الولائم والمآدب في مجالس عاشوراء للجالية العراقية (في أوروبا) وعلاقتها بثورة الحسين عليه السلام

 

سناء صالح /هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

أرقام خرافية ومبالغ ضخمة ترصد، قاعات تستأجر بآلاف الباونات واليوروات والدولارات لأيام عشرة فقط إذ تناهى الى مسامعي من مصادر موثقة أنه في مدينة لاهاي مجلس عزاء استأجر قاعة بمبلغ ثمانية عشر ألف يورو لعشرة أيام فقط ولمجلس واحد وفي هولندا تنتشر المجالس الحسينية على كل المدن التي يتواجد فيها العراقيون فبالإمكان تخيل المبالغ التي تصل إليها الصرفيات في البلدان الأوربية عدا ماينفق على المأكولات والمشروبات،أما قراء الحسينيات فغالبا ما يستقدمون يقدمون من أصقاع مختلفة من العالم ليرووا قصة الحسين الثائر الذي خضب دمه أرض كربلاء ومات دون أن يبتل ريقه بشربة ماء وقصة الحوراء زينب والسبايا من آل بيت النبوة يوم اقتدن الى مجلس يزيد .وقد أمنت لهم تذاكر السفر ونفقاته عدا ما يسمى بالإكرامية أو الهدية باعتبار أن القارئ لايأخذ أجورا بل ثوابا ومكافأة 

منذ نعومة أظفاري وأنا أتخيل الحسين رجلا عفيفا شهما كما رسمته لنا كتب التاريخ ضحى بروحه في سبيل المبدأ, رفض الظلم, دافع عن الحق شهر سلاحه بوجه الطاغية يزيد. زاهدا في الحياة وبهرجها، أما يزيد الطاغية المغرور فهو في مخيلتي جالس وأمامه الموائد الملأى بما لذ وطاب من الطعام والشراب منتفخ من البطنة .إذن لماذا انقلبت الصورة وإذا بالمجالس الحسينية التي تقام سنويا استذكارا للحسين وواقعة كربلاء لاتكتمل إلا بفاخر الطعام . روائح القيمة والدجاج والرز المطعم بالهيل والزعفران والتوابل، كلنا يعرف ما تكلفه تلك الوجبات وإن أعطينا المبرر لما يقدم في مجالس العزاء الحسيني في المدن العراقية بأنه فرصة لإطعام الفقراء الذين ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر لمليء بطونهم والترحم على سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي عليه السلام فما هو المبرر أن تمد الموائد يوميا في مجالس العزاء الحسيني للعراقيين المقيمين في أوروبا وهم المحميون عن غوائل الجوع والمرض بالتأمينات الاجتماعية والصحية والإعانات التي ترد اليهم من المؤسسات المحلية في البلدان التي يقيمون فيها .

ماد فعني أعزائي القراء الى أن أكتب هو ما ورد إلي من البصرة الحبيبة من مؤسسة تهتم بالأطفال تطلب العون والدعم بعثت إلي بصور لأطفال مرضى ( لدي استعاد بتزويد من يطلبها) يعانون من سرطانات شوهت وجوههم أطفال يذوون ويموتون بسبب التلوث ونقص العلاج أطفال أبرياء تماما كبراءة عبد الله الرضيع الذي قتل غيلة وانتقاما، وما تناقله وسائل الأعلام عن الاتجار بالفتيات العراقيات الصغيرات في الملاهي السورية والمصرية والأردنية، أو الأطفال والنساء الذين يقتاتون على المزابل في بعض المدن العراقية كالديوانية مثلا .

أليس من باب أولى أن تجمع هذه الأموال لتنقذ أطفالا أبرياء فتمنحهم الحياة بدون ألم، أن تخصص الميزانية التي ينفقونها سنويا بإنشاء مشروع تأهيلي للفتيات وتدريبهن على مهنة شريفة ترتزق منها عوضا عن بيع نفسها للنخاسين أليس أعظم ثوابا وأثبت أجرا لو قدمت مساعدات الى أرامل فقدن معيلهن فبقين مع فلذات أكبادهن يبحثون في القمامة .أن يقيموا مشاريع تحمل اسم الحسين هدفها إنساني كإنسانية الفكر الحسيني تبقى خالدة في نفوس الناس أما الولائم التي تقام منذ اليوم الأول حتى يوم العاشر من محرم فما هي إلاّ ترف وبطر لو كان سيدنا الحسين حاضرا لما تقبله منهم .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com