|
المواقف عندما تكون خجولة هي اخف وطأة من المواقف ألمخجله لان في الأولى ثمة بارقة أمل أما في الثانية لا تجد سوى الخيبة والخذلان ومن هذه المواقف التي سأطلق عليها تسمية (مواقف مخجله) مواقف عده سألتقط بعض منها وأخرى سأطلق عليها تسمية (مواقف مشرفة) على أمل أن أكمل بعضها في الأعداد المقبلة من هذه الصحيفة .
الأجهزة الأمنية والمأزق الأمني (الموقف الأول ) خمسة أعوام مضت من زوال دكتاتورية الدم وميسان التي ليس لأحد يعود الفضل في تحريرها تغط بسبات عميق يتقدم فيه الجهلة وينزوي فيها النخب وسط هلوسة كبيرة من موجات دمويه اغتالت القاصي والداني من أبناء هذه المدينة الآمنة والمطمئنة دون أن تحرك الأجهزة الأمنية خلال خمسة أعوام مضت أي ساكن، فكل الجرائم حدثت وسط المدينة على مسمع ومرأى من أجهزة الأمن،والكل يدعى انه يعرف الجاني لكن لا يملك الشجاعة للبوح به أو حتى الإشارة له,وربما ابسط مثال على ذلك هو مرور ستة شهور على اغتيال الزميل نزار عبد الواحد دون أن تقدم الأجهزة الأمنية التي كلفت في التحقيق بهذه الجريمة النكراء أي تفسير أو أخر نتائج التحقيق التي توصلت لها, ولا نعلم سبب عدم الحديث عن هذه القضية من قبل أجهزتنا الأمنية ...لكن ربما لكثرت هذا الأعمال التي تجاوزت المألوف لتكون معلما مهما من معالم الجنوب دون أي رادع امني، هو من أنسى الأجهزة الأمنية مسؤوليتها في الإجابة عن تساؤل بسيط جدا ....... من الجاني؟؟. أين وصلت نتائج التحقيق بكل جرائم القتل والاغتيال؟؟؟. قالوا أن الحل في الخروج من المأزق الأمني هو في تغيير قائد شرطة ميسان ..فتم تغييره بشخص أخر أكثر شعبية وقبولا عند الكثيرين لكونه يمثل ركنا عشائريا مهما، فدمرت ميسان بنزوة إرهابي كافر احالها لحفنة رماد وقتل أبناءها بدم بارد، لم يخطيء قائد الشرطة السابق بل كان الخطأ اكبر من قيادة الشرطة . نحن نعلم أن المسؤولية كبيرة جدا،ونعلم أن ميسان عبارة عن جيوب تمرد وتم اختراقها من قبل جهات خارجية لتنفيذ أجنده خارجية . ألا أننا نؤمن بأن هذه المدينة التي استطاعت أن تتحرر بإرادتها وتقود نفسها بنفسها،هي قادرة أيضا على تجاوز المحنة الأمنية ... وذلك أن شعر المواطن بأن أجهزته الأمنية عادلة بتعاملها وان سجونها خالية من الممارسات (البعثية) التي كانت تتبع سابقا أثناء التحقيق من قتل وتعذيب، وان فرص التعيين فيها متاحة للجميع دون الاستئثار بها من قبل جهة أو أخرى ...وحتى هذا الموضوع يجب علينا أن نتخلص منه لأنها بالمفهوم العلمي تعني تبعية ونحن خلقنا الله أحرارا كما قال المولى المقدس محمد صادق الصدر (قدس سره ) (لقد خلقكم الله أحرارا فلا يستعبدكم أحدا من بعدي ). نحن في ميسان بحاجة لقاده أمنيون ينتمون للعراق بعيدا عن ميولهم السياسية وتوجهاتهم الدينية,وهذا لا يكون ألا من خلال أعادة النظر بقادة الأجهزة الأمنية ومنح أفراد الشرطة الدعم وإسنادهم قانونيا وعشائريا خلال تأدية واجبهم فمن غير المنطقي أن يهدد أفراد الشرطة عشائريا عندما يتصدون لمجاميع مسلحة كما حصل عام 2006 لأحد منتسبي الأجهزة الأمنية الذي كان في يقف في مفرزة بالقرب من سوق الصاغة حينما أطلق الرصاص على مجموعة مسلحة اغتالت شخص فهدد فيما بعد عشائريا وطلب منه الضابط المسؤول عنه دفع مبلغ أطلاقات الرصاص وتم تحويله لمجلس تحقيقي أوصوه خلالها بأن مرة أخرى حينما ترى هذه الحالات فلا تتهور فربما !!!! تكون ثأر عشائري ... ومنذ ذلك الحين قرر هو وجميع زملاءه في الأجهزة الأمنية عدم التدخل حتى لو احترقت العمارة !!!!.. لذا قبل أن تحترق العمارة بنيراننا يجب على الأجهزة الأمنية في ميسان أن تترك توجهها الديني والسياسي خارج نطاق العمل وان تسعى جاهدة لكسب ثقة المواطنين بعد أزمة الثقة التي حدثت مابين الأجهزة الأمنية والمواطن والتي نتجت عن عدم أهلية رجل الدولة بالنهوض بمهامه في حماية المواطن من الاغتيالات و(البمبات) الليلة ليعيد لسمعة (أبو إسماعيل ) هيبتها. وعلى الحكومة العراقي دعم الأجهزة الأمنية وإعادة العمل بقانون محاسبة من يهدد أفراد الأجهزة الأمنية عشائريا أو شخصيا بالسجن لمدة عامين أو تعيد النظر بتوزيع الأجهزة الأمنية مثلما كان يحدث سابقا لربما يكون القادم من خارج المحافظة أكثر ضبطا وانضباطا ...المهم ..نحن بحاجة لتفادي احتراق العمارة مرة أخرى !!!. وان نعلن بأننا مع من يحاول البناء بغض النظر عن من يكون هو ..
إياكم وشهادة الزور !!! (الموقف الثاني) تجوب المشهد السياسي في ميسان اجتماعات جانبية بين قيادات سياسية وأخرى اجتماعية لتهيئة قوائم انتخابية للدخول بها في معترك انتخابات مجلس المحافظة المقبل، والكل يدعي بأنه يمتلك قاعدة شعبية تؤهله لخوض هذا المعترك،معتمدين بذلك على التأييدات والمجاملات الشعبية لهم،متناسين تجربة الخامس عشر من كانون الثاني لعام 2005 والتي أذهلت نتائجها كل من راهن عليها,وهاهم بعد كل هذا يعدون قوائم بنفس الخطاء السابقة,يعدون قوائم لأسماء احترقت أوراقها على مدى أربعة سنين، وفقد الشارع المصداقية بها، ولم يعدو يمثلون ألا حاشيتهم، متناسين أو تناسوا هؤلاء الذين يسعون لإعداد هذه القوائم، الطاقات والقيادات الشابة ودورها في قيادة شرائح مهمة من المجتمع . أعود لموضوعي مجددا للمواقف المخجلة لأبناء ميسان .. و أؤكد فيه بأن ثمة من أجرى تنويما مغناطيسيا لأبناء المحافظة مستغلا العاطفة الدينية لديهم ليوجههم بوصايا راديكالية نحو اختيار هذه القائمة دون تلك،أي تفضيل قائمة دون أخرى،وهذا ما يعد خرقا لكل النظم الديمقراطية التي تترك حرية اختيار ممثلي الشعب للشعب دون وصايا عليه . ألا أننا في الوقت نفسه نعي بأن المسؤولية كانت كبيرة جدا، وان كان نوابنا في مجالس المحافظات قد أخفقوا بمسؤولياتهم اتجاه الشعب فذلك طبيعيا لان أرضاء الناس غاية لا تدرك،بالرغم من وجود البعض ممن لا يحملون صفة القيادة منهم ألا أن ما قدموه من جهد متواضع يستحقون عليه الشكر رغم انه لا يلبي الطموح . وها نحن على ابواب مرحلة جديدة هي الاستعداد لانتخابات جديدة لمجالس المحافظات، وعلينا هنا أن نقف وقفه تأمل ونسأل أنفسنا. ماذا نريد؟ هل نريد ممثلين يؤمنون بالولاء للوطن أكثر من ولائهم لتوجهاتهم السياسية والدينية؟ ما هي مواصفات القادة الذين نريدهم أن يمثلونا في المجلس الجديد؟ فهل ننتخب من أعطيناه الفرصة سابقا على مدى ثلاث مجالس وهيئة مشرفة وفشل في تحقيق أمال وطموحات الأمة بعدما كان أمل المظلومين؟؟ أم نجرب آخرين؟؟ أن ما تعانيه ميسان من أزمات أمنية وسياسية تضعنا أمام مسؤولية كبيرة تحتم علينا أن نحسن اختيارنا لممثلينا المقبلين في مجلس المحافظة، وعلينا أن نفهم بأن الانتخاب شهادة فإذا لابد أن نشهد شهادة صدق لا زور لمن يستحق الشهادة ونعتقد جازمين بأنه سيغلب مصلحة الشعب على مصالحه الشخصية . فعلينا أن لا ننتخب ألا من يعتمر في قلبه حب العراق لا حب السلطة والتسلط والعشق الأعمى للكرسي . ونريدهم قادة تكنوقراط لأننا بحاجة لإعادة أعمار ميسان على أسس علمية وهذا لا يكون ألا من خلال أشخاص تكنوقراط أي أصحاب اختصاص في مجال عملهم . كما نريدهم قادة للجميع وليس حكرا على احد، نريدهم لكل الميسانيون بسنتهم وشيعتهم وصابئتهم ومسيحيهم،ولا يحيدون عن الحق حتى لو كلفهم وقوفهم مع الحق كرسي النيابه . نريد أن تكون قراراتهم نابعة من ذاتهم لا قرارات جاهزة من هذا وذاك، نريدهم أن يؤمنوا بأن العراق للعراقيين ولا خير في العراقيين أن لم يحترموا العراق . أما أن نختار حسب ما يشتهي هذا الحزب وذلك التيار فهذه ولله الطامة الكبرى وبداية مأساة جديدة تضاف للمآسي الأربعة الماضية، وبذلك فقد خسرنا حاضرنا ومن يخسر حاضره فقد خسر نفسه ومن خسر نفسه فقد خان أيمانه بالله وشهد زورا ومن شهد زورنا فلا مضل له يوم لا ضل ألا ضله ......
وعود في مهب الريح؟؟؟ (الموقف الثالث ) ربما من دواعي الفخر والألم معا هو أن كل الذين يتصدون للمسؤولية في ميسان هم رفاق درب بعد سقوط النظام،كنا نراهم ونجلس معهم ننتقد مجلس المحافظة السابق برئاسة السيد علي حمود في الوقت الذي يعتبر فيه السيد علي حمود من أفضل الشخصيات التي لم يغيرها الكرسي أبدا،بقي ذلك الرجل الذي يقابل القاصي والداني في مكتبة دون أن تنتظر عند سكرتيره الخاص . أما اليوم وبعدما اعتلى أصدقائنا كرسي السلطة فما عدنا نراهم فقد شغلهم الكرسي وارتهنوا ببروج عاجية،رأتهم المطارات أكثير مما رآهم أبناء مدينتهم،خذلونا في أكثر من مناسبة،و لربما من واجبنا المهني لابد أن نحيي بعض مواقف محافظنا الذي لم تربطنا به جلسه أو علاقة كازينو لكنه يحترم الجميع وعبر عن ذلك من خلال دعواته المستمرة للجلوس مع الصحفيين والإعلاميين . في الوقت الذي اثر الطرف الأخر بالابتعاد عن أضواء الإعلاميين والصحفيين لأسباب مبهمة !! . ولعل من أهم المواقف المخجلة للسلطة المحلية في ميسان والمتمثلة بموقف المحافظ ورئيس مجلس المحافظة واللجنة الثقافية إزاء قضية اغتيال نزار عبد الواحد وهم المستفيدون الوحيدون من نشاطاته الإعلامية آنذاك لعمله الدءوب في إيصال صوتهم عبر وسائلة الإعلامية المختلفة،فمحافظنا لم يحضر مأتم العزاء ولم يحضروا حتى في الحفلين التأبينيين اللذان أقيما يوم السابع من اغتياله ومرور أربعين يوم على استشهاده . وعدم إيفائهم بكل الوعود التي قطعوها لي شخصيا بدءا من وعود الزميل !! جبار وحيد رئيس المجلس بوضع صورة كبيرة في المكان الذي سقط فيه شهيدا في شارع دجلة, ومرورا بمبلغ مادي للعائلة والعمل على طبع منجزه الإعلامي والأدبي في كتاب يتكفل طباعته المجلس, كلها وعود أطلقها رئيس المجلس وذهبت أدراج الرياح . * والأكثر منها خذلانا هو موقف اللجنة الثقافية في مجلس المحافظة التي صدر عدد من صحيفتها (صدى ميسان ) بعد استشهاد الزميل وكان عددا مخجلا بحق، فلم تكن فيه أدنى أشارة للزميل أو أدانه أو استنكار أو تعزية ..., وحتى المقال الذي أرسلته لهم عن الشهيد لم ينشروه لأسباب اجهلها!!!! . * أما ما تبقى من الوعود التي قدمت لي من قبل اللجنة الثقافية وفق اقتراحنا المقدم لهم بإقامة مسابقة سنوية للشهيد تسمى (مسابقة الشهيد نزار عبد الواحد للمقال والتحقيق الصحفي ) هي أيضا كان مصيرها أن تتناثر كأوراق في مهب الريح. فأي سلطة مدنية هذه التي لا تكرم المبدع العراقي في حياته وتكون مواقفها مخجله بعد استشهاده،فهل كان الشهيد سيكرم لو لم يكن وفاته اغتيالا؟؟؟.. وبعيدا عن هذا الموضوع المحزن لمواقف مخجله ثمة بارقة أمل فميسان رغم المشاريع الاعمارية الكبيرة التي تشهدها بناها التحتية ألا أنها لازالت تفتقر للجدية في عمل المقاولين والمهندسين المشرفين على تنفيذ المشاريع،نحن لا نتهم أحدا لا سامح الله،لكننا نتفادى وقوع الضرر مستقبلا،كلنا يحدونا الأمل بأن بعد عامين أو أكثر ستتغير البنية المكانية لمدينة العمارة ولهذا نحن نتمنى من المنفذين والمقاولين والمشرفين بأن يؤدوا عملهم لا من اجل ملء الكروش فقط بل من اجل مستقبل عمراني زاهر لهذه المدينة التي ظلمت كثيرا لكونها كانت بيد الغرباء آنذاك فلا تظلموها ألان وهي بين ايديكم انتم أبنائها، لا نريد سوى أن يحفظ التاريخ اسم وبصمه لكل من يدعي انه قدم خدمة لهذه المدينة وليس أفضل من ان تعمل عملا فتتقنه،ليس من اجل اتقانه بل من اجل اسمك وسمعتك أيها العامل سواء كنت مسؤولا او مقاولا او مهندسا او موظفا او مثقفا او عاملا او رياضيا ....... .
المبدع الميساني... منجز أبداعي مشرف ... وتغييب مؤسف (الموقف الرابع ) حينما مات صديق لي،الكل تأسف لوفاته وقالوا ما قالو عنه وعن شجاعته واخلاقة،كلام لم اسمعه حينما كان صديقي حيا يرزق،بل بالعكس الكل كان يمنعني عنه،حتى جدتي التي كانت تقول لي (مايلوحك خير مادام مرافك .....),وحينما مات قالت لي (حبوبه راح اخيك الزين!!!) . فلماذا لانشعر بأهمية الاشياء الا بعدما نفقدها؟؟؟ سؤال طالما يراودني حينما اسمع مااسمع من مديح بعد وفاة اي شخص، اوعندما اقرأ مقالات وكلمات ثناء عن المبدع العراقي بعد رحيله عن الدنيا،وكأننا لانرى القمر الا بعد ان يبتلعة ظلام الخسوف. اين كانت كلماتنا حينما كان المبدع حي يجود بأبداعه،ويقارع ظلام الجهل،ويوحد ماشتته السياسة؟؟. اين كانت كلماتنا المدائحية حينما ابدع حتى الممات؟؟. لماذا بخلنا على مبدعينا بكلمات ثناء؟؟. فأن المتتبع للمشهد الاعلامي والثقافي في العراق،يرى بوضوح افتقاد الوسط الاعلامي والثقافي،لفن تسويق المبدع اعلاميا وتكريم المبدع لابداعه، عكس مانلاحظة عربيا وخليجيا وهو جنوح جميع المؤسسات الاعلامية والثقافية نحو تسويق المبدعين وتكريمهم،عبر قنوات اتصال عده، منها مايدخل في مجال تسليط الاضواء على مبدعي تلك الدول وعلى تجاربهم الابداعية عبر برامج تلفزيونية مهمتها تسويق المبدع وتعريف العالم به . اما نحن في العراق،فلم يكن في قاموس ثقافتنا العراقية، فن تسويق المبدع، بل ثقافتنا تميل للتسقط والتشهير والتنظير السلبي اكثر من تسليط الضوء على مبدعينا وهم كثر . ولعل هناك موقفين مخجلين الاول موقف دار القصة العراقية في ميسان واحد من بين المواقف ألمخجله الأخرى التي تضاف للمواقف التي تمعن في إذلال المبدع العراقي الميساني في حياته ومماته. ثلاثة سنوات مرت ومهرجان العنقاء الرحال يجوب العواصم بحثا عن رقاب مترفة إعلاميا لتقليدها وتسليط الضوء عليهم،تاركا منضم المهرجان الصديق (محمد رشيد ) مبدعي ميسان خلف ظهره . تكريم شمل القاصي والداني من مبدعي الأضواء فيما يعيش مبدعي هذه المدينة التي عاشت المحنة والانكسار والانتصار في آن واحد، مجبرين لا مخيرين رهن العتمة والظلمة والإهمال والتهميش الذي يمارس ضدهم من قبل أبناء جلدتهم . فهل كان عيسى حسن الياسري سيكرم بجوائز العنقاء لو لم يكن مبدعا عالميا؟؟؟ ألا يستحق مبدعي هذه المدينة التي يخاف من إبداعها الكثيرون في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى جوائز كجائزة العنقاء ..أو جائزة ميسان..أو جائزة المحافظ؟؟؟؟ ألا يستحق الشهيد نزار عبد الواحد الذي خدم العنقاء وأهلها إعلاميا بأن يكرم في ختام المهرجان بوسام الإبداع الخالد؟؟؟؟. والمرحوم محمد الحمراني الروائي الشاب لماذا لم يكرم وهو حي يجود بعنفوان شبابه إبداعا منقطع النظير؟؟؟ أما الموقف ألمخجل الأخر هو موقف مؤسسة المرأة العراقية في ميسان التي مارست وتمارس عملية الانتقاص بحق فناني ميسان عبر دعوتها لفرق مسرحية من خارج مدينة العمارة لإحياء مناسباتها متناسية أن ميسان تملك فرق مسرحية يشار لها بالبنان في المهرجانات المسرحية,وباستطاعة هذه الفرق أن تقدم عرضا مسرحيا محترما,إن قدم لها العرض المالي الذي يقدم للفرق التي يتم استقدامها من خارج المدينة وان لا يتعامل معها من باب المحلية والاستصغار،نتمنى أن لا ينسى مبدعو هذه المدينة أنهم مبدعون كبار وعلى الجميع احترامهم والتفاخر بهم لا أن يمارس ضدهم شتى أنواع الإذلال . ألا أننا بحاجة لمعرفة حجم ومكنونات الجواهر التي نملكها في ميسان،سواء ...الراحلون او المرتهنون الان في زمن الخوف، هم يستحقون ان نكرمهم بقلائد من ذهب وان نكتب عن إبداعهم، المقالات تلو المقالات . ليس عيبا على المثقف العراقي,ان يكتب (هذا مبدع )،لكن المعيب ان نكتب عن مبدع خارج حدود الوطن, وابن الوطن مرتهن بالخوف وسطوة ألا آمان وتهميش الأضواء له . نحن مدعون لمراجعة أدبياتنا التي تربينا عليها، أدبيات إلغاء الآخر وتهميش الإبداع بثقافة مزاجية متعكرة الأهداف والنوايا تسعى نحو تصويب سهام النقد السلبي،ولا تسعى للاشاده بما يقدمه المبدع من أبداع . علينا أن نسعى لعولمة مبدعينا وتسويقهم إعلاميا وتكريمهم، لا لكونهم عراقيون،بل لما قدموه ويقدموه كل يوم من إبداعات،وسط دخان البنادق وسلطة الرصاص والتفخيخ . كل ما يحصل في ميسان من تهميش وإقصاء في جميع المجالات هي وجوه لعملة واحدها,ومواقف مخجله لأهل السلطة والقيمون الجدد على الثقافة والإبداع العراقي,الذين يمارسون ضد أبناء هذه المدينة من أدباء وإعلاميون وفنانون ومثقفون عملية (تقريب المداحون وأبعاد الوطنيون). لا بل هي مؤامرة ضد المبدع العراقي في هذه المدينة التي يعيش فيها المبدع رهن مطرقة دمه المطلوب لجهات مجهولة !!! وسندان إبداعه المصلوب على مقصلة الإهمال والتهميش والإقصاء,لا لشيء ألا لكونه لا يجيد المدح وترتيش الوجوه القبيحة في بعض أركان السلطة والسياسة والثقافة والفن ويبقى السؤال ذاته يدور في مهب هذه الرياح الصفراء . متى نستطيع أن نتخلص من برجوازية لآنا وثقافة المؤامرة والتهميش والإقصاء في تقييمنا للأشياء؟؟؟ونبتعد عن المقولة الشهيرة (مطربة الحي لا تطرب ).
النواب وسلطة الشعب .... محمد إسماعيل الخزعلي أنموذجا" (الموقف الخامس ) لا يختلف اثنان على شعور الفخر والغبطة التي تعتريك حينما تسمع وترى من تقاسمت معه الهزائم والانكسارات أصبح من المبشرين بالكرسي . شعور يلقي بضلاله على فضاءات أحلامك وأمالك التي ارتهنت بالأمس ب(بحبوحة) اليأس والخذلان وقلة الناصر والمعين،لتنتعش اليوم وتتنفس الصعداء في زمن طالما كانت ترنوا له العيون التي الفت الترقب والحيرة وعزفت من الحيطة والحذر سيمفونية الخوف المقيت الذي مازال ينتاب القلوب بين الفينة والأخرى، رغم محاولاتنا المتكررة بإقناع فكرنا وعقولنا التي حجرتها الشعارات والخطابات بأن زمن الديمقراطية قد حط رحاله معززا بالكثير من الوعود والقليل من الهمة . فما حلمنا به في زمن المحنة والجفاف ذهب مع أدراج الرياح،...حلمنا بوطن يجمعنا فهاهو يشتتنا مرة أخرى، وبنواب شعب يمثلون آهاتنا وطموحاتنا ومساعينا،لكن من قال (فليس كل ما يتمنى المرء يدركه ) كان محقا بهذا القول. فميسان اليوم التي تفتخر كبقية محافظات العراق الحبيبة بأنها واحدة من بين أهم المحافظات التي صنعت تاريخ اليوم بدماء من رحلوا بالأمس كقرابين على مذبح الحرية، المدينة التي كانت كل أعواد قصبها (جيفارا) وكل أراضيها (طفوف)،فأرعبت الجيوش، وقدمت جميع أبنائها بزفة عرس، نجوم اتقدت نورا فأنارت ظلام ليل الدكتاتورية الموحش الموشوم بأنين اليتامى ودموع الثكلى ويأس صدى الزنازين المظلمة . هذه المدينة تعيش شعور الخيبة والخذلان بكل معانيهما نتيجة (للاستغباء) والفبركة التي قامت بها القوائم الانتخابية المغلقة لتمرر عبرها نواب لا يمثلون تطلعت الشعب، مما خلفه غياب واضح للدور المطلوب من قبل ممثلي ميسان في مجلس النواب وانعدام وجود أي دليل على وجود سبعة نواب يمثلون ميسان في البرلمان العراقي . فهاهي ثلاث سنوات تمر على انتخابهم لمجلس النواب وأهالي ميسان لا يعرفون شكل أو صورة ممثليهم باستثناء معرفتهم لأسمائهم، ثلاث سنوات وأبناء ميسان لم يشاهدوا عضوا برلمانيا يمثلهم في مجلس النواب يحضر لمؤتمراتهم وندواتهم ومشاكلهم وهمومهم وميادين عملهم . ولكن التاريخ يحتم علينا أن نشير لمن وهب نفسه من اجل الشعب بأصبع المحبة والعرفان،فمن بين سبعة نواب يمثلون محافظة ميسان المبتلاة دوما وأبدا في مجلس النواب العراقي لم نرى حضورا ميداني لأي عضو منهم سوى للنائب محمد إسماعيل الخز علي وحضور متقطع للنائبة أنعام الجوادي . النائب محمد إسماعيل الخزعلي حضوره الفعال والميداني لكل أفراح ومناسبات المدينة واماسيها وندواتها اكسبه حبا مضاعفا ليس منبعه السلطة والسياسة بل أساسه ألمحبه والمودة والتقرب لمعرفة هموم وتطلعات الشعب وأمالهم بالغد الضبابي المبهم . كان وما يزال حاضرا في الملمات التي تعصف بأبناء هذه المدينة سواء كانت هذه الملمات سوءا أم خيرا، هو ليس بحاجة للرياء كي يسجل له الإعلام حضوره الميداني والفعال، بل مخافة من الله وإيمانه المطلق بقول رسولنا الكريم (ص) (كل راع مسؤول عن رعيته ) هو من يدفعه ليكون حاضرا في كل مكان . نأى بنفسه عن الشعارات والخطابات الرنانة التي تعب منها أبناء هذه المدينة المنحوسة،كي لا يكون ربيبا للدكتاتور أو ممثلا فاشلا في مسرحية الخطابات والوعود التي لا تنتهي والمزايدات الإعلامية التي باتت المعلم الأهم في أركان عهد ما بعد صدام حسين . وفقه الله لما فيه خير هذه المدينة التي سيسجل أبنائها على صفحات التاريخ شكرهم وعرفانهم لنائبهم الذي ما تقاعس أو تخاذل أو غواه الكرسي لينسى أو يتبختر بعرش عاجي اقل ما نقول عنه ما كان يردده أهلنا وآبائنا بأن كرسي المسؤولية ك (كرسي الحلاق). هكذا نريدهم نوابنا،أن يكونوا وطنيون حد النخاع،ومؤمنون حد الأيمان بأن حب وثقة الشعب هي السلطة, وغير ذلك يعني السقوط مبكرا في وحل مزابل التاريخ
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |