|
العثور على جثة امرأة مجهولة الهوية مهشمة الوجه الفاعل مجهول والدافع مجهول, هذه هي الديباجة المتكررة التي تستخدمها وسائل الأعلام لتكشف عن العنف اليومي الممارس ضد المرأة العراقية في البصرة وترتفع بين الحين والآخر حملات تضامنية مع النساء العراقيات اللواتي يتعرضن بشكل مستمر لخطر القتل من قبل عناصر حسب مايقال مجهولة الهوية والأهداف, وما أن تنطلق الحملة لأيام وتتحمس الأصوات الداعية لها والمنددة بما يجري حتى تخمد وتهدأ دون الوصول الى الجناة والدوافع التي تحركهم, ولم تصل الى الهدف المرجو . ويستمر الخوف والذعر بين النساء من نصل خنجر مسموم أو حذاء همجي أو عار السبي من ثلة فقدت معايير الإنسانية والتزمت شريعة الغاب . وإن كانت اليوم المرأة البصرية مستهدفة حسب المعلومات التي ترد فليس معنى ذلك أنها ستقتصر على نساء هذه المدينة الشبعى بالموت والدمار والتلوث , وأن أخواتهن في المدن الأخرى الممتدة على طول العراق سيبقين (رافلات بثياب الأمن والاستقرار) فما دامت أذرع الإرهاب خفية وممتدة ولها أشكال متنوعة سيكون غدا لهن نفس المصير وستبتدع لهن الذرائع, ذرائع وجدت منذ القد م ورددها الأغبياء ترتدي مسوح حماية الشرف والفضيلة وترفع راية حماية المجتمع من الدنس والعار الذي غالبا ماتكون المرأة جالبة له .مستغلة غرق المجتمع في غياهب التعلق بأهداب عادات وتقاليد فيصمت ويكون شيطانا أخرس ويحاول أن يكمل على الضحية فيرميها بالحجر ويداري مايعتقده فضيحة تثلم الشرف الرفيع ومما يجلب الحيرة والألم أن أغلب الأصوات تنطلق من خارج الحدود وبأعداد لاتتناسب مع حجم الكارثة المحيطة بوضع المرأة العراقية المثير للقلق ولا تبتعد عن دائرة مجاميع محددة من العراقيين ولا تستقطب اهتمام الرأي العام الدولي والحركة النسائية العالمية . أن البلد المعني بهذه المصيبة بلدنا السائر في ركاب ديمقراطية الأمريكان وتتمثل النساء في مجلسه النيابي بنسبة الربع ويتفاخر بحرية الصحافة والأعلام ويحمل بين ظهرانيه مئات الكتل والأحزاب والتيارات التي تنتشر وتتفرع كالسرطان وتجأر بمثل وقيم عليا وتطبل لشعارات براقة, بلد فيه وزارة تسمى بوزارة حقوق الإنسان ومئات من المنظمات التي تحمل نفس التسمية ورغم ذلك لاتصدر عنه نأمة ولم يدرس ما يجري ولم يكلف ذوو الشأن أنفسهم بالبحث عن الأسباب ووضع اليد على الجرح حتى يتسنى العلاج . إن أهمية ما يحدث ضد المرأة العراقية من عنف يوازي أهمية القضاء على الخلايا الإرهابية وبقايا البعث والقاعدة وان خطة سريعة آنية كخطة فرض القانون ينبغي أن توضع لحماية المرأة العراقية في البصرة وفي كل مكان من العراق تسجل فيه حالات القتل والتنكيل وملاحقة الجناة الذين لأاعتقد أنهم مجهولو الهوية كما يحلو للكثير ممن يريد أن يؤثر السلامة أن يسميهم فمن أولى واجبات الدولة تجاه مواطنيها صيانة حياتهم والدفاع عنهم وإلا ستكون الحكومة قد أخلت ببند أساسي وفرته لائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة وستحاسب عليه . أما كيف نرفع من وعي المواطن ونثقفه بحقوق المرأة ونجعله يزدري قيما تحلل قتل المرأة لأي سبب كان فهذا يحتاج الى وقت طويل والى مؤسسات اجتماعية تعمل عن حق وبجدارة بين صفوف الناس البسطاء الذين اختلطت عليهم الرؤية فتاهوا بين فيض من شعارات زائفة تتاجر بكل شيء والى أن يحين الوقت لمثل ذلك على كل الشرفاء أن يسندوا المرأة العراقية وينقذوها من موت يتربص بها . الرحمة لكل الشهيدات شهيدات العنف اليومي .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |