":" كانت (الحكومات الشيوعية الفاشلة) في القرن 20م قد "أحبطت تنبؤات ماركس"، وإن قسما كبيرا من عمله لا يزال وثيق الصلة بالحاضر، حسب تعبيرها. و:" كان بالأساس مفكراً ومنظراً وقد غير العالم سواء أسيئ فهم أفكاره أم لا. لقد عاد للحياة بعد اعتباره في عداد الأموات منذ زمن بعيد"!.

وفي مدينة Arnhem هنا شرقي هولندا، ولد الفيزياوي"لورنتس هندريك أنطون" سنة 1853م(توفي قبل 8 عقود في شباط 1928م)، ويرى؛"أن تعديل الزمن يفضي الى معنى مبنى المعادلات"، كما كاد الفيلسوف الفرنسي"هنري بوانكاريه" يصل الى"النسبية" بعد دراسته أعمال الهولندي أنطوان، الذي كان من أوائل من جعل ثمت علاقة(مادية جدلية) بين الضوء والمغنطة والكهربة، وكان أيضا أول من إفترض وجود الإلكترون ليفسر ظاهرة زيمان/ زمكان الديالكتكية؛ إنحراف أشعة الطيف في المجال المغناطيسي، وربط بين إحداثيات أي حزم زمكانا بإحداثيات جسم متحرك آخر، لتأسيس هذه"النسبية"، فتوصل"بوانكاريه" الى: المطلوب، علم فيزياء جديدة. أي الكم يفضي الى الكيف/ النوع، والكتلة الحرجة في دماغ الإنسان تفضي الى الوعي. عندما بلغ بول ديراك 24 عاما من عمره، توصل الى الإلكترون السالب(بوزترون)، وعندما بلغ آينشتاين 25 عاما من عمره، تفجرت 5 شعب عبقرية من عقله الذي تراكمت لديه مسلمات. لم يكن يعجبه نظام المدرسة وطريقة التعليم فيها التي تحصر الطالب في نطاق ضيق ولا تدع له مجالاً للأبداع واظهار امكانياته. اهدى له والده بوصلة صغيرة في عيد ميلاده العاشر وكان لها الاثر البالغ في نفسه وبابرتها المغناطيسية التي تشير دائما إلى الشمال والجنوب واستخلص هذا الطفل بعد تأمل عميق أن الفضاء ليس خالياً ولا بد أن فيه ما يحرك الاًجسام ويجعلها تدور في نسق معين . تعلق " آينشتين " في شبابه بعلم الطبيعة والرياضيات، وبرع فيهما في البيت وليس في المدرسة ووجد متعة في علم الهندسة وحل مسائلها. تعلم الموسيقى وهو في السادسة من عمره وكان يعزف على آلة الكمان، لأن والدته"بولين كوخ" من عشاق الموسيقى، وقد جمعته الصداقة، وحب الموسيقى بمواطنه"بلانك Max Karl Ernst Ludwig Planck"، وعزفا معا، رغم تباعد توجهاتهما السياسية والعلمية أحيانا وعزوف آينشتاين عن اللعب مع سائر أقرانه. كانت اكبر مشكلة لآينشتاين اضطراره لدراسة اللغات والعلوم الإنسانية التي لا تطلق للفكر العنان حفظها وانما للحصول على الشهادة. وكان كثيرا ما يحرج أساتذة الرياضيات لتفوقه عليهم فطرده أحد الأساتذة من المدرسة قائلاً له:"أن وجودك في المدرسة يهدم احترام التلاميذ لي". سافر ليلتحق بوالديه في ميلانو بعد أن تركوه لمشاكل مادية في ميونخ والتحق هناك في معهد بولوتيكنيك، لكنه رسب في جميع امتحانات الإلتحاق فيما عدا الرياضيات فأرشده مدير المعهد ليدرس دبلوم في إحدى مدن سويسرا ليتمكن بعد عام من الإلتحاق في البوليتكنيك. في عام 1901 بلغ آينشتين 21 عاماً من العمر. وبعد عناء طويل للحصول على عمل يعيش منه حصل على وظيفة في مكتب تسجيل براءات الإختراع في برن. قرأ الكثير عن أعمال العلماء والفلاسفة ولم تعجبه كتاباتهم حيث وصفها بالسطحية والبعد عن العمق الفكري الذي يبحث عنه.

في العام 1905م وضع آينشتين خلال عمله في مكتب تسجيل الإختراعات العديد من النظريات التي جعلت من عام 1905م عاماً ثورياً في تاريخ العالم. واسترعت نتائج نظرياته اهتمام علماء الفيزياء في كافة جامعات سويسرا، مما طالبوا بتغيير وظيفته من كاتب إلى أستاذ في الجامعة وفي عام 1909م عين رئيسا للفيزياء النظرية في جامعة زوريخ ثم انتقل إلى جامعة براغ الألمانية في 1910م ليشغل نفس المنصب ولكنه اضطر لمغادرتها في العام 1912م بسبب رفض زوجته مغادرة زوريخ.

كما جمعت"آينشتاين" في هوليود بتشارلي شابلن الذي تجمع الناس حوله،ليقول له؛"أنا عبقري مجهول وأنت عبقري شهير!. رؤية آينشتاين بأن نقص الكتلة يحولها الى طاقة ليحدث الإنشطار والإندماج، وفي عقد أربعينيات القرن الماضي، القنبلة الذرية تحرر طاقة؛ قيمة العامل الفيزيائي C تصل الى 300 مليون متر في الثانية. من كمية صغيرة من الكتلة لنواة العناصر الثقيلة مثل البلوتونيوم. في سنة 1915م طور العالم نظرية آينشتاين الذي لم يشترك في صنع القنبلة، لتشمل الجاذبية التي قلبت(قوانين نيوتن)، إعتمادا على تصحيح "بلانك" لنظريات نيوتن الكلاسيكية الذرية ودون الذرية، إذ أثبت"بلانك" أن حركة الطبيعة تعتمد الطفرات لا الإطار الثابت، الأمر الذي أدى الى ثورة في المفاهيم الإجتماعية. بيد أنه كان أميل الى التقليد الجمعي منه الى الحراك؛ فشده الحنين الى الفيزياء التقليدية/ الكلاسيكية، وقد نصحه بروفيسور الفيزياء"فيليب فون غولي"، بعدم دراسة الفيزياء لأنها علم لم يعد فيه جديد!. ورغم ولع"بلانك" بالموسيقى شأنه شأن آينشتاين، توجه لدراسة الفيزياء النظرية، لشيوع قناعة عدم جدوى الفيزياء التطبيقية!. وبصدور ضوء نجم بعيد بسبب الجاذبية، قيس إنعراجه سنة 1919م كدليل لصحة نظرية آينشتاين؛"النسبية". في 14 آذار 1879م ولد آينشتاين في قرية أولم الألمانية لأبوين يهوديين في ألمانيا، والده(هرمان) صاحب مصنع كهربائي. وبعد عام إنتقلت أسرته الى"ميونيخ"، حيث ولدت أخته توا، وتأخر نطقه وكان يميل الى الصمت البليغ التأملي. سنة 1921م حصل على جائزة نوبل في الفيزياء، وحصل على الجنسيتين السويسرية والأميركية، ورفض تولي منصب أول رئيس لدولة إسرائيل، لإيمانه بعالمية وخلود الرياضيات/ العلم خلافا للمناصب والسياسية. أي أن 4 دول إدعت به!. كانت زوجته حتى آخر أيام حياته لا تفقه قوله(توفي في 18 نيسان 1955م ).

في مثل هذه الأيام من مطلع العام قبل ثلاث سنوات، كان العام العالمي للفيزياء، مئوية أول مقالات العلامة آينشتاين، في آذار 1905م ، من نظرية النسبية، نظرية"الكم" التي تفسر عالم الأجسام المتناهية في الصغر(عالم الذرات) ولعالم الأجسام الكبيرة. ثم تطلع الشاب آينشتاين من مكتب في بيرن بسويسرا، لفهم طبيعة الطاقة والكتلة والحركة والزمكان. في 11 آيار 1905م نشرت مجلة"أنالين ديرفبزبك" الألمانية مقاله؛ بصدد الحركة البروانية العفوية للسوائل تحت المجهر(للعالم الإسكتلندي"روبرت براون")، السرعة حاصل قسمة المسافة(الإزاحة) على الزمن. جانب من مقال النسبية كان في 30 حزيران 1905م. الظاهرة الكهروضوئية؛ تنبعث الإلكترونات من السطوح المعدنية لدى تعرضها للضوء، ويتغير عددها مع شدة الضوء(الفوتون) في حال تحول الأحمر الى البنفسج في مجال الطيف الشمسي. النسبية؛ لا حركة مطلقة.

النسبية الخاصة؛(مئوية مواءمة قوانين نيوتن الكلاسيكية حول الحركة)، مع(نظرية العلامة الإسكتلندي"ماكسويل") في عقد سبعينات القرن 19م(الكهرومغناطيسية). أيلول 1905م؛ نشر آينشتاين، علاقة الكتلة بالطاقة، ولكل كتلة طاقة(بعد سنتين): الطاقة = حاصل ضرب الكتلة M مع مربع سرعة الضوء E = me2 = C2 . نظرية"بلانك" الكوانتية الكمومية Quantum theory سنة 1900م؛ فرضية الكموم = إهتزازات كهرطسية. الكم=أصغر وحدة طاقة تتبادل -وفق تردد معين- بين الأجسام E=hv طاقةالكم. إستنادا الى سنة 1894م، عندما عرج"بلانك" الى دراسة إشعاع الأجسام السوداء. وكان الإعتقاد السائد بأن الطاقة المنبعثة من الأجسام لا تتوقف. إذ أن تسخين أي جسم يبعث حرارة وضوء. إكتشف بلانك أن الكمية المنبعثة من الأجسام تحسب بواسطة ضربها X ثابت بلانك، كما أصطلح لاحقا كثابت علمي طبيعي. هذا الإنبعاث يكون بصورة وحدة كم محدد، نظريةالكم التي أحدثت ثورة على الفيزياء الكلاسيكية/ التقليدية، رغم أن"بلانك" كان محافظا في تربيته، الأمر الذي أفضى الى نظرية آينشتاين فيما بعد، على أساس تراكم المعلومة كإرث إنساني، وكعلم مشاع لا إحتكار حصري.

قبل قرن ونصف القرن ولد"بلانك" في 23 نيسان 1858م في مدينة كيل Kiel، وفي سنة 1877م توجه للعاصمة برلين للدراسة على أيدي خيرة علماء الفيزياء، أمثال"غوستاف كيرشهوف" و"هيرمان فون هيلمهولتر"، وعكف على مؤلفات"رودولف كلاوزيوس"، مبادرا بالتخصص بعلم الحراريات. في سنة 1879م قدم رسالته للدكتوراه في نظرية"الحرارة الديناميكية"، ثم واصل دراسة الطاقة الحرارية غير حافل بتجاهل الفيزياويين له، ثم إنتقل للتدريس من"جامعة ميونيخ" الى"كيل" ثم الى"غوننغن" ثم الى"برلين"، ليكون بديل"كيرشوف" الذي توفي. رحلت عنه زوجته وإبنتاه وإثنان من أبنائه، قبل رحيله(قبل 6 عقود) في 10 تشرين الأول 1947م، وقبل 9 عقود(في عام 1918م) حاز جائزة نوبل لتجعل صورته على قطعة نقد من فئة ماركين من العملة القطرية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com