|
(تأخر نشره بسبب أحداث عاشوراء) قرأت قبل أيام مقالا رائعا ومقترحا قيما للمبدع الإنسان الأستاذ محمد رشيد بضرورة إنشاء وزارة للأطفال الأيتام خصوصا بعد أن تجاوز عددهم في العراق خمسة ملايين طفل وهذا رقم مرعب ومخيف إذا ما نظرنا له بعد عشر سنوات أو أكثر وكيف سيكون حال هؤلاء الخمسة ملايين إذا ما تلاقفتهم الأيادي المجرمة والأفكار الهدامة والجهات المخربة التي تتحين الفرص لكل نقطة ضعف في جسد الدولة والشعب ، والمفارقة الطريفة في الأمر إنني كنت أتهيأ لكتابة مقال ومقترح بهذا الخصوص إلا أنني اختلف مع الأستاذ محمد بان يكون العنوان اشمل وأوسع لكل أطفال العراق وليس الأيتام فقط لذا اقترح أن يكون اسمها وزارة الطفل ولا يخفى ما لهذه التسمية من وقع نفسي ايجابي على الطفل يجعله يشعر بأنه عنصر مهم في المجتمع حاله حال أي مواطن في البلد لكي نربي جيلا شاعرا بمسؤوليته ملتزما بواجباته عارفا بحقوقه ولعمري هذه هي الثورة الإصلاحية الحقيقية التي احتمل كثيرا أن تكون هي احد اهم الركائز التي نستند عليها لننقذ العراق وأهله مما هو غارق فيه من فكر شوفيني خلفه النظام البعثي البائد في النفوس العراقية من حيث تشعر أو لا تشعر .. وثانيا: أضم صوتي لصوت الشيخ الجليل علي القطبي بان تكون الإدارة في هذه الوزارة لشخصيات متفقهة دينيا ومثقفة اجتماعيا وعلماء نفس وعلماء اجتماع لان سمعة الفنان ومشهوريته بالنزاهة وابتعاده عن الفساد الإداري لا تكفي لإيجاد جيل قادر على تغيير الواقع المتردي الذي تعيشه الطفولة بالخصوص والمجتمع العراقي بشكل عام كما وليست النزاهة التي يتحلى بها بعض من الفنانين تستطيع خلق طفولة تخلق مجتمعا صالحا متمدنا متفقها في الخير والصلاح ولا باس أن يكون للبعض من الفنانين دور في تدريب وتعليم الأطفال على ما يوضع لهم من مناهج ودروس من قبل العلماء المختصون بذلك فلا يخفى على الجميع ان مجتمعنا إسلامي ومتحفظ بنسبة 95% ولا يمكن إقناعه بهذا المطلب ولكن إن كانت هناك مشاركة وتعاون فيا حبذا لو كانت من قبل الملتزمين وأصحاب التاريخ الناصع وليس من تلطخت سمعتهم بالتمجيد والنفاق في كل عصر ومصر واللبيب بالإشارة يفهم . وأنا بدوري كعراقي متابع لهذا الشأن ولمن يستحق إدارة منصب خطر كهذا أرشح كاتب المقال وصاحب المقترح الأستاذ محمد رشيد فهو ذو تجربة كبيرة في هذا المجال وسمعة نظيفة وتاريخ ناصع كذلك أرشح الشيخ المثقف علي القطبي لما يمتلك من تفقه بالدين الإسلامي وابتعاده عن الشد والتعصب والتطرف في الفكر فهو رجل مناسب لهذا الأمر ، أما بقية كادر الوزارة فهناك الكثير من أصحاب الكفاءات والخبرة في هذا الشأن ولكن هناك شرط مهم وضروري لنجاح هذه الوزارة وهو ابتعادها عن المحاصصة الحزبية أو المذهبية ويكون اختيار إدارتها وفق الخبرة والشهادة العلمية والسمعة الجيدة ويا حبذا لو كان اغلب أعضائها ومنتسبيها من حملة شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع وعلم النفس .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |