|
التاريخ هوعبارة عن وجهات نظر توثق حوداث الماضي بكتب للمستقبل، فهو لايعدوا ان يكون وجهات نظر شخصية تمدح فلان او تذم علان، وكثيرٌ مايضلم التاريخ اشخاص او معتقدات او مذاهب، وقد يكون التاريخ لدى البعض اداة لنشر فكر او مهاجمة جماعة او الدعوة الى احتقار شخص او مفكر .. الخ، وكثيرون هم الذين ضلمهم التاريخ سواء كانو مفكرين ام فلاسفة او عقائد او اديان او حتى حكام، فترى في جانب يقوم المؤرخ بكتابة ومدح خصال البعض وفي الجانب الاخر تراه يقوم بذم اخر لغايات متعدد قد تكون دينية او سياسية او شخصية، فالفيلسوف العربي (ابراهيم ابن سيار النظام) اكثر فلاسفة العرب المسلمين عقلية فذه ناقش الكثير من القضايا الجدلية والفكرية قتله المتوكل بتمهمة الزندقة لامتناعه الكتابة عن الخلافة، وكذلك المعتزلة كفكر حاربه الكثيرين وشوه صورتة في الكثير من الكتب، والمانوية ايضا كديانة وفكر حاربها الكثير من المفكرين والحكام وقيل ان المهدي والمتوكل انشاءوا بيت خاص اسماه(الرد على الزنادقة والماننية) وتبرع الكثير من كتاب السلاطين في مهاجمتهم مثل الغزالي وغيرهم، وفي الجانب الاخر كان التاريخ والمؤرخين يغطون عيوب الكثير من العقائد والمذاهب والقادة والخلفاء، فلما لم يذكر لنا مثلاً بان هارون الرشيد رمى على جارية في احد قصورة مبلغ يقال انه كان يعيش اهالي بغداد او العراق ليوم او بعض يوم، ولماذا لم يذكر لنا المؤرخون غلمان الخلفاء وغيرها، ولكن بعض المؤرخين يكتبون لغايات مريضة فتقع العاقبة على راس من كُتب عنهم .والايزيدية كديانة تعد من اكثر الديانات التي تعرضت الى ظلم واضطهاد تاريخي وفكري على مدى قرون ومازالت تتعرض الى يومنا هذا لهجمات فكرية او ارهابية او تاريخية من قبل بعض الذي يسمون انفسهم مؤرخين او اشباه مؤرخين .فقد كتب عنا الكثير من المهاترات التاريخة التي مع الاسف مازالت لدى البعض بمثابة فكر لايتم التنازل عنه او قد يصدر بعض الاشخاص بين الفينة والاخرة كتابات مستندة الى تلك المهاترات والدساتير(الحسني وغيرهم) تلك الكتب التي اساءت وشوهت صورة الايزيدية كديانة لدى المجتمع العراقي وبخاصة اخوتنا الشيعة وبالتحديد اهالي الجنوب الذين مازالوا الى يومنا هذا لايعرفون اي شئ لا عن معتقدنا ولا عن ديانتنا وكل ما يعرفونه باننا (يزيدية ومن اتبارع يزيد بن معاوية) وان الكتاب الوحيد الذي قرأوه عنا هو اليزيدية بين الماضي والحاضر لعبد الرزاق الحسني، ويزيد بن معاوية هذا هو من امر بقطع راس الحسين في واقعة الطف الشهيرة والتي يستذكرها الاخوة الشيعة هذه الايام بمراسيم عزاء تسمى عاشوراء الحسين(ع) حيث قتل الامام الحسين(ع) هو وعدد من آل البيت(ع) من قبل جيش يزيد بن معاوية فسبيت نساءهم ونقلت اجسادهم الى دمشق ورؤسهم على الحراب، وهذا كله ادى الى حقد الاخوة الشيعة على يزيد او اي ذكر له فكيف وان يقال لهم باننا اتباعة ..؟! او انهم سمعوا او قرأوا بان ليزيد بن معاوية اتباع في العراق فمن حقهم ان يغضبو غضبا شديداً علينا، فمن يعرف الشيعة ويعيش معهم يدرك ويعرف من هو الحسين (ع) ومن يعرف الحسين يعرف كم كان يزيد بن معاوية طاغية ومستبد، فقيمة الحسين (ع) عند الشيعة كبيرة جدا لايمكن وصف حبهم للحسين بكلمات او تعابير بسيطة فهي اكبر من كل المدلولات، لذا كان جهلهم لنا وعدم انفتاحنا عليهم هو السبب في الحقد واخذ النظرات والمفاهيم السيئة والتي مازال الكثير منهم يحملها ويعتقدها علينا، ومن المفاهيم الخاطئة التي مازال الاخوة الشيعة يعتقدونها عنا كثيرة نذكر اهمها هي : 1. الاحتفال بعاشوراء بمقتل الحسين وحسب قول احد الاشخاص باننا نسمع بانكم تحتفلون فرحاً بذلك، في الوقت الذي لايملك الايزيدية اي عيد او مناسبة خلال هذا الشهر او هذه الفترة . 2. الولاء ليزيد بن معاوية الاموي وانبثاق التسيمة منه. 3. المشاركة في ضرب مرقد الامام الحسين (ع) ابان الانتفاضة الشعبانية الباسلة في 1991. وغيرها من المواضيع التي يعلمها الكثير ومللنا من ذكرها. هذه المفاهيم الخاطئة التي مازال يحملها اهل الجنوب والاخوة الشيعة في مخيلاتهم عنا فمن الخطا ومن اين ...؟ اعتقد باننا نحن الخطا فما زال الايزيدية كديانة منغلقة على ذاتها اعلامياً وفكرياً فاعلامنا الفضائي والتلفزيوني هو اعلام كردستاني اي لايتعدى اقليم كردستان هذا اذا ظهرت شخصية او برنامج حول الايزيدية وهذا لايظهر الا في الاعياد على ما اعتقد، فلم يظهر احد على القنوات سواء الفضائية او التلفزيونة للكلام في هذا الموضوع وغيرها من المواضيع المبهمة والمجهولة لدى عموم العراقيين، كما ان انعدام الخدمة هذه للايزيدية يعتبر عائق كبير جدا امام الانفتاح الاعلامي واقصد (فضائية ايزيدية)، كما ان المواقع الالكترونية الايزيدية برغم من دورها الكبير ولكن مازال الشارع العراقي عامة ليس من متابعي الاخبار عبر النت حتى وان وجد فهم نخبة مثقفة وواعية وقليلة، اضافة الى ضعف النتاج الفكري الايزيدي لمثقفينا الكبار من كتب او ماشبه تتناول هذه الجوانب بأساليب علمية وبحثية مقنعة، يضاف الى ذلك عدم وجود جهود قوية من قبل رجال الدين او المثقفين بتناول هذه المواضيع بشكل جدي ووضع الحلول الفكرية والاعلامية الناجعة وذلك من خلال مد جسور الثقة والتعارف بين الجانيبن لشرح الفكر والديانة كما نراها نحن وكما هي في حقيقتها لا كما سمعوها او قرأؤها هم من كتاب بغضاء، وهذا يكون عن طريق تقوية العلاقات بين اطياف العراق وتبادل اللقاءات المشتركة والدعوات والندوات، اضافة الى الاعلام وتكثيف دوره خاصة الفضائي في الوقت الذي نفتقر فيه الى اعلام فضائي خاص وهذه ايضاً معضلة ...؟، فنحن اليوم بحاجة الى ضرورة للتعايش والانفتاح على شرائح العراق كافة وخاصة الاخوة الشيعة الذي يشكلون اغلبية الشعب العراق (60%) تقريبا والذي كنا لعقود خلت بعيدين عنهم فكرياً واجتماعياً، حتى نكشف لهم زيف التاريخ الذي كتب عنا ونبين باننا ديانة مسالمة تدعوا الى الخير وتوحد الله وتحترم انبياءه واولياءه وائمته الصالحين وبعيده كل البعد عن تلك المفاهيم التي سمعوها وقرأوها عنا. ولبريمر(الحاكم المدني للعراق سابقاً) مقولة جميلة في مذكراته الاخير حيث يقول ( يعرف العراقيون كيف يتفقون او يختلفون ولكنهم لم يعرفوا بعد كيف يتفقون وهم مختلفين) نتمنى ان يكون هناك اتفاق بوجود الاختلاف ليس في الدين فقط وانما حتى في الفكر فانت ديني وانا علماني وانت وجودي وانا ماركسي لا ضير ما دامت خدمة العراق هدفنا الاول. ختاما نقول للاخوة الشيعة (عظم الله اجوركم وشكر الله سعيكم) بمناسبة عاشوراء الحسين(ع) ونتمنى ان تطوى الصفحات ونكشف زيف ذلك التاريخ الذي كتبه بعض المؤرخون الذين لم يغرروا بنا فحسب وانما غررو بكم وبكثير من ابناء العراق واطيافهم خدمة لذلك السلطان او ذاك الدكتاتور تحت اغطية دينية وفكرية و سياسية مريضة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |