|
العراق مابين الكان واليكون في حلقات - 3 محمد حسين كان عنصر النفط أو الذهب الأسود مثلما يسمونه المسبب الأول لزيادة القمع والتعسف والكبت الحكومي على رقاب الشعب، وهكذا الحال بالنسبة للتغرب الثقافي الذي كان يتسبب في تمهيد الطريق أمام المزيد من الأنحلال الروحي والأخلاقي في المجتمع العراقي وفرض الهيمنة الأمبريالية ونهب خيرات الوطن وعلى جميع الأصعدة . ومابين هذه التناقضات الأستعمارية لأحوال ومباديء المواطنين تسببت في تصعيد العنف السياسي وحق المواطنة والحرية في البلاد . ومثلما هو شاخص للعيان فأن الشعب العراقي وبكل مكوناته وتركيبته الأجتماعية الجميلة والمتميزة بين كل الأقطار العربية الأخرى، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك المؤامرات التي هاجمها الأستعمار به من نسف ومسخ للشخصية . ففي أثناء الحرب العالمية الأولى، قرئنا كيف هَـبّ كل أبناء العراق من علماء ومفكرين ورجالات نذروا أنفسهم للدفاع عن إستقلال الوطن من الهيمنة الأجنبية تحت ظلال الدولة العثمانية، وعندما أحتل العراق بعد هزيمة العثمانيين لـم تقبل جماهير العراق من كردستانه شمالا حتى أقاصي نخيله جنوبا بهذا الأحتلال ولم تنخدع بالأنجليز . فقامت بتفجير ثورة عارمة الآ وهي ثورة العشرين الخالدة التي هزّت الأمبراطورية البريطانية التي لاتغيب عنها الشمس آنذاك فلقنتها دروسا قاسية وهي بعد في نشوة أنتصارها على العثمانيين. مثلما إستمرت تلوها الثورات والأنتفاضات خلال العقود الماضية فأتخذت أشكالا متنوعة وجوانب عديدة من الكفاح في سبيل الوصول الى الحرية والأستقلال . ومنذ عام 1958م وتولي الجيش السلطة العليا في البلد إتخذت الحركات الوطنية والتحررية طابع التنظيم السياسي الذي يهدف ويتطلع الى الحكومة العادلة حتى يأخذ المظلوم حقه والظالم جزائه، والجدير بالذكر فأن علماء الدين كان لهم الدور الرائد والمتميز في تلك الفترة التي مرّت على تأريخ العراق ..... يتبع
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |