فيلم الموسم لعام 2007م المنصرم،"المزورون Die Fälscher"

عشية العاشر من شهر المحرم الحرام لعام 1429هـ، بعد نصف عقد من تزوير"عصابة صدام" التي هربت الذهب الأسود والأصفر وزورت الدينار الأخضر والنقد الرنان، قبل عار فرارها من زمن الغرم، بقيادة فارس الضرر والضرار، في زمن غنم الإختلال، الذي ورثه وكيل الأصيل(الإحتلال)، حلفاء الأمس في شمال العراق خلفاء اليوم في بغداد، عشية(عاشوراء) تجد زوار الروضة الحسينية في محافظة كربلاء المقدسة في أصدق تعبير روحي إنساني عن فاجعة"حسين" الثائر(عليه السلام)، ومثلهم أخوانهم في مؤتمري"أربيل" والبرلمان الأوربي في"بروكسل" في التعبير عن فاجعة الأنفال وتعطيل الإحتلال ورثة وكيل الأصيل الإحتلال، لحدود القصاص الوفاق، لأجل وكيل الأصيل الإحتلال،"علي" كيماوي(أعلى الله كعبه)، حتى الذكرى 5 لربيع بغداد، فمن هي"عصابة صدام"، ومن هم"المزورون" الأصل ؟!. "المزورون"، صورة من جانب التزوير للحقبة النازية/ كارل ماركوفيش بدور سالي سوروفيش.

لا شك أن السينما الألمانية قدمت في الأعوام الأخيرة أفلاما تستحق المتابعة والإهتمام مثل:"عكس التيار" للمخرج الشاب فاتح أكين و"لا تأت طارقا بابي" لفيم فاندرز، أحد أهم المخرجين الألمان المعاصرين. عام 2007م، المخرج شتيفان روزوفيتزكي، قدم فيلما يأخذ بلب وتلابيب المشاهد اللبيب في"برلين" و"بغداد" و"تل أبيب" في آن، منذ آناء لقطاته الأول، يسليه رغم صعوبة ومرارة موضوعه. أداء التمثيل للممثليْن كارل ماركوفيش(سالي سوروفيش) وديفيد ستريسو(فريدريش هيرتسوغ) و أوغست ديل. إعادة إعتبار لأمجاد فيرنر راينر فاسّبيندر وفيرنر هيرتسوغ وغيرهم من كبار صناع السينما الألمانية الجديدة.

الفيلم قصة المزور اليهودي الماكر سالي سوروفيش الذي اعتبر في برلين ثلاثينيات القرن 20م "ملك المزورين" دون منازع. مزور بقي يستمتع برغد الحياة وتقدير واحترام الآخرين حتى ألقي القبض عليه ونقل إلى معسكر الإبادة النازية "ماوتهاوزن". في المعسكر، استطاع سوروفيش البقاء على قيد الحياة بفضل ملكاته المتميزة على استخدام أقلام التخطيط وفرشاة الرسم. لكن هذا كله لم يعفه من النقل إلى أحد أضخم معسكرات الإبادة النازية معسكر "ساكسنهاوزن". المعسكر كان شاهدا على ما سمي بـ"عملية بيرنهارد"، التي تعد أكبر عملية تزوير عملة عرفها التاريخ آنذاك. ولأجل هذا الغرض، أسست القيادة النازية في معسكر الإبادة ورشة ضخمة أُجبر فيها المعتقلون بعد نجاح مهمة تزويرهم ملايين الجنيهات الإسترلينية(العملة البريطانية)، تزوير ملايين الدولارات الأميركية لأجل زعزعة استقرار العملتين الأميركية والبريطانية لصالح المجهود الحربي النازي.

عندما بدأ الجيش الغازي النازي في عام 1943م يخسر جبهة تلو الأخرى، أصر المسؤولون عن ورشة التزوير على مواصلة وكسب "حرب العملات" على الأقل. وشاءت الصدفة أن يدير ورشة التزوير الضابط النازي ذاته الذي كان في عام 1936م مسؤولا عن اعتقال سالي سوروفيش وهو فريدريش هيرتسوغ(ديفيد ستريسو). وبفضل سوروفيش، نجحت "عملية بيرنهارد" واستطاع المعتقلون تزوير مبالغ ضخمة اعتبرها حتى بنك"Bank of England" البريطاني أصلية. مقابل ذلك، وفرت القيادة النازية بعض الإمتيازات للمعتقلين كالسماح لهم بسماع الموسيقى و ممارسة لعبة التنس. عند ذاك بدأت تظهر بين المزورين بعض خلافات الرأي خاصة بعد ظهور المزور الشيوعي أدولف بورغر(أوغوست ديل) الذي حاول مرارا مقاطعة عمليات التزوير وإعاقتها. أما البرغماتي سوروفيش الذي أعتبر من أهم المزورين فقد كان ضحية صراع ضمير، فمن ناحية يعرف سوروفيش أن بورغر على حق، لكنه يعرف من ناحية أخرى أن مقاطعة العمل لا يعرض حياته فقط للخطر، وكذلك حياة آلاف المعتقلين.

من أهم مقاطع الفيلم لقطات تحرير المعسكر من قبضة النازيين وتعرف المزورين على بقية أجزاء المعسكر وعلى العذاب الذي عانى منه بقية المعتقلين. في هذه اللحظات بالذات، يتجلى صراع الضميرالذي عاشه سوروفيش، فمن ناحية توفرت له ولجميع المزورين كل سبل الراحة والأمان ومن ناحية أخرى تعرف بعد تحرير المعسكر على الظروف المأساوية التي عاشها معتقلون آخرون لم يستثنِ منهم النازيون: الأطفال والنسوة وكبار السن.

عشية عاشر محرم، من هم"المزورون" ؟!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com