ليس ثمة ما يستوجب مني الإعتذار بمعناه الإجتماعي للأستاذ صائب خليل فقد إنتقدته بشدة يومآ ما لمقارنته الدكتورة وفاء سلطان بالمصارع الزائف عدنان القيسي الذي شغل لفترة الرأي العام العراقي بدفع من جهات أمريكية واتهمته بإخفاء عمامته الأصولية التي إفترضتها في حقيبته العلمانية الأنيقة وزعمت أنه مثل يضرب لنظرية الدكتور علي الوردي في إزدواجية الشخصية العراقية. إنتقادي الشديد له هو حق مشروع فالإنسان ينبغي أن يدافع وبشكل حضاري ووفق أنجع السبل وأكثرها ذكاء وفاعلية عن ارائه وبنفس هذه الروحية على الإنسان أن يعتذر حين يكتشف خطل رأيه وتفوق المقابل عليه في صحة الرأي ووجاهته وسلامته بل ويتبنى الرأي الذي وقف ضده وهو بالضبط ماأفعله الان ويشكل جوهر اعتذاري لأخي صائب.

وأصل الخطأ يعود إلى أني لست كاتبآ مختصآ بل مجرد قاريء من هذا العصر يدلي بدلوه في إبداء ارائه ويناقش الاخرين فزمن القاريء المتلقي قد ولى بلا شك ونحن فعلآ الان في عصر الكتابة، وهو عصر إنتاجي ، القاريء فيه فاعل ويكتب والكاتب المختص فيه يتلقى وينصت ويستمع لقرائه ويتفاعل معهم إن كان ينوي المواصلة والبقاء في ساحة الفكر والثقافة ، وكل ذلك بفضل الكومبيوتر وهو من المكارم التي ننحني من أجلها إجلالآ للإمبريالية الأمريكية بالذات لكن دون أن نسجد أو نتحول إلى مبشرين إنجيليين يحلمون ويعدون العدة لهرمجدون لا تبقي ولا تذر وهو مانخشاه ولا نتمناه للدكتورة الفاضلة وفاء سطان.

لقد وجدت أن مقارنة الأخ صائب للأخت وفاء بعدنان القيسي هي مقارنة وجيهة وصحيحة وأخشى أن تكون متطابقة. ومقالتها الأخيرة التي تفوح منها رائحة قمامة فكر الحرب الباردة ضد الإشتراكية والتي وضعت فيها ألف مليون من الصينيين موضع الرعاع المسيرة والمغسولة أدمغتهم هي بمثابة عرض فعلي للمصارعة وقد فعل حسنآ المحرر في الحوار المتمدن حين ثبت مقالة الدكتورة وصورتها تمامآ قرب صورة لينين وخطابه فهذا بمثابة إيحاء وكأن الأخت وفاء قد دخلت فعلآ حلبة المصارعة.وهنا ينبغي أن أذكر إني قاريء فاعل فقط وليس في نيتي لا الدخول إلى حلبة المصارعة وربما حتى مشاهدة العرض ولست أيضآ من هواة نبش مزابل الحرب الباردة لكي أفند اراء الدكتورة بخصوص الغسيل الذي تعرض له الشعب الصيني في لاوعيه الجمعي من قبل الأعداء المزمنين للمسيح الدجال من الشيوعيين.يستطيع طبعآ غيري من اليساريين المتمرسين والمتمكنين أن يشاركوا في المصارعة وسوف يكون من المشوق جدآ لو تبرع أحد الإخوة الماويين ودخل الحلبة.

ومن الضروري أن أكون دقيقآ في توجيه إعتذاري للأستاذ صائب فأقول أن الدكتورة وفاء في موقفهاالسياسي والفكري اليميني المتطرف ليست مدفوعة كعدنان القيسي بدافع ذاتي و مصلحي يتوخى المجد والشهرة بل بدافع ديني أصولي إنفعالي هو نتاج ورد فعل متطرف ومتمرد على الظلم الذي تعرضت له كإنسانة في مجتمع شرقي قمعي و متخلف رغم أن الدوافع تتداخل مع بعضها وهذا مرهون بما ستظهره الدكتورة من اراء سياسية وفكرية قادمة في مواضيع اليسار والصراع العالمي والإقتراب الوشيك لهرمجدون تروستات صناعة الحرب وظهور المسيح الدجال فإذا كانت الدكتورة تنوي أن تطرح نفسها كممثل لليمين الأصولي والمتطرف عندها ستكون مقارنة الأخ صائب متطابقة تمامآ.

ولن أطيل فما هذا إلا إعتذار للأخ صائب.ويؤسفني بل يؤلمني كقاري يكن كل المودة للأخت وفاء أن أجدها قد بدأت تخوض في مستنقع من الهراء الذي سوف يفقدها إن إستمرت عليه كل سحرها وتأثيرها حين تجعل من نفسها ناقلآ ومستلهمآ ومترجمآ لمقولات كتاب الحرب والتطرف والإستغلال بهذا الشكل المثير للهزل فتدخل في مناطحات سياسية لا تجدي نفعآ بدلآ من محورة وتركيز جهودها في الدفاع عن حقوق المرأة ونقد الفكر الديني ليس الإسلامي المتطرف والإرهابي فحسب بل والأخر المسيحي التوراتي الأصولي الذي يفوق في بشاعته الأول فما الإرهاب الإسلامي وما الاله العسكرية الصهيونية إلا مطيتان مسخرتان لرأس المال الذي هو الإله الحقيقي الذي تطالبيننا بالسجود إليه سيدتي.وبدلآ من نبش قمامة الحرب الباردة وإستخراج الجواهر منها والتي عافها المسيح الدجال نفسه في عولمته الحالية للسيطرة على العالم حتى لو كان ذلك على جبال من الخراب وأنهار من الدماء كان عليك متابعة الجرائم البشعة التي ترتكب الان بحق المرأة العراقية من قبل أصدقائه الميامين الأصوليين الذين وضعهم على سدة الحكم في بغداد أم إنك فقط تشمين روائح لحيته المعطرة بعطر شواء اللحم البشري العراقي وأبخرة ابار النفط معتقدة أنها ، ربما لغسيل دماغ تعرضت له فعلآ أنت نفسك ، رائحةالمحبة وغصن الزيتون ليسوع المسيح .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com