|
استطاع عدد كبير من الكتاب أن يخلق تياراً في الكتابة يدور حول تجربة النجاة من محرقة الإبادة النازية ، منهم:"يوري بيكر"، "روت كلوجر"،"ادجار هيلزينرات"، "كورديليا ادفاردسون"، "جيورج تابوري"، "الكسندر تسما" وغيرهم، وحصل هذا التيار على تكريم رسمي بحصول الكاتب المجري"امري كيرتش" على جائزة نوبل لعام 2002م. في عام 1945م تم تحرير معسكرات الإبادة النازية وإنقاذ من كتبت لهم النجاة، فوجد الكاتبان الإيطالي"بريمو ليفي" أول الناجين من(معسكر أوشفيتس) والإسباني"خورخه سيمبرون" نفسيهما يعودان إلى الوطن بعد أن قضيا سنوات في معسكرات الإبادة. ليفي، صدر كتابه عام 1947م بعنوان "هل هذا من البشر؟". ورغم الإهتمام المتواضع الذي حظي به الكتاب في أوساط المثقفين والعامة على السواء، يبقى هذا الكتاب يشكل حجر الزاوية في أدب المحرقة. فلقد خلق توازناً دقيقاً بين تقرير شاهد العيان وبين الذكريات والانطباعات. أما خورخه سيمبرون فقد فضل البقاء لسنوات وحيداً مع ذكرياته دون أن يمتلك الجرأة أو القدرة على الإقتراب منها، ولم يعرف في البدء أي شكل ستأخذه تجربته المرعبة، حتى خرج كتابه "الرحلة الكبيرة" عام 1960م، الذي يدور حول حياته في معسكر"بوخين فالد". وفي هذا السياق أثار معرض "مرآة الشر" الذي أقيم عام 2002م في المتحف اليهودي في نيويورك ضجة كبيرة حول مدى قداسة موضوع المحرقة. فقد حفل المعرض بأعمال فنية ساخرة حول صورة النازي من منظور حديث، فمثلاً هناك عمل يصور فأراً على شكل هتلر، ومجسم لمعسكر آوشفيتس من قطع لعبة الأطفال "Logo"، ونموذج لمعسكر إبادة آخر استخدمت فيه علب كارتونية فارغة تخص ماركة القبعات الشهيرة"Prada". في كتابهما "درب ناكر للهولوكست"، الصادر مؤخرا، يسلط"ميشيل برزان" و"آدريين مينار" الضوء على خلفيات وخفايا فيلسوف التحرير الأممي Roger GARAUDY، لذلك تابعا(محاكمة"غارودي") واطلعا على كتبه المتعددة وتحدثا مع شهود من أزمنة مختلفة حول محطات حياته. "غارودي" بالغ أرذل العمر 95 عاما(40 عام منظر للحزب الشيوعي الفرنسي حتى طرد من الحزب سنة 1970م)، ساح العقائد والآيديولوجيات، بروتستانتيا، فكاثوليكيا وانتهى مسلما، أيضا تبنى لاهوت التحرير، الذي كان منتشرا في أميركا اللاتينية، قبل أن يلتحق بمنكري المحرقة وأهوال معتقلات الإبادة النازية. أما محاكمته(أمام محكمة باريس) قبل عقد من الزمن، فقد انتهت بإدانته لإنكاره الهولوكست في تصريحاته وكتاباته، كما شهدت تعبئة كبيرة للنازيين الجدد وأتباع نظريات المؤامرة والمشككين بالهولوكست، الذين حضروا خريف 95/1996م لمؤازرته. أصدر كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، الذي لم يكن من الممكن الحصول عليه إلا عبر البريد، قبل أن ينشر بعد أشهر من ذلك اعتياديا. فعبر حججه التي ساقها فيه ينكر(غارودي) بأن أحد الأسباب التاريخية التي كانت خلف قيام دولة اسرائيل تتراءى في المحصلة الدموية للعداء للسامية في أوروبا القرن 20م. وعلى هذا النحو يبدو كما لو أنه قدم في هذا السياق سلاحا يمكن استعماله في الصراع السياسي مع الدولة العبرية. وجهت إليه وإلى بعض مشاهير منكري المحرقة للمشاركة في مؤتمر كبير حول"الإصلاحوية والصهيونية"، وكان من المنتظر أن يعقد هذا المؤتمر نهاية آذار وبداية نيسان 2001م، لكنه ألغي في آخر لحظة، بسبب احتجاجات داخلية ودولية. بيد أن نخبة من كبار المثقفين العرب تقدمت بعريضة احتجاج ضد هذا المؤتمر كما رفضت الشعبية، التي يتمتع بها غارودي، وكان من بينهم : المثقف الفلسطيني"إدوارد سعيد"والشاعر الفلسطيني"محمود درويش" والشاعر السوري"أدونيس" والروائي"إلياس خوري" و"إلياس صنبر" والمؤرخ الجزائري"محمد حربي". في ذلك الوقت قبل عقد من الزمن، احتفي بغارودي نجما كبيرا في أرجاء من الوطن العربي، واستقبل بحفاوة كبيرة في الجامعات والملتقيات الكبيرة - سيما في مصر والأردن - سنة 1998م، ونظر إليه كبطل أو "شهيد طريد" في الغرب ومن قبل "الصهاينة"، بسبب تصريحاته المنكرة لوقائع المحرقة!. وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية آخر محطة في جولته في الشرقين الأوسط والأدنى ، حيث استقبل في طهران أيضا من لدو كبار شخصيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نيسان 1998م، كان من ضمنهم "داعية حوار الحضارات"(الرئيس الإسلامي الإيراني السابق المعتدل)"د.محمد خاتمي" والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية"آيةالله علي خامني".
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |