|
كشفت وقائع وحقائق الحرب على العراق غايات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي المخطط لها، باستهداف عروبة العراق ودينه الإسلامي ووحدة العراق، شعباً وأرضاً وتاريخاً وحضارة. وتصورت أطراف محور الشر- القديم - تلك إنها ستحكم سيطرتها على الأمة العربية وستخضع الأمة بعد احتلال العراق ،لكن جاءت النتائج عكس كل التقديرات والتصورات والاستراتيجيات التي وضعها مُنظروها، فقد حققت المقاومة العراقية الباسلة وبمختلف اتجاهاتها الوطنية والقومية والإسلامية إنجازات قتالية على صعيد الميدان فاقت توقعات وتقديرات الولايات المتحدة الأمريكية (القوة الأولى في العالم) التي باتت تواجه إخفاقات وانتكاسات متوالية كبرى تعترف بها صراحة على لسان كبار مسؤوليها وتؤكد إن النصر في العراق بات مستحيلا وتبحث عن مبررات للخروج من وحل المستنقع العراقي .تلك الحقيقة أسهمت برفع الروح المعنوية لفصائل المقاومة العراقية وأذكت في نفوس أبنائها الثقة والعزيمة على مواجهة الباطل والظلم والطغيان بقوة الإيمان بالحق والجهاد في سبيله الذي هو كفيل بهزيمة أكبر قوة مهما طغت، كما دفعتها إلى توحيد صفوفها وتشكيل جبهة موحدة لتنسيق الجهد العسكري المشترك. إن غزو العراق كان بتعاون بعض الأنظمة العربية التي لم تراع حرمة لدم أخٍ في الدين والقومية ،حيث فتحت حدودها ومطاراتها وموانئها لقوات الاحتلال، ولم تقف عند ذلك ، فمازالت تواصل وبمختلف الوسائل مشاركتها للولايات المتحدة في الحرب على شعب العراق ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية وهذه المرّة تُسخر سلاح آخر غير سلاح الغدر وفتح الحدود لعبور قوات الغزو إنه سلاح الإعلام، ساعية من خلاله إلى إنكار الفعل المقاوم والجهاد البطولي لشعب العراق في قهر الغزاة إذ إن النصر الناجز والكامل لا يتحقق من دون إعلام فاعل يكشف حقيقة الفعل الجهادي المتصاعد والمستمر للمقاومة ، لهذا فان الصفحة الجديدة من التآمر لبعض الأنظمة العربية الخانعة الخاضعة لإدارة الشر الأمريكية هي التعتيم الإعلامي المتعمد على معظم فعاليات وأنشطة المقاومة العراقية الباسلة وتجاهل نشر بياناتها عن العمليات القتالية ضد الاحتلال وإغفال الكثير من الحقائق عن واقع مأساة الشعب العراقي التي خلقها الاحتلال وأعوانه من الخونة المجرمين ترضيةً لأمريكا راعية ديمقراطية إرهاب الدولة، وانحراف الفضائيات العربية التي كانت تتناول أخبار المقاومة العراقية من منطلقات مهنية صرفه عن سياستها الإعلامية وإجبارها على التعتيم على معظم فعاليات المقاومة . كما دأبت معظم وسائل الإعلام العربية والفضائيات على أستخدم مصطلحات إعلامية فيها الكثير من التلوين والتضليل الإعلامي فأصبحت تسمي المقاومة الباسلة في العراق بالمتمردين توافقا مع تسمية أسيادهم الأمريكان وبعضها يسمي المقاومة العراقية ( المسلحين ) أما أبناء العراق الذين يقتلون على يد قوات الاحتلال، فلم يعودوا شهداء، بل ضحايا مدنيين واحتلال العراق يسمونه (سقوط النظام) تلافيا لحقيقة الاحتلال وخزي مشاركة تلك الأنظمة فيه،التي لا تذكر تسمية المقاومة العراقية أو تشير لها صراحة في وسائل إعلامها أو تصريحات مسؤوليها وكأن تلك التسمية جريمة تعاقب أمريكا كل من يتداولها، وإذا ما عرضت أحدى القنوات الفضائية العربية فلما مصورا عن نشاطات المقاومة المسلحة قالت لم يتسنى لها تدقيقه من مصدر مستقل، بهدف إضفاء نوع من التشكيك وعدم المصداقية حتى بشان عربة (الهمر) الأمريكية وهي تتحول إلى أشلاء متطايرة بفعل نيران المجاهدين. وبعض الإعلاميين من عرب أمريكا تفاخر علنا بأنه أرسى تلك المفاهيم والمصطلحات بعيدا عن "التطرف"، ونقول لهم من أكثر تطرفا منكم عن جادة الصواب والحق والحقيقة.. ومن أكثر منكم عمالة لأمريكا.. ومن أكثر منكم خيانة للأمة ولشعب العراق الذي يذبح يوميا من الوريد إلى الوريد وانتم ترسمون نصراً زائفاً لأمريكا هي نفسها لا تؤمن به لفشلها وخيبتها في العراق.ولا ندري إن كانوا هؤلاء يتكلمون بلسان حالهم أم بلسان حال بوش المهزوم، ألا يقتضي الموقف من هؤلاء إجراء تقييم دقيق وموضوعي لحرفية المهنة الإعلامية بما يتوافق مع ما يردده أسيادهم عن الحرية والديمقراطية ولو ظاهريا، أم إن الديمقراطية وفق المنظور الأمريكي ،إلغاء وزارت الإعلام في تلك الدول العربية ليقال عنها إنها خطت خطوات بناءة على صعيد التوافق مع نظام العولمة الإعلامية الجديد..هذا التقييم الذي يعطي المقاومة حقها الإعلامي ويوسع نافذة أطلالها على الوطن والأمة والعالم ، من خلال اتخاذكم الموقف الصحيح منها في الوقت المناسب قبل فوات الأوان وخسارة مصداقيتكم بشكل فاضح . إن دعم المقاومة العراقية الوطنية القومية الإسلامية الباسلة بالكلمة أمضى من كل الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في زمن عتمة العولمة الإعلامية الأمريكية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |