متى يرعوي المجرمون؟!

 

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

لم تكن (أنطلاقة!) مايسمى بجند السماء أو أتباع المدعو اليماني وأثارتهم ذعر المواطنين الأبرياء قبل بضعة ايام في البصرة والناصرية وقتلهم مسؤولين في الأجهزة الأمنية الا دليل آخر على مدى بشاعة الجماعات المتطرفة التي تتدثر بدثار الدين ومدى وحشية ولاأنسانية من يقف وراءها ويمولها، فضلا عن دعمها أعلاميا مثلما فعلت فضائية (الشرقية) العراقية مع بالغ الأسف التي وقفت الى جانب القتلة والمجرمين!!

ولاريب أن المواطن العراقي بدا يكتشف بأم العين مدى تخلف ولاوطنية أولئك المشعوذين ومن يسيّرهم من بغاة نظام صدام مثلما أنكشفت أمامه من قبل بشاعة القاعدة والوهابيين والسائرين في ركابهم ممن يفجرون أنفسهم بالمواطنين الأبرياء، الأمر الذي أساء كثيرا الى الأسلام ذاته.

لقد استغل أولئك المنحرفون بساطة بعض الناس وسذاجتهم وأستثمروا بشكل ملعون ذكرى أستشهاد أمام الهدى وريحانة الرسول الكريم محمد (ص) في عاشوراء ليضللوا من تمكنوا من الظفر بهم. وكان ماكان من أراقة الدماء وأزهاق الأرواح البريئة. أن أنطلاقة الشر في هذه الأيام الحبلى بالحزن على الأمام الحسين (ع) والألم لما يعيشه المواطن العراقي من ضيم بسبب (أزدهار!) الأرهاب الوحشي المدعوم بالمال العربي الحرام تكشف للعراقيين مدى حقد الحاقدين وسخط المجرمين على هذا الشعب الذي ازاح الظلم عن كاهله وبدا يتنشق الحرية لأول مرة.

في خضم مثل هذه الأوضاع الأليمة يتعين على الحكومة العراقية أن تولي الجانب الثقافي والتعليمي والمعرفي أهمية أستثنائية دون أبطاء، فلابد من تاسيس مجمعات ثقافية وفق هندسة معمارية خاصة في بغداد والمدن الكبرى أبتداء بالبصرة والموصل تتوفر فيها قاعات حديثة لألقاء المحاضرات وقاعات لعرض اللوحات الفنية ومسرح ومكتبة ثرية فضلا عن سائر المستلزمات الهامة الأخرى من معدات ومكائن ومستلزمات وتعيين ملاكات مؤهلة للعمل فيها. ويتعين أيضا العمل بهمة لأنشاء مكتبات عامة في سائر مراكز المدن والأقضية والنواحي تزوّد بكتب متنوعة وبشكل مدروس وعدم الأقتصار على الكتب الدينية. كما تقتضي الحاجة تزويد المدارس جميعا بمكتبات تفيد الطلبة وفق مستوياتهم الدراسية لتنمية مواهبهم وصقلها وتعيين خريجي أقسام المكتبات والمعلومات فيا لضمان تطويرها.

الأمر في غاية الأهمية لأن مأساتنا اليوم هي مأساة الجهل الذي يسود في مختلف مفاصل البلاد فقد يكون الوزير الفلاني جاهلا لأن حزبه المتنفذ قد عينه وفق حصته وقد يكون محافظ أو عضو مجلس نواب جاهلا أيضا لأنه لايشعر أبدا بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه الأيام أنما يعمل من أجل ملء جيبه وجيوب أهله وعشيرته وحزبه ليضمن وجوده في السلطة.  أنها المأساة المرة التي لابد من التعاطي معها بكل شفافية وتشخيصها بكل دقة ومن ثم معالجتها بشكل جذري.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com