|
الحالة الفرعونية لدى رؤساء الحكومات والوزراء ورؤساء الاحزاب توطئة الحديث عن الحالة الفرعونية لطبقات رؤساء الحكومات والوزراء ورؤساء الاحزاب لانقصد بها حالة معينة تخص هذا البلد او ذاك وانما هي حالة عامة نشير بها الى طبيعة حركة التاريخ وحركة المجتمع، وكذلك الى المشاهد التي حدثتنا عنها الكتب السماوية وتاريخ حركة المصلحين عموما، بالاضافة الى الصور الانطباعية لدى الناس وفق الرؤى المستمرة عبر القرن الماضي والقرون التي سبقته عند قراءتنا للتارخ القديم والحديث.. واذ نسجل هذه الملاحظات فاننا نسعى الى اشاعة ثقافة الحق وتصحيح مسار حركة المجتمع بالشكل الذي يعزز صعود طبقة الاكفاء والمخلصين وارتقاء الطبقة التكنوقراط في العمل الحكومي لادارة الدولة وفق المناهج العلمية والاصلاحية بعيدا عن الاحتراب السياسي والمزايدات الحزبية والمذهبية والطائفية والعنصرية.
الحالة الفرعونية لدى رؤساء الوزراء خلال عقود من الزمن ومن خلال تجارب الشعوب غالبا مايصعد المتسلقون الانتهازيون النفعيون الذين لهم خصال فرعونية الى اعلى المناصب للسلطة بسبب احتيالهم ومكرهم وكيدهم وجرائمهم وخططهم وينفقون الاموال ويقتلون ويحرقون كثيرا من الاشياء حتى الامور المعنوية بمحاربتهم للنخبة الاجتماعية الصالحة عن طريق التنافس غير الشرعي وغيرالاخلاقي. وكذلك فقد اشارت كافة الكتب السماوية بشكل او باخر عندما حدثتنا عن حركة التاريخ واشارت الى حركة المجتمع فانها بينت المصائب والكوارث والنكبات التي عانت منها الشعوب والانسانية عبر التاريخ من تصرفات الحالة الطاغوتية والجبروتية والعدوانية ومنها الحالة الفرعونية التي تجسدت بحكم فرعون لمصر ، وكيد الكبار للصغار، وكيد كبار رجال الدين المنحرفين عن سلوك طريق الحق واستضعاف الطبقات الضعيفة من المجتمع كما هو عليه الحال من ظهور افراد صعدوا الى السلطة والحكم والقيادة امثال جالوت وبلعم بن باعوراء والسامري وقارون وهامان، ولم يقتصر ذلك على الرجال بل تعداه الى النساء كامراة ابا لهب وامراة نوح اللتين تصرفتا بوحي من الشيطان وتحركتا ضد حركة المصلحين لالغاء نفوذهم ، ومحاولة منهم لقيادة المجتمع بالشكل الذي يرتضونه ولجني منافع قصيرة المدى، وقد تكررت تلك المشاهد عصر الرسالة المحمدية البيضاء وبعدها من ظهور طبقة المنافقين والاعداء والمتربصين وقد استمرت هذه الحالات حتى عصرنا الحالي من القرن الواحد والعشرين من ظهور ادعياء الاصلاح كادعياء المهدوية ومايرتبط بها من شخصيات لامعة حدثتنا عنها الروايات كالسفياني واليماني والخراساني وذلك لتحقيق اغراض سياسية ومذهبية وانتفاعية وركوب موجة التزاحم على السلطة لجني الارباح الاقتصادية ومحاولة الاستهزاء والسخرية بالجماهير. وتظهر الحالة الفرعونية لدى الانسان بشكل واضح في تصرفات رئاسة الوزراء في السلطة والحكم عندما يتصرف رئيس وزراء الدولة بوحي من رغبات الملك او الرئيس وذلك باختيار وزراء وفق اهوائهم وسياستهم ضاربين عرض الحائط ارادة الجماهير.. كما تظهر هذه الحالة بالضغط على سلوك الوزراء ومصادرة ارادتهم في العمل الوزاري وتعمل تلك الصراعات الداخلية على نسف العمل الجاد والانحراف بالسياسة الداخلية للحكومة عن توجهاتها الصحيحة.
الحالة الفرعونية لدى الوزراء اكثر الذي نراه في الدول وخصوصا النامية والضعيفة صعود وزراء عن طريق الجماعات المتطرفة او الاحزاب السياسية بسبب الانتماء للجماعة او الحزب او عن طريق السلوك الانتهازي واللااخلاقي من خلال التزاحم غير الشرعي وغيرالقانوني والسلوكي ومن خلال الكذب والاحتيال الى غير ذلك من الاساليب المنحرفة، وبالتالي فعند صعود هذه الشخصيات فانها تعمل على سحب وتجميع كافة العناصر المماثلة لها وابعاد العناصر النظيفة وبالتالي تدمير العمل الاداري والمالي ونخر هيكل العمل الوظيفي وانحراف الحكم والسلطة وضياع الحقوق والواجبات.. كما يتصرف الوزراء تصرف المستبدين بارائهم وبفرض ارادتهم على مرؤوسيهم بوحي من الشيطان.
المدراء العامون ان صعود وزراء غير اكفاء الى المناصب الوزارية لايمثلون ارادة شعبهم وارادة الجماهير يلتقي مع اهداف اعداء الشعب والمتربصين به وخاصة الدول التي لها اهداف اقتصادية وفرعونية ولذلك تكون مثل هذه الشخصيات سهلة الاصطياد للوقوع في حبائل المتصيدين والوقوع في شبكة صيادهم بطعم الاموال والمواقع لدى شبكات الصيد الدولية وهؤلاء الوزراء ومدرائهم العامون المختارون سيعملون على تطبيق خطط صياديهم وتنفيذ اهدافهم وافساد الهياكل الادارية والمالية وتخريب الاقتصاد وتدمير بنية المجتمع بما يهدد امن الناس ومصالحهم.. ومثل هؤلاء المدراء العامون سيتصرفون بنفس نمط رؤسائهم وسينقلون وباء هذه الامراض الادارية الى رؤساء شعبهم وموظفيهم في الشعب والمديريات الفرعية وسيدب الفساد في كافة اجزاء البنية التحتية في صفوف القواعد التي يقف عليها بنيان ذلك العمل.
رؤساء الاحزاب ان مايجري في الهياكل الادارية للدولة سواء على صعيد الملوك والرؤساء الحكومات والوزراء والمدراء العامون ورؤساء الشعب والمديريات الفرعية للدولة وكذلك بالنسبة للشركات والمنظمات والجمعيات والمؤسسات المختلفة فانه في نفس الوقت ينطبق على الهياكل الادارية للاحزاب مما يدفع منتسبيها الى تسلق العناصر الانتهازية والانتفاعية والمصلحية والى انخراط المنافقين والمجرمين الى المواقع المهمة كما يؤدي الى تغليب الاخلاق المنحرفة داخل احزابهم وابعاد العناصر المستقيمة عن السلطة مما يشكل خطرا عظيما على مستقبل الشعب والامة وهو التفاف لاشرعي ولاقانوني ضد رغبة الجماهير وارادتها وهو امر يؤدي بالتالي الى تدمير البنى التحتية لهياكل الدولة وتشجيع الحالة الفرعونية واشاعة روح الارهاب والجريمة المنظمة داخل اجهزة الدولة كما يشجع على ظهور المزيد من الاعضاء المنحرفين وتنامي روح الاستبداد لدى الافراد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |