عجيب أمر الزعامات السياسية في العراق الجديد !!؟

أن تكون الفحوصات الطبية التي أجراها دولة رئيس الوزراء في لندن مؤخرا، وليس الحوار السياسي والوطني البناء، سببا للقائاتهم وتفاهمهم، تبويس لحى بعضهم البعض ومراضاتهم، والسؤال عن احوالهم على طريقة المواطن العراقي البسيط!!، وكأن الزعامات السياسية هجرت مع الملايين من العراقيين، وليس هم أعضاء في الحكومة والبرلمان، وطرف فاعل في العملية السياسية!؟

في هذا الاطار تأتي تلميحات نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بعد اجتماعه مع عبد العزيز الحكيم على هامش مرض المالكي أيضا!!، بعودة جبهة التوافق المنسحبة من الحكومة، لكن يحز في نفسي كعراقي هو أن آلاف الشهداء من العراقيين الذين أزهقت أرواحهم على يد الإرهاب الآثمة، والمجروحين والمشردين والمهجرين والمشوهين والجثث المرمية على قارعة الطرق ومآسي الطب العدلي، ووقوف الشعب والوطن على حافة الانهيار والحرب الأهلية لاسمح الله، كل تلك المآسي لم توحد الأحزاب والزعامات السياسية، منذ سقوط صنم العروبة إلى ماقبل مرض رئيس الوزراء، أليس كل هذا حصل لأن مصير شعب بأكمله أصبح في الدرجة الثانية من اهتمامات تلك الزعامات والأحزاب!؟، ممن تداخلت مصالحهم الآنية الضيقة في السلطة والنفوذ والمال، مع مصالح أحزابهم وميليشياتهم، مع أجندات الدول العربية والاسلامية!
فحتى الأمس القريب نرى تلك الزعامات التي زارت رئيس الوزراء متمنية له الصحة والسلامة، ونحن أيضا نتمنى له الصحة والسلامة ولكل مواطن عراقي، نراهم يحرضون على العملية السياسية في الفضائيات العربية التي صبت الزيت على النار، فالتهبت مناطق واسعة من عراقنا العزيز، ولطالما تلعلع أصواتهم خلال سنوات، فتردد صداها لدى ضعاف النفوس الشبابية العربية، فطرقت باب المال السعودي وسهلت لها المخابرات السورية كل طريق، لترسل رسائل إرهابية في أسواق العراق وجامعاته وجوامعه وحسينياته ومدارسه!

يرى صالح المطلك أن تفككا طرأ على جبهة التوافق التي يتزعمها عدنان الدليمي، ولم يوضح بقية الأسباب التي دعت إلى التفكك والتشرذم، ونحن نرى أن العراقيين انتظروا زمنا طويلا حتى تتفكك أجندات هذه الجبهة، حيثما ربطت جزءا من مصير الشعب العراقي بالمصالح العربية والاقليمية، باعتبار أن تلك الجبهة هي الوريث الشرعي للنظام البائد ومازالت تنطق باسمه، ولم تستطع إخفاء  طائفيتها منذ السقوط، وكان أن وجهت إليها النخب العراقية والشعب والاعلام نقدا لاذعا، وليت أن الجبهة تعود إلى الحكومة ليس بمحتواها السني الطائفي، والكثير من السنة العراقيين هم وطنيون عراقيون وتعايشوا مع إخوتهم في الفسيفساء العراقي، بل ككيان وطني عراقي يرفض التدخل العربي والاسلامي، ولابأس من زحزحة عدنان الدليمي وتجديد التوافق بدماء شابة تضع مصلحة العراق بين أعينها، وتشارك في صناعة القرار السياسي في العراق الجديد.

الخلاصة أن :

* مرض المالكي (يحتاج إلى دراسة سياسية نفسية سويولوجية من قبل المختصين والباحثين ولماذا يوحد الزعامات السياسية المرض والوفاة ولايوحدهم ذبح الشعب بالمفخخات !؟)

 * الغاء قانون اجتثاث البعث في مجلس النواب وإقرار قانون المساءلة والعدالة  بدلا منه.

* إتهامات موجهة إلى زعيم جبهة التوافق عدنان الدليمي بضلوعه وحمايته بقتل العراقيين وتهجيرهم من مناطق سكناهم ووصول الأمر إلى القضاء العراقي!
* طرد القاعدة من أجزاء واسعة من بغداد وديالى والأنبار .
* تحسن الأوضاع الأمنية في بغداد بعد التطبيق الناجح لخطة فرض القانون وتعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية.

* المراهنة على الزمن من قبل الشعب والحكومة حيث أثبت صبر العراقيين أنه الصخرة التي تحطمت عليها كل المخططات الارهابية، وفشل كل الأجندات الإجرامية.

* قضية كركروك ومعاهدات النفط والغاز التي أبرمتها حكومة كردستان من وراء ظهر الحكومة!، كذلك التحالفات والتكتلات الأخيرة لاسيما التحالف الذي ضم عشرة أحزاب سنية وشيعية بقيادة علاوي، وأعلن يوم أمس الأول تحت اسم مشروع التفاهم الوطني، حيث دعوا في بيان لهم إلى "عدم الرضوخ للمطالب الكردية فيما يتعلق بالمشاكل العالقة بين الحكومتين الإقليمية والمركزية والتي تتركز حول الميزانية وكركوك والعقود النفطية "
كل ذلك أعطى إشارات واضحة إلى ضرورة عودة الكتل والأحزاب المنسحبة من الحكومة سريعا!
فهل يرمي هؤلاء الماضي الأسود وراء ظهورهم ويشاركوا في القرار السياسي، من داخل البرلمان والحكومة بكل مايتعلق بأجندات محاربة الارهاب والتهجير وإعادة الاعمار ووضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار!؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com