|
تشهد الناصرية منذ منتصف اليوم الجمعة الموافق للتاسع من شهر محرم الحرام اشتباكات مسلحة، بين قوات الشرطة والمغاوير من جهة، وجماعة أنصار المهدي التي ترفع الرايات الصفراء من جهة ثانية، والمعارك مستمرة لحد كتابة هذه الكلمات قرب مكتب السيد أحمد الحسن الذي يدعي أنه اليماني الموعود!، (اليماني مواطن عراقي يعمل مهندسا مدنيا شكل جماعة أنصار المهدي في النجف سنة 1999 بعد ان زعم انه التقى بالمهدي المنتظر وهو حفيده وسرعان ما صار له اتباع بلغ خمسة الاف في جنوب العراق) واستشهد في هذه الاشتباكات التي تدور رحاها في منطقة الصالحية، أشهر ضابط قاوم الخارجين عن القانون في الناصرية، وهو العقيد ناجي رستم الجابري (أبو لقاء) المحسوب على المجلس الأعلى، و كانت له صولات في معارك سابقة ضد عناصر جيش المهدي، وأبو لقاء هو آمر لواء الطوارىء الذي يقع تحت إمرته أربعة من افواج الطوارىء في محافظة ذي قار، فيما اكد مصدر امني في مدينة الناصرية قبل قليل، ان المقدم عبد الامير جبار منادي امر فوج التدخل السريع قد اصيب باصابات خطيرة وهو الان تحت العناية المركزة، وتلاه خبر استشهاد معاون مدير استخبارات الناصرية العقيد زامل رميض. ثمة جملة من الأسباب التي تجعل من الناصرية مسرحا للاشتباكات بين وقت وآخر، حالها حال بعض المدن العراقية الأخرى مثل السماوة والكوت والعمارة والبصرة والديوانية وغيرها، أعني العامل الخارجي المتمثل بإيران حيث أن هنالك دلائل تشير إلى انقسام جيش المهدي أو كما يسميه أهالي الناصرية ساخرين (جيش المكتب) إلى ثلاثة أقسام اثنان منهما لايأتمران بأوامر المكتب بل بأوامر خارجية وهي بالنتيجة إيرانية لزعزعة الأوضاع الأمنية في الوسط والجنوب وإرباك خطط الحكومة تحت ذريعة محاربة الاحتلال في العراق ومشاغلة القوات الأمريكية ومتعددة الجنسية لجهة كسب الوقت فيما يتعلق بأجندات عديدة بينها الملف النووي الذي تطمح إيران أن تساوم عليه الولايات المتحدة الأمريكية حتى لو انسحق الجنوب كله واحترق العراق بأجمعه، وتلك خاصية لو انتبه إليها من يدعون الاسلام ويحرمون الدماء العراقية المسفوكة من أجل الأجنبي الايراني! من جهة ثانية هو تداخل بقايا البعث في الناصرية مع عناصر جيش المهدي ممن يعتبرون انفسهم فوق القانون وأن يكون سلاحهم موازيا للقوة النارية للحكومة وأخص بالذكر فدائيي صدام ممن لايروق لهم الوضع الجديد فيقومون باستهداف أحد عناصر الشرطة أو افرادا من عناصر الأحزاب الاسلامية التي تتشكل الحكومة المحلية في ذي قار منها أو توجيه قذائف المورتر لقاعدة الامام علي الجوية حيث تتواجد القوات متعددة الجنسية وطبعا تسفك دماء العشرات من الأبرياء من اهالي الناصرية نتيجة لهذه الأعمال الاجرامية، وغالبا ماتكون هناك مفاوضات وتراضي وتبويس لحى ويخرج جيش المهدي من المعارك واضعا عدم ملاحقة أعضائه قانونيا شرطا لوقف اطلاق النار كما حدث في معارك العام الماضي (أزهقت الأرواح وسرقت الممتلكات) وكان السيد عبد الكريم العكيلي نائب رئيس مجلس المحافظة ممثلا عن الحكومة المحلية مع وفد جيش المكتب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |