لقد أحدث قرار الحكومة العراقية بإحالة من لم تستوعبهم القوات والأجهزة الأمنية المشكلة بعد 9/4/2003 من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية الملغاة على التقاعد وقعا طيبا لأنه جاء بعد معاناة قاسية دامت أكثر من 4 سنوات حرموا فيها هم وعوائلهم من حقوقهم المشروعة ومصادر عيشهم الوحيدة وهو ما يفسح المجال لتحسن الأوضاع الأمنية والسياسية لما لهذا الملف من تأثير كبير على مجريات الأحداث في البلاد ولاسيما المصالحة الوطنية .

إلا أن شروط دائرة التقاعد العامة التعجيزية أفرغت القرار من مضامينه الايجابية لاشتراطها حضور المعنيين بأنفسهم إلى مقر الدائرة في بغداد ووجوب جلب كتب تأييد من دائرة التسجيل العقاري تثبت حصولهم على قطع أراضي من تلك التي وزعت للعسكريين . إن هذه الإجراءات تشكل مصدرا لمعاناة كبيرة للمشمولين حتى لو كانت الأوضاع الأمنية طبيعية في العراق لأن بينهم المعوق والمريض بمرض مزمن وكبير السن والذي لا يجد ما يطعم أو يعالج أو يسكن عائلته فكيف الحال والأوضاع كما هي عليه اليوم حيث القتل على الهويات الدينية والقومية والتاريخ الوطني والمهني والدرجة العلمية . وباعتقادنا فان ليس هناك مسوغ قانوني أو مصلحة عامة توجب اتخاذ مثل هذه الإجراءات التي لا يستفاد منها سوى معقبي المعاملات الذين يتقاضون مبالغ تصل إلى 350 دولار لإنجاز المعاملة الواحدة و250 دولار لإضافة الفرو قات إلى الراتب التقاعدي كما يشاع بين المشمولين مع وجود فروع للدائرة في جميع المحافظات قادرة على إنجاز تلك المعاملات من قبلها أو القيام بجمع المعاملات ورفعها إلى الدائرة الرئيسية كما أن بامكان مجالس المحافظات والاقضية والنواحي ودوائر النفوس أن تزود الدائرة بما يثبت أن العسكري على قيد الحياة إذا كانت تشك بكل هؤلاء أو حتى توثيق ذلك أمام القضاء . وهو ما جعل الكثير من المشمولين ومنذ إحالتهم على التقاعد غير قادرين على إكمال معاملاتهم بانتظار من يلتفت إليهم من المسئولين في مجلس النواب أو الحكومة ويوعز بإنهاء معاناتهم الطويلة والمؤلمة اللهم إلا من باع ما تبقى من أثاث منزله لدفعه إلى المعقبين . ولذلك فإننا نوجه نداءا عاجلا إلى هذه الدائرة والى السلطات التشريعية والتنفيذية العراقية بالإسراع في إنهاء مأساة هذه الشريحة التي قضت حياتها في قتال لعشرات السنين وقد آن الأوان لان ينصفها الآخرون وينفضوا عنها غبار الإهمال والتهميش والإقصاء و أن يتضامنوا معها لتسهيل نيل حقوقها بشكل عاجل وحاسم .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com