|
يشكل النفط العراقي حوالي 70% من اجمالي الناتج المحلي العراقي الذي يصدر حاليا ما يقارب مليوني برميل يوميا. ويعتمد العراق الخارج للتو من حروب البعث ومن دمار شامل لحق بالبنى التحتية ومن اهمال شامل يشمل كل مرافق الحياة. فالحياة في العراق لايمكن ان ان نقيسها مع اي دولة خليجية. فعدد المستشفيات يشكل رقما هزيلا وكذلك المدارس والكليات والمعاهد التربوية .ان سلطة البعث الجائرة عمدت لاسباب معروفة الى جعل العراق بلدا متخلفا في كل مناحي الحياة. ففتكت الامراض وانتشر الجهل وعمت الفوضى و نتيجة هذا التخلف انتشرت كل الظواهر المرضية في مجتمع ما بعد صدام حسين فمن القاعدة التي وجدت لها ارضا خصبة الى الافكار المتطرفة التي تعيث بارضنا فسادا وما هذا الذي نتيجة لذلك التجهيل المتعمد. فقد ورثنا ديونا من السياسيات السابقة كبيرة جدا وما زال بعضها ينتظر مرحمة الاطفاء من الدول ذات العلاقة.. هناك دول نفطية استفادت من الحصار المفروض على العراق ووقف تصديره للنفط فارتفع تصديرها الى اكثر من عشرة ملاين برميل يوميا( السعودية ) وفي ظل فترة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق طيلة ثلاثة عشر عاما استطاعت السعودية ان تاخذ حصة العراق مع ارتفاع اسعار النفط العالمي ووصولها الى اسعار خيالية واستطاعت تلك البلدان من بناء اقتصاديات قوية جدا. فالامارات العربية الان ليس كما كانت قبل ثلاثة عشر عاما بفضل ارتفاع اسعار النفط. هذه مقدمة لما نحتاج التفصيل فيه هل نحتاج الى زيادة النفط ام جعله كما في السابق في بواطن الارض للاجيال المقبلة؟ في الفكر الاقتصادي هناك نظريتين في احداث النمو الاقتصادي وبناء الدولة .الاولى الاعتماد على الاستثمار البشري كما فعل الاتحاد السوفيتي في الخطة الخمسية الاولى واحدث مشروعات كبرى لقلة التخصصات المالية انذاك والنظرية الاخرى الاعتماد على التكنلوجيا الحديثة والتي تتطلب راسمالا عاليا للنهوض بالاقتصاد وتحقيق مستويات عالية من النمو ما نحتاجه الان في العراق هو الاعتماد على النظرية الثانية اعتماد التكنلوجيا لاحداث قفزة عالية متسارعة في النمو الاقتصادي وهذا يتطلب زيادة في الموارد المالية . ومن اين تاتي الاموال طبعا من تصدير النفط العراقي. ميزانية العراق لعام 2008 تصل الى 48 مليار دولار في ظل انتاج مليوني برميل نفط ما بالك لو صدرنا خمسة ملاين بر ميل يوميا فحينذاك ستتضاعف الميزانية لاكثر من 150% مما يعني البدء بانجاز مشاريع كبرى وعملاقة قادرة على انتشال العراق من ربقة البلدان الاكثر تخلفا. وما حجج الفساد المالي وعدم تنفيذ المشاريع العملاقة الا امر يمكن تجاوزه من خلال تفعيل دور الاجهزة الرقابية وهيئة النزاهة حتى لو اضطررنا الى تشكيل لجان دولية لمكافحة الفساد المالي. في ظل انتاج مليوني برميل يوميا استطاع العراق تحقيق معدل من النمو الاقتصادي وحسب شهادات صندوق النقد الدولي وهو رقم او ارقام جيدة جدا في ظل الظروف الحالية فما بالك لو انتجنا خمسة ملاين برميل لم نحقق مستويات من النمو تضاهي تلك التي حدثت في الصين والنمور الاسيوية. اما الحجة الاخرى لعدم حاجتنا للنفط هو لضمان المستقبل حسنا الاسعار الدولية قبل عشرة سنوات تغيرت فان كنت تريد بناء مستفشى تخصصي قبل عشر سنوات كانت تكلف عشرة ملاين دولار تضاعفت تكاليفها بناؤها الان الى ضعفين او اكثر . اليس من الاجدى استثمار النفط الان والاسرع ببناء المشاريع قبل ان ترتفع تكاليفها بعد عشر سنوات.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |