|
في شق"العلاقات" من الشريعة الإسلامية، لم يختلف أهل السنة والجماعة(على نهج السلف الصالح)، عن أشقائهم الشيعة(على نهج آل بيت نبيهم) عندما ملكوا(الولاية الكبرى)، وحكموا بإسم الله(جل وعلا،) وجعلوا الإسلام رسميا، ولم يختلف السيف والحيف ونسيان الحقوق ومنها حق النسوة، وأمثلة تحكيم(كتاب الله!) وترسيم الإسلام العزيز المكين/ المسكين، كثيرة؛ الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا من مصر حتى المغرب، البويهية في أرض فارس وبلاد ما بين النهرين، والحمدانية في الشام، والقرمطية في جل جزيرة العرب. ينسب ابن خلدون(ولد في تونس 732هـ وتوفي في القاهرة 808هـ)الفاطميين في تاريخه، الى"فاطمة" بنت محمد بن عبدالله(ص)، لأهل البيت الحسيني الهاشمي عن طريق الإمام السابع (إسماعيل بن) جعفر الصادق(ع)، ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. و يوكد ذلك السبب/ النسب والحسب"المقريزي" في"البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب" وفي"اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا"، ويفضل أغلب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي في كتابه"جمهرة أنساب العرب" أن ينسبهم إلى جدهم"عبيد الله المهدي"(909-934 م)، ولد في (السلمية) في سوريا سنة 259 هـ، و مات و دفن في(المهدية) عاصمة دولته سنة 322هـ عن عمر بلغ 63 عاما، أما مدة خلافته فربع قرن(297 ـ 322هـ). تبعه، يطلق عليهم لقب"العبيديين"، الذين حكموا تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في الجزائر، والمغرب وجزيرتي العرب و صقلية، وكان للدولة الفاطمية نفوذ قوي ببلاد النوبة عبر إمارة الكنوز، بين عامي 358-567هـ/909ـ1171م، وعاصمة الدولة الفاطمية"القيروان": 909-920 م، "المهدية"، "تونس": 820-973 م، "القاهرة": مذ 973 م، قاهرة المعز لدين الله الفاطمي شمالي وادي النيل التي أودت بدولتها"بغداد" عاصمة الخلافة الإسلامية/ العباسية، في عصرها الذهبي الذي حكم الدهر صبيا، وكانت بمجدها التليد(حرة الدنيا)، فدالت"الدولة الفاطمية"، وبادت بعد أن سادت بسادتها من بني هاشم، في صراع السيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقيا مع أمويي الأندلس. وتمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سني965-1070م. ازدهرت التجارة واقتصاد"الدولة الفاطمية"، ونشطت حركة العمران إبان عهد العزيز بالله الفاطمي(965-996م)، ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي(996-1021م)، وفي عهده انشقت عن الإسماعلية طائفة من الشيعة عرفت بإسم الدروز. إختفا في سنة1021م ولم يعرف تاريخ مماته. بعد حكم المستنصر(1036-1094م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية والمستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ(1131-1149م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط. خلفاء"الدولة الفاطمية":يعتبر الإسماعيليون المستعلييون(البهرة) بفرعيهم السليماني والداؤدي وهكذا الدروز ـ عبيد الله المهدي إماما ـ مستودعا ـ أي بمعنى إماما وكيلا أو وصيا أو نائبا للإمام الأصل لفترة زمنية محددة، وليس له صلاحية توريث الإمامه لأحد من أولاده، مثله مثل الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. بينما يعتبره الأسماعيليون النزاريون إماما مستقرا ـ و صاحب نص ثابت، فهو كالأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، له صلاحية توريث الإمامة لمن يقع إختياره عليه من أولاده. الحاكم / الحياة / الحكم 1 المهدي عبيد الله ... -934 910-934 2 القائم بأمر الله أبو القاسم 894-946 934-946 3 المنصور إسماعيل 915-953 946-953 4 المعز لدين الله أبو تميم 931-976 953-976 5 العزيز بالله نزار 956-996 976-996 6 الحاكم بأمر الله منصور 986-.... 996-1021 7 الظاهر علي 1005-1036 1021-1036 8 المستنصر بالله سعد 1029-1094 1036-1094 9 المستعلي بالله أ حمد ....-1102 1094-1102 10 الآمر بأحكام الله المنصور .......-1131 1102-1131 11 الحافظ لدين الله عبد المجيد 1105-1150 1131-1150 12 الظافر بأمر الله إسماعيل .......-1154 1150-1154 13 الفائز بنصر الله عيسى 1150-1160 1154-1160 14 العاضد لدين الله عبد الله .......-1172 1160-1171 ويرى الشيعةأن أحق الناس بالخلافة أبناء علي من نسل السيدة فاطمة الزهراء، فإن نالها غيرهم فما ذاك إلا أمر باطل يجب أن يمحي، وما هو إلا شرّحَلَّ بالمسلمين يجب أن يزال. ونشط دعاة الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم، وبخاصة في الجهات البعيدة عن مركز الخلافة، مثل أطراف فارس واليمن وبلاد المغرب. أبو عبدالله الشيعي: كان من هؤلاء الدعاة"أبو عبدالله الشيعي" وهو رجل من صنعاء اتجه إلى المغرب بعد أن رأى دويلات "الأغالبة" و"الأدارسة" وغيرهما تنشأ وتقام بعيدًا عن يد الدولة العباسية وسلطانها، وركز "أبو عبد الله" دعايته بين البربر، وسرعان ما انضموا إليه في آلاف عديدة، فأرسل إلى زعيمه الفاطمي الكبير "عبيد الله بن محمد". عبيد الله: قال"عبيد" هذا بأنه شريف علوي فاطمي، لكن الخليفة العباسي علم بالأمر فطارد"عبيد الله" هذا، وأمر بالقبض عليه، فاضطر حين وصل مصر إلى أن يتنكر في زي التجار، ثم حاول أن يفلت من دويلات شمال إفريقيا، لكنه سقط بيد أمير"سجلماسة". الإستيلاء على القيروان: كان "أبو عبد الله" الداعية الشيعي قد جمع قواته من البحر، وهاجم"دولة الأغالبة" التي سقطت بيده سنة 297هـ 909م، ودخل عاصمتها وأخذ من الناس البيعة لعبيدالله الأمير الأسير. وما لبث "أبو عبد الله الشيعي" أن سار على رأس جيوش ضخمة نحو "سجلماسة" لينقذ عبيد الله، ولما أدرك صاحب "سجلماسة" أن لا قِبلَ له بمواجهة الجيش المغير هرب من عاصمته بعد أن أطلق أسيره "عبيد الله الفاطمي". دخل عبيدالله القيروان التي اتخذها عاصمة للدولة الفاطمية، وبايعه الناس ولقب"المهدي أميرالمؤمنين"، وصار خليفة للمسلمين تأكيدًا لفكرةأحقية أبناء علي(ع) بالخلافة، وقد اعتبر نفسه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن مُلئت ظلمًا وجورًا. الإستيلاء على دولة الأدراسة: توالى الخلفاء من نسل المهدي عبيدالله، وكان منهم"المعز لدين الله الفاطمي" الذي أرسل قائده الشهير"جوهر الصقلي" ففتح"دولة الأدارسة"، ووصل إلى المحيط الأطلسي، ثم مد حدوده إلى مصر وفتحها عام 359هـ 969م. الإستيلاء على مصر: أرسل"المعز لدين الله الفاطمي" قائده الكبير "جوهر الصقلي" لفتح مصر، فسار بجيش لجب بعد أن مهد السبيل لمسير الجيش، وحفر الآبار على طول الطريق، وأقام"استراحات" على مفازات الطريق، وأحسن تدريب الجيش وتنظيمه وتموينه بجمع الأموال اللازمة. سار الجيش إلى الإسكندرية ودخلها دون قتال، وأحسن معاملة المصريين، وكَفَّ جنوده عنهم، ثم سار إلى"الفسطاط" فسلَّم له أهلها على أن يكفل لهم حرية العقيدة، وينشر الأمن والعدل والمساواة. طار خبر الإستيلاء على مصر إلى"المعز" فسر سرورًا عظيمًا، وأقام الاحتفالات والولائم، وحوله الشعراء ينشدون. قد ساعد على نجاح ذلك الغزو ضعف واضطراب الأحوال في مصر وكثرة الشيعة الذين أعانوا آنذاك. وهكذا سُلخت مصر عن"بغداد"الخلافة العباسية، وأصبحت ولاية فاطمية عام 359-969م. بناء القاهرة: بدأ"جوهر" يعد العدة لنقل مركز الدولة الفاطمية إلى مصر؛ فبنى للخليفة قصرًا فخمًا شمال الفسطاط، وبنى معه منازل الوزراء والجند، وهذه بداية القاهرة المدينة. كانت"الفسطاط" هي العاصمة بعد دخول عمرو بن العاص وهي"العسكر" في عهد العباسيين، ثم "القطائع" في عهد الطولونيين، ثم"قاهرة المعز" العاصمة حتى الآن. دعا(جوهر)"المعز" أن ينتقل إليها، وأصبحت عاصمة الخلافة الفاطمية (362هـ/ 973م)، بعد 4 أعوام من فتحها، وأمر المعز بمنع صلاة التراويح في شهر رمضان، وأمر بصيام يومين مثله، وقنت في صلاة الجمعة قبل الركوع، وأسقط من أذان صلاة الصبح زيادة"الصلاة خير من النوم" وحل محلها"حي على خير العمل.. محمد وعلي خير البشر"!. الإستيلاء على الحجاز: سارت جيوش"المعز" صوب الحجاز ففتحته، وأصبحت المدينتان: مكة والمدينة تحت سلطان الفاطميين لاالعباسيين، كما فتحت جيوشهم بلاد الشام، وفلسطين، وجزيرة صقلية. وهكذا أصبحت دولة الفاطميين تضم الحجاز، والشام، وفلسطين، ومصر، وشمال إفريقيا حتى المحيط الأطلسي. بناء الجامع الأزهر: من أعمال الدولة الفاطمية: إنشاؤها"الجامع الأزهر" الذي كان أول أمره مسجدًا عاديا، ثم أقيمت فيه حلقات الدراسة، واهتم بهذه الدراسات خلفاء الفاطميين لأنها كانت مقتصرة على الفقه الشيعي، ثم تطورت بعد الفاطميين لما تولى"صلاح الدين" حكم مصر، فأصبحت تدرس الفقه على كل المذاهب والعلوم الدينية دون ميز، فصار الأزهر أول جامعة في العالم. اتجهت سياسة الفاطميين بعد أن امتد نفوذهم إلى مصر في عهد المعز لدين الله الفاطمي سنة 358هـ969م إلى إستعادة المدن التي استولى عليها البيزنطيون شمالي الشام، و قد كان الفاطميون أدركوا أن الجيوش البرية وحدها لا تكفي حماية الوطن الإسلامي، فأنشأ اسطولا ضخما حمى ثغور الأمصار من هجمات بيزنطا ثم دافع عنها إبان الحروب الصليبية. سنة 429هـ1027م تجدد ابرام اتفاق صلح جديد بين الخليفة الفاطمي المستنصر بالله والإمبراطور ميخائيل الرابع، بعد تعرض الإتفاق السابق لخروقات سببت تعكير علاقات الدولتين. في آخر عهد الدولة الفاطمية حكمها عدد من الخلفاء الذين كانوا ضعاف الشخصية وصغار السن، فكان نتيجة ذلك سيطرة الوزراء على الدولة وأداروها لمكاسبهم الخاصة مهملين الدولة إهمالا تامّا. كانت ظاهرة الإعتماد على اليهود والنصارى واضحة في هذه الدولة، فمن هؤلاء كان كثير من الوزراء وجباة الضرائب والزكاة والمستشارين في السياسة والإقتصاد والعلم والطب، وقد ترك الخليفة العزيز الفاطمي لوزيره اليهودي"يعقوب بن كلس" أمر تعليم الناس"فقه الطائفة الإسماعيلية". وقد ألَّف يعقوب نفسه كتابًا في فقهها!. قامت ثورات داخلية، وانتفاضات، وراح الناس يستجيرون فلا يجارون، وزاد الحال سوءً بظهور أفكار دينية شاذة كالاعتقاد بحلول روح الله في الخليفة، وأن الخليفة أعلى من بني الإنسان، وأن الخلفاء أقرب إلى الله؛ كما حدث للحاكم بأمر الله، الذي كان له كثير من البدع والخرافات التي أدخلها في دين الله تعالي، وألّهه بعض الناس وراح البعض ينتظر عودته بعد اختفائه، وكثرت الأمراض، وهلك عدد كبير من الناس، في حين كان الأمراء والحكام الفاطميون(مثلهم اليوم آغوات شمال العراق في قمع الكرد الصابرين) ينعمون بالثروات ويعيشون في ترف وبذخ. وأسهمت المجاعات والأوبئة نتيجة انخفاض ماء النيل عدة مرات باختلال الأمن، وكثرة الإضطرابات، وسوء الأحوال في البلاد. أما في الخارج فقد خرج بعض الولاة على الخلفاء الفاطميين خصوصًا في شمال إفريقيا؛ ما أدى إلى استقلال تونس والجزائر، واستولت الدولة السلجوقية السُّنِّية التي قامت بفارس والعراق على معظم بلاد الشام التابعة للفاطميين، إلى استيلاء الصليبيون على الأراضي المقدسة(بيت المقدس) سنة 492هـ1099م، ثم أخذوا يغيرون على أطراف الدولة المصرية. آخر الخلفاء العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام"صلاح الدين الأيوبي" الذي تولى الوزارة مذ 1169م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا. رجعت مصر إلى المذهب السني. وقضى على الخلافة الفاطمية سنة 567هـ/1172م. وانقض الصليبيون مرارا على الدولة التي طالما أعانتهم في بداية أمرهم على ضرب(منبع الإرهاب السلفي/ السعودي الوهابي المعاصر) أهل السنة!. فتعود مأساة السيف/ الحيف، الى دورة الحياة/ الطبيعة، ملهاة بين البداة؛ المملوك عدو الله بن عبد الإنجليز آل سلول/ سعود، وخصمه اللدود، المعمر في السلطة الليبية(القائد الأفريقي) القذافي، حتى تجفيف منابع"الأرهاب العالمي"، لأجل عيون بئر(بقر حلوب) الذهب الأسود وألغاز!(الغاز المسال) على رمال محرقة متحركة، والصافي بترودولار/ دعاية، وإسلام رسمي أميركي، ودولة فاطمية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |