المصالحة الوطنية

 

 

طارق عيسى طه

taha.bagdady@freenet.de

ان مفهوم المصالحة الوطنية هو تقريب وجهات النظر بين جميع الاحزاب والطوائف والملل، ووضع حد للاقتتال الشوفيني والطائفي والمحاصصة التي ادت الى هذه النائج السلبية التي هي جزء من مخطط صهيوني وقوات التحالف التي تعمل على زرع بذور الفتنة الطائفية هدفها تقسيم البلاد ونهب ثرواتها،ومفهوم المصالحة هو العمل من اجل الهوية العراقية كقاسم مشترك يجمع كل الكتل والتيارات السياسية لنصرة الطبقات المسحوقة والضرب على ايدي المفسدين الاداريين والقتلة بوسائل حضارية منها سيادة القانون و اختيار قضاة لهم باع كبير في القانون وتاريخ مشرف لا تشوبه شائبة،،ومن اهم المشاكل التي تقف حجر عثرة امام المصالحة الوطنية هو كيفية التعامل مع حزب البعث الذي سخره نظام الحكم الشمولي البائد، فهناك ازدواج في المعايير والتطبيق،اذ ان هناك راي عام يقول بان من لم تتلوث يده بدماء الابرياء وكان انتمائه للحزب هو عملية استغلال الفوائد التي يمكن الحصول عليها جراء انتمائه للحزب

منها الحصول على عمل ليعيل به عائلته، او الحصول على مقعد دراسي او بعثة الى الخارج وما الى ذلك من مميزات،كان الاعضاء في هذا الحزب يتمتعون بنعم لا يحصل عليها غيرهم، وهناك من تلوثت اياديهم بقتل المواطن العراقي فهؤلاء يجب ان ينالوا عقابهم حسب نوعية الجريمة التي ارتكبوها

ويتم معاقبة المفسدين الاداريين بقانون له اثر رجعي ليشمل من افسد حتى في زمن صدام فالجريمة هي واحدة الاستحواذ على المال العام الذي هو ملك الشعب فقط،اما الوجه الاخر للعملة فهو ان قادة من البعثيين قد تسربوا الى القيادات في مختلف الوزارات،والشعب العراقي يعرفهم جيدا،قسم منهم تم تعيينهم في زمن السيد رئيس الوزراء السابق د اياد علاوي وقسم دخلوا في اوقات مختلفة وتحت ملابسات مختلفة ايضا، اي ان هناك عملية الكيل بمكيالين في يومنا هذا،وهذا ما يخص حزب البعث باختصار شديد، هناك موضوع مهم جدا بان لا ننسى باننا كنا نملك جيشا تعداده 450 الف جندي وضابط ومراتب والخ يحتوي على مهندسين واطباء ومختلف المهن الاخرى اصبحت في ليلة وضحاها في علم الغيب،وكذلك جهاز امني ووزارة اعلام لقد تم القضاء على الدولة كدولة حتى الفراش فصل من العمل وبطالة من هذا النوع والكم تشكل خطرا كبيرا على السلامة العامة، مع العلم بان موضوع المصالحة يحتاج الى نيات حسنة ونبذ الانانية الحزبية والشخصية (وهذه نادرة اليوم ) تسعى بكل قواها من اجل ايقاف شلالات الدماء التي تنزف يوميا،ونحتاج الى دولة قوية، عراق اليوم بدون دولة ولو كانت هناك دولة لعملت الكثير من اجل القضاء على الفوضى التي استفحلت بشكل لم يسبق له مثيل

 1 واردات الدولة وثرواتها تهرب عبر الحدود اهمها النفط ب الزئبق الاحمر ج المواشي بكل انواعها د الاثار القديمة والكتب الثمينة والصور الزيتية ووو الخ

2 لو كانت هناك دولة لاستطاعت منع التهجير القسري اليومي واحتلال البيوت

3 استقلال الاقاليم وتهيئتها للتقسيم واتخاذها القرارات المهمة بدون الرجوع الى المركز

4الوضع الاقتصادي المتدني يوما بعد اخر وانحسار المواد الغذائية التي كانت تشكل اهم ما في البطاقة التموينية والتي لم يبق منها سوى التايد والشاي الرديئ النوعية

5هرب الكادر والعلماء من العراق خوفا من الاغتيالات

6 عدم البدء او اكمال اي مشروع لاعادة الاعمار عدا اقليم كردستان العراق والذي يتمتع بخاصية وتجربة اخرى

7 مخالفات الحكومة وقوات الاحتلال بالقاء القبض على المواطنين الابرياء لمدة اشهر بل سنوات بدون توجيه التهمة اليهم وفي هذا مخالفة كبيرة لبنود الدستور العراقي

8ان عدم وجود الثقة بين الاحزاب من جهة وبين الاحزاب والحكومة من جهة اخرى كل هذه هي عبارة عن جزء بسيط من الامور المعوقة للمصالحة الوطنية والتي بدونها لا يمكن ايقاف شلالات الدماء البريئة التي تراق يوميا في البيوت والشوارع في مدن العراق

9 بعد فترة وجيزة جدا من تنفيذ عملية فرض القانون،رجعت الرؤوس المقطعة والجثث المجهولة للظهور مرة ثانية

10لا زالت عمليات قتل الاقليات الدينية مستمرة حيث تم يوم امس تفجير ثلاثة كنائس في الموصل وكنيستين في كركوك ومن اجل ايقاف كل هذا وذاك من اجل حقن الدماء وتوفير لقمة العيش للمواطن العراقي بحيث لا يبرد في الشتاء،ومن اجل لقمة شريفة الضرب على ايادي المبعثرين والمفسدين الذين ينهبون الملايين من الدولارات ومثل هؤلاء واكثرهم من القيادة والوزراء فالى متى السكوت ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com