|
إقتران تواريخ سوداء، مثل 8 شباط، 1968م، في الذاكرة الجمعية العراقية، شبيه بإقتران آثار العدوان الأميركي، على مثل هذه الذاكرة على مستوى الإنسانية، عبر مفردات من صناعة أميركية مثل "8 شباط"،"1968م"، من قبيل ثالوث؛"نابالم"،"فانتوم"،"وفيتنام" على مدى حلم/ صبر 40 عاما، فما بالك وقد جمعتك صناعة السينما الأميركية في هوليود وجها لوجه مع"مؤتمر فيتنام"، الذي أثار حراك الطلبة ليتحول إلى انتفاضات في مختلف أنحاء أوروبا عرفت باحتجاجات عام 1968م، إنعكست بديهيا على شاشات السينما الفضية، لتفاقم الشعور بالغضب في الولايات المتحدة الأميركية بشأن مسار حرب فيتنام، ما دفع مخرجي هوليوود لإنتاج أفلام تتبنى موقفا مناهضا للتورط الأميركي في تلك الحرب. حتى بعد إنقشاع غبرتها ودخان حرائقها عن هزيمة أميركا المحتلة بلادنا نيابة وأصالة منذ شباط 1963م، وحتى بعد أن تضع أوزار حربها بصفتها الأصيل على كاهل وكيل الإحتلال، وعرض هوليود في ذكرى"مؤتمر فيتنام 40"، سلسلة الأفلام الأميركية حول تراجيديا الحرب، ينظمها مهرجان للكوميديا السوادء عن الأطباء الأميركيين في فيلم"ماش" للمخرج روبرت التمان، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي بعنوان"في عام الخنزير" للمخرج إميل دي أنطونيوني يوحي بحروب"خليج الخنازير" العربي، وفيلم "كاتش 22" الذي يحكي عن جنون الحرب للمخرج مايك نيكولز ، وفيلم "الحرب في الوطن" لباري براون وجلين سيلبر، ورصد التسلسل الزمني للحركة المناهضة لفيتنام في عقدي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ومن إنتاج عام 1972م عرض فيلم"جندي الشتاء" التسجيلي لشركة "وينترفيلم كوليكتيف للإنتاج"، لرصد أحداث مؤتمر محاربي فيتنام لمناهضة الحرب وجرائم الإغتصاب والتعذيب والقتل التي ارتكبها جنود أميركيون ضد المدنيين في مستقعي فيتنام والعراق. بذات الإتجاه الدرامي الهوليودي، عالج المكسيكي أليخاندرو كوساليس إيناريتو بفيلم"بابل" عمقا أكثر حساسية. إذ يبدأ الفيلم الناطق في بعض مقاطعه بالعربية، بإطلاق رصاص طائش في جبال المغرب، يقود أبطاله إلى أحداث متداخلة ومتسارعة في أربع دول هي المغرب والمكسيك واليابان والولايات المتحدة. أما المخرج الفرنسي برونو دومون فقد عالج في فيلم"فلندر" السياسي موضوعة العنف عبر مجموعة من الجنود الفرنسيين الذين يتوجهون إلى حرب اندلعت في بلاد بعيدة دون تحديد اسم البلد، ومثله فيلم"رجال بو شارب" للمخرج الجزائري رشيد بو شارب(سامي نصيري، سامي بوعجيلة ورشدي زيم وجمال دبوس) عن فيلم "سكان أصليون". يسرد الفيلم قصة أربعة شباب من الريف المغربي، هم سعيد وعبدالقادر ومسعود وياسر، ودورهم في تحرير فرنسا من النازيين!. وبعد الإنخراط في جيش الحماية/ الإحتلال الفرنسي، يتم نشرهم في الأراضي الإيطالية، حيث تقع على عاتقهم المشاركة في محاربة الجيش النازي الألماني. وبطريقة ساخرة، يلقي المخرج الجزائري الذي يقيم في باريس نظرة ثاقبة على عنصرية ضباط الجيش الفرنسي، كممارسات الميز في توزيع وجبات الطعام!. بطريقة لبقة، يقرن المخرج لقطات الفيلم بموسيقى(راي"الشاب خالد") التي كانت تصدح كلما سقط جندي عربي في ساحة الحرب كإقتران آثار تواريخ سوداء، مثل 8 شباط، 1968م، في الذاكرة الجمعية العراقية، وإقتران آثار الإحتلال الأميركي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |