استاذي كامل العضاض المحترم، تحية لشخصكم واعتذاري لتأخري في الرد، لظروف نفسية قاهرة ألمت بي فوّتت عليّ ان اراسل احباءا كبارا مثلكم ايها الدكتور النبيل .

 انا على ثقة بأن كلمة الود الصادقة نادرة في هذا الزمن ... وها أنتم تعيدونها للناس ولي ... 

 هناك – والمشتكى لكم وللطيبين من امثالكم - من لا يحرك ساكنا ويطري عملكم حتى لو كتبتم المعلقات بحق وطنك – وطنه ... وقد عانيت انا حقا وفعلا من المكوث في الظل واحيانا العتمة، وأنا الآخر قد ابتعدت عن مباذل ان اصدّر نفسي ... وظللت ألهج ولشهور وسنين بقصائد يحفظها لي الناس عن ظهر قلب لكنها لا تلهث وراء العلاقات الشخصية لدفع الآخرين للكتابة عني اعلاميا . وهذا هو شرفي في الحياة أني اعمل لوحدي حتى بعيدا عن أي ظهير وتبييت واستدراج الناس او الأصدقاء ...ان على الشاعر ان يحترم نفسه وان لايتوسل الآخرين ويدفع بهم لإطرائه بجدارة او من غير جدارة . ان " عيناك غابتا نخيل ساعة السحر " للشاعر السياب، لن تحتاج الى من يصدّرها ... فهي لن تزداد طولا ولا تدنو قصرا لو مدحتها مائة جريدة او شتمتها . النص الجيد هو القيمة الجمالية والجوهرية الحاملة لرقياه بحد ذاته ومن دون اية دعايات اعلامية .

 ان الذي تفضلت ورأيته في العمل جزئيا او كليا والذي عبرت لي من خلاله عن اعجابكم لهو محط اعتزازي وفرحي  وشهادة افخر بها ... واعاهدكم على ان بوصلة المصنف الأدبي والفكري هو صدق لحظة الابداع . الحب الحقيقي هو سر نجاح اية مادة .. وان حرية العمل الفني كما يقول انجلز: هي ادراك الفنان للضرورة التاريخية ... وان : "الأعمال العظيمة تقتضي حماسا عظيما " كما يقول كارل ماركس . ولقد قال ايضا انسي الحاج: لن يموت الشاعر والأدمع في عينيه . ونحن مفطورون في عراقنا الجريح على الألم ونتغنى به وننتشي بدموعه وكأنما شرط القصيدة الناجحة هو الومضة الدامعة وهذا ماتفضلتم ولاحظتموه في بعض المواد الأدبية والشعرية. اعاهدكم مرة اخرى ايها الدكتور الفاضل ان قصائدنا "الحزينة" جسور فرح لوطننا ولحبيباتنا، وان مراراتنا ابتسامات لغد قادم وان جروحنا ورد على طريق الطفولة، وبدون دموع لاتضيء شموع .

 فرحت بجماليات قولك وامنية الأماني ان اكون جديرا بالكلمة والموقف حتى النهاية . دمت لنا يااستاذنا الغالي .

مودتي وتقبل ارقى وانبل مشاعر المحبة .