تللسقف مدينتي الأصيلة.. الحلقة الاولى

 

ناصر عجمايا

thiab11@yahoo.com

تللسقف مدينة قديمة، يعود تاريخها قرون عديدة، قبل الميلاد، مدينة تاريخية عريقة، فيها آثار لم يتم التنقيب فيها لحد الآن، في موقع التل من القسم الجنوبي للمدينة.

تبعد عن مركز مدينة الموصل تحديدا 30 كم شمالا، لوصولها تدخل مدينة تلكيف ثم باطنايا وبعدها باقوفا حتى تدخلها بمحاذات الطريق الواصل الى قرية الشرفية ثم القوش شمالا.

يمكن اعتبارها مركز المنطقة في قضاء تلكيف القريبة من الموصل، نظرا لموقعها الاستراتيجي الوسط لمدن وقرى القضاء.

فيها المحطتين الكهرباء والماء رئيسيتين تغذي القضاء بكامله.

تعتبر حاليا سوق تجاري كبير في المنطقة، يرتاده غالبية اهل المنطقة لسد الأحتياجات اليومية الاساسية وحتى الكمالية.

تقدر عدد العوائل القاطنة فيها حاليا ب(1800 عائلة) من ضمنهم عدد النازحين اليها نتيجة الظروف الطارئة بعد 2003 يقدر ب(800 عائلة).

تللسقف منطقة زراعية ديمية فسيحة، تحيطها قرى الاخوة اليزيدية سريشكة، دوغات منطقة الكند شمالا وحتارة الكبير في الشمال الغربي، تلسين، مسقلاة غربا. كرسحاق، كانشرين، باطنايا جنوبا. وشرقا باقوفا ووادي الخوصر..

كتب عنها المعلم المتقاعد والقس فيما بعد الاستاذ قرياقوس حنا, مشكورا على جهوده قبل اكثر من ثلاثة عقود يمكن للقارىء الرجوع اليه كما الاطلاع على المعلومات الواردة عن المدينة في موقع تللسقف الاغر، لاغناء المعلومة.تل

لسقف مدينة زراعية منذ القدم ولازالت، معتمدة على الامطار, تتطلع الى مستقبل واعد بمشروع اروائي عن طريق التغذية من سد الموصل, وهي واحدة من مئات القرى المشمولة بالانجاز المرتقب منذ عقود خلت، دون تنفيذ. بسبب ذلك الفلاحين يعانون كثيرا لظروف الطبيعة القاسية بعدم انتظام سقوط الامطار، مما يولد خسارة كبيرة لهم ومن دون النظر اليهم لتقدير الخسائر وجفاف الحياة وصعوبة العيش، من جميع الحكومات المتعاقبة والى اليوم، ملكية ام جمهورية, ناهيك عن الابتزاز الحاصل للفلاح للسيطرة على الحاصل والتصرف به من الحكومات المتعاقبة، دون وجه حق خاصة في عهدي الاستعمار العثماني القذر والنظام الصدامي الاقذر, والاشد عنفا وصلافة، لأنني أتذكر مقولة عزة الدوري في الموصل يوم قال (من يملك كيلوين حنطة في داره يملك قنبلتين ضد الحكومة عقوبتها الاعدام).

كان فلاحي تللسقف يهتمون بتربية الاغنام والمواشي والماعز وحيوانات العمل والتنقل لسد الاحتياجات اليومية والاكتفاء الذاتي من ماكل وملبس يصنعون كل الاحتياجات بايديهم ويصدرون الفائض الى القرى المجاورة او الموصل من التصنيع الزراعي وكذلك الصناعات البسيطة الاخرى كالغزل والحك والتطريز بحياة مشتركة وتعاون قل نظيره بين الرجل والمرأة والاولاد فاشتهروا بصناعة الخزف وأواني الماكل والمشرب جميعها باياديهم وفنهم الراقي.

متحدين قساوة الطبيعة وظروفها العجاف. كان فيها آبار كثيرة تستخدم للانسان والحيوان وللصناعة قاطبة تم انشائها حسب الاحتياجات المطلوبة، وبالتعاون الكبير الذي قل نظيره حاليا.

كثير من العوائل لقبت بحسب شهرتها بالصناعات المعينة كالنجار والنعال والغزال والفخار..الخ

كانت هناك صناعات مقتصرة على الرجال فقط لصعوبة ممارستها من قبل النساء والتي تتطلب جهد وقوة كبيرة لا تتوفر في سيكولوجية المرأة مثال ذلك النداف ومن ثم صناعة المداد من الصوف الخالص والتي تحتوي على نقوش ملونة غير مزيل، كان هو الفن بعينه..

أما اللحاف الذي يستخدم في النوم شتاء للوقاية من شر البرد القارص جدا، تقوم المرأة بصناعته لوحدها واحيانا يساعدها الرجل ان تطلب الندف..

كان الاكتفاء الذاتي سيد العائلة بعكس اليوم تماما، كما كان منتوجهم البيتي يسد كافة الاحتياجات اليومية من البيض والدجاج واللبن والجبن والحليب الطازج من الغنم والبقر ولحوم الابقار والاغنام والماعزكلها تتكامل انتاجيا للوصول الى المقولة ( أستخدام الموجود والمتوفر من الطبيعة لقهر الظروف الصعبة والمحن العسيرة في الحياة لنطورها لصالح الانسان).

الى نهاية العقد السادس من القرن العشرين المدينة تفتقر للكهرباء والى منتصف العقد المذكور تفتقر الى الماء الصافي. مما خلق معاناة ليست يسيرة في عالمنا المتحضر.

الحياة كانت بسيطة ومفرحة وغير معقدة والمتطلبات قليلة والتعاون موجود بين الافراد والجماعات، والاحترام المتبادل موجود بين الجميع كما العطف والحنان والعلاقات الاجتماعية مترابطة ومتينة والبطالة شبه معدومة. والذين لا يملكون الارض والغلة لسد الحاجة يلجئون الى المدن مؤخرا فنذ أربيعينيات القرن العشرين تقريبا وهكذا بدات الهجرة من القرية الى المدن للعيش والتمدن وطلب العلم والدراسة لصعوبة تواجدها في القرى النائية.

الزراعة نباتية وحيوانية كما اسلفنا. لكن المدينة اشتهرت بالبطيخ والترعوز والشمام في فترة الصيف وكذلك توسعت اضافة للحنطة والشعير حتى شملت العدس والباقلاء والحمص والسمسم

والذرى وعباد الشمس وحتى الرقي الديمي. كان هناك فائض انتاجي يضع على قارعة الطريق للبيع، واحيانا يستخدم للبذور نظرا لمعوقات النقل وكثرة الغلة وانخفاظ السعر حسب العرض والطلب

يتبع

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com