دور الاعلام العراقي

 

عبد الامير الخرساني

tareten12@yahoo.com

بعد الفتره المظلمه التي عاشها الشعب العراقي لعقود طويله من الزمن التي افتقد فيها ابسط مقومات الحياة الاساسيه سواء كانت ماديه او معنوبه، ثقافيه او خدميه، مواهب علميه او مكاسب تجاريه، حق الحريه في الحياة او الحقوق الانسانيه . لقد استغلت الحكومه الطاغيه المستبده آنذاك نفوذها لتؤذي الشعب الكريم وتسلط عليه انواع العذاب والقهر والحرمان والتخلف والجهل لتجعله يعيش بلا حياة ولا اراده، بلا علم او معرفه . بلا مستقبل او ضمان .. ليبقى مكبلا بأغلال الفقر والعبوديه والحرمان، من كل شيء ينهض به نحو آفاق السعاده والكرامه.

لفد عاش الشعب العراقي بكل مؤسساته العلميه والثقافيه والصناعيه والزراعيه والخدميه مغلوبا على امره مشلولا في حياته مظلوما مقهورا لا يجد سبيلا ولا مخرجا الاّ ماكتب الله له.

لقد كانت تلك المرحله قاسيه وصعبه وذهب ضحيتها الكثير من ابناء الشعب الغيارى الذين دافعوا بكل شجاعه وشموخ عن سيادة الشعب وكرامته وحقوقه المهضومه.

لفد كانت المؤسسه الاعلاميه التابعه لذلك النظام الغابر هي الاخرى سجينه وخاضعه لقيود ذلك النظام المستبد لم تستطع ان تقول الحق ولم تكشف الحقائق ولم تنشر المآسي والويلات التي يمر بها الشعب العراقي. لفد اصبحت كباقي المؤسسات الاخرى عملها محدود ومعروف ومقرون بالتطبيل والتزمير والمدح لحكومة الطغيان والجرائم . وكل من لايمدح سيادة القائد يقتل بلا ذنب افترفه او خطأ اعتمده وتقتل معه عشيرته واهله وكل من ينتمي اليه.

اخوتي اننا نعلم علم اليقين ان الاعلام في الأمه او الشعب بمثابة الروح في الجسد والقلب في الضمير والحياة في الكيان الانساني، لانه الوسيله للغايات الانسانيه وبه يصل المجتمع الى اعلى اهدافه ومنتهى طموحه وارتقائه، بما يقدمه على كافة الاصعده الثقافيه والافتصاديه والسياسيه والاجتماعيه والخدميه، وبما يسعى اليه بجهود مكثفه وجباره وباستمراريه مثاليه، مثله كمثل السراج يحترق ليضيء الطريق للآخرين.

ان مثل الاعلام في الشعب كمثل القلب في الجسد اذا صلح القلب صلح الجسد واذا فسد القلب فسد الجسد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله اذا صلح القلب صلح الجسد واذا فسد القلب فسد الجسد. ان القلب يمثل الفكر ويمثل العاطفه والوجدان وبصلاح القلب ينصلح الفكر وينصلح الوجدان ويبقى حيا نابضا بالعطاء والحياة.

ان الاعلام يمثل حياة الشعب او موته، نهوضه او تخلفه، علمه او جهله، صحته او سقمه، ثورته او تقاعسه . كما هو قلب المجتمع وروحه وكيانه.

ان الاعلام العراقي الحالي بكل وسائله وقنواته واجندته وسايكولوجيته وايديولوجيته هو المسؤول الاول عن ثقافة الشعب العراقي وعن حريتهم وعن هويتهم الاسلاميه والعربيه وعن حقوقهم المهضومه او الغافله عنها الدوله، وعن كشف الحقائق وكشف التلاعب بمقدرات الناس، وكشف آليات الحكومه وستراتيجيتها ونشاطاتها وكسلها وغبنها لحقوق الناس التي امر بها الله وبيان كل صغيره وكبيره، وعدم المدح والثناء على فلان او علاّن لان فلان وعلان يعملون ضمن مسؤوليتهم وواجباتهم واقامة الواجب وتحمل المسؤوليه ليس عليه شكر او مدح . كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال في الحلال والحرام :(ان في حلاله حساب وفي حرامه عقاب وفي الشبهات عتاب).

احبتي قال الشاعر (لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم) . وقد يتعرض الاعلاميون الى نقد الماضي الدفين الذي خلف الدمار والعار وقد ينسون انفسهم احيانا وهم مابين مادح لزعيم حزب او رئيس حكومه وتركوا عملهم المهني الانساني النبيل القيم الذي شرفهم به الله سبحانه كما قال امير المؤمنين عليه السلام(ومن نعم الله عليكم حوائج الناس اليكم) . وقال تعالى مذكرا لهذا النسيان لرقابة الله والملائكة والناس اجمعين (أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم )، ان مهمة الاعلام صعبه وخطيره للغايه وعليه ينبغي للاعلامي ان يحذر من الوقوع في الهاويه من قبيل المدح او التكتم على الجرائم والسرقات والاهمال الحاصل بقصد او دون قصد . اضافه الى ترويج الحضاره الاسلاميه الربانيه التي انزلها الله لكافة البشريه لتكون نظامهم وسؤددهم وسعادتهم في الدنيا والآخره .

ان الاعلام الذي ينطق بغير الحق في مثل هذه الظروف والاوضاع القاهره التي تحتاج الى كلمة الاعلامي والمثقف والاستاذ والعامل والفلاح والمسؤول انه اعلام غير مسؤول وغير صادق ولم يجدي نفعا في يوم من الايام ولم يكن فرقا بينه وبين الاعلام في زمن الطاغيه المقبور .

اعاذ الله اعلامنا العراقي الموجود في الساحه المعطائه والذي يتواصل مع احبته وشعبه بكل مرونه ودقه وايده الله في كشف كل الحقائق بشجاعه واخلاص وروح متفانيه لاتعرف الكسل ولا تقترب من الملل. ندعو لهم بالعافيه ورحم الله الشهداء منهم ورحم الله شهداء العراق الابرار الذين سقطوا صرعى الارهاب وشركات العماله والاحتلال .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com