|
تعتبر واقعة الطف من اعظم الدروس التي شهدتها الانسانية على مدى التاريخ، لذلك فهي حركت وعي المسلمين مثل البركان العنيف وايقظت الضمير الانساني وغّيرت مجراه، فقد فصمت طوق الجمود المقيد لرقبتها، واصبحت مشعلا يستنير به الاحرار ويستهدون به نحو افق الانتصار، واصبح الحدث الماساوي هذا مصدر الهام لتذكير المسلمين على مر العصور، ومن ملامح الثورة الحسينية ودروسها انها اظهرت احتياج الاسلام في استمراريته الى التضحيات الجسيمة بين حين وآخر ليبقى شامخا، مما جعلها تعلن رفضها المطلق لكل الممارسات الغريبة التي من شأنها النيل من المقدسات الاسلامية، ان الفلسفة العنصرية المؤدلجة التي تنطلق منها بعض الدعاوى التي تتصف بالتشويه والظلامية جاءت لتعبر عن مدى ابتعادها عن تلك المسيرة الخالدة، لذلك يتوهم كثير من هؤلاء المتسللين من يعتقد ترجمتها بدعاوى لتمس الصميم الاسلامي، فقد حاولت اظهار التدليس والمساس بالوكالة المطلقة للامام المهدي (عج) في زمن الغيبة، ياتي ذلك في الحقيقة للتشويه والتقليل من قيمة الاسلام، فضلا عن المعاندين الذين يرفضون الاذعان لحقيقة عبرت عن اعظم موقف اخلاقي في تاريخ الانسانية وزيفت الصفات النبيلة التي تحلى بها الامام واصحابه، ان ذلك الواقع الفاسد الممتد الى يومنا هذا يحمل بين ثناياه ضغائن وحقدا عبر عن جوهره تحت غطاء التستر لجرح مشاعر ملايين المسلمين وهو اساءة معلنة للضوابط الشرعية، فما اشبه اليوم بالامس عندما تضاعفت مصيبة مسلمي العالم وامة الرسول الاعظم في عزاء سيد الشهداء، حينما كشر اعداء الاسلام مرة اخرى عن انيابهم، وكشفوا عن بغضهم الدفين باستهدافهم ذلك الوجود الحقيقي لاتباع اهل البيت(ع) ومسيرتهم الجهادية التي استمدت عظمتها من السلالة المحمدية الطاهرة. لقد اظهرت الحالة العراقية الدروس البليغة في الديمقراطيات التي تبشر بانبلاج الفجر العراقي الرحب لما تركته اللقاءات من تقارب واللغة الايجابية المشتركة لتسهم في بناء البلد من خلال الخطوات الدستورية للتخلص من الارث الصدامي، ونبذ الطائفية والتوجه الفئوي فليس هناك ما يصون مصالح العراقيين الاستراتيجية سوى اعتماد الثوابت الوطنية ذات العمق الاسلامي من خلال الانضواء تحت لواء مرجعيتنا الرشيدة التي حافظت على النسيج الوطني في دعوتها لتاسيس دولة المؤسسات، ويبقى الجانب الاهم هو تقديم رؤى صادقة وموضوعية للقضايا المختلف عليها ضمن المساحات المشتركة لضمن مناخات الديمقراطية والمواطنة لكل العراقيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |