|
بعد أن اصبح استتباب الوضع الامني حقيقة واضحة وما كان ذلك ليتم لولا تعاون الجماهير وحكومتهم المنتخبة الذي بلغ اعلى درجاته لتثبيت دعائم الامن في محافظات العراق كافة، وإن تلك اليقظة افشلت خطط اعداء العراق من القاعدة والجماعات المنحرفة من اصحاب الدعاوى الضالة التي اثارت الفوضى في بعض المحافظات الجنوبية، اذ لا زالت البيئة العراقية تمثل تحديا للحكومة على الرغم من المكاسب التي تحققت على الصعيد الامني، فقد سقطت تلك الجماعات المنحرفة في مستنقع التفرعن والتمرد والتقلبات المتذبذبة وغارت في الرؤى والطروحات المؤدلجة المدعومة من خارج الحدود، فعلى الحكومة اتخاذ خطوات استباقية جريئة ضدها وفضح كل من يحاول العبث بوحدة العراق، والتراخي في هذا الاطار هو تهديد مباشر لوجودنا، غير أن التبعية السياسية المحورية التي لها امتدادات بالخارطة الجيوسياسية يجب ان تقر التغيير والانقلاب على الواقع الدكتاتوري المباد، فالاخلال الموازيني الذي يدعم السلوكيات السياسية المؤطرة بغطاء ديني تتحرك في ظل فوبيا التغيير بنوازع ونظرات فوقية. وفي اطار تحريك العملية السياسية من قبل الاحزاب الرئيسة التي ابدت تفهمها للبحث عن شراكة فعالة من أجل احداث تعزيزات في خارطة التحالفات، فقد اوضحت قوانا الوطنية في اكثر من مقام ان هذا البلد لا يمكن أن يدار دون مشاركة الآخرين، ومن هنا فالمواطنة كمبدأ وقيمة يجب أن تبقى في مقدمة الاستحقاقات الدالة على الذات العراقية في ماهيتها الجديدة وصولاً لبناء العراق الموحد الآمن المستقر، فترسيخ الديمقراطية التعددية يعتمد على الاعتراف بالنظام السياسي الفيدرالي الاداري وتسلمه بالوضوح والقبول المتبادل لتوزيع السلطات بين الاقاليم والحكومة الاتحادية، لا سيما أن هذا النظام يصب في مصلحة العراقيين لاستثمار الامكانات البنيوية وتحديد الاولويات المرحلية بما ينسجم مع تطلعات الجماهير، التي بدأت تتنفس الصعداء لقضها مضاجع الارهابيين، الا أن الوجه الآخر للارهاب هو الفساد الاداري الذي تسلط على الكثير من مرافق الدولة، وأثقل بشكل خطير مرتكزات البناء والانماء وحدد التطور المجتمعي، فان بعض مؤسسات الدولة الفتية بدت ولو بحيز محدود تعاضد المجتمع للترشيد المتقابل والتقويم والتعاون المشترك لتحقيق الأهداف المنشودة. وهنا ثمة تشابك في المضامين غير المحددة افقد البعض تحديد دوائر المسؤولية، وتشخيص ادوار المشكلة واختزالها وتعويمها لمصادرة الانجازات والتلويح بشكل غير مبرر، فضلاً عن طرحها منظومة هي اصلاً فاسدة دخلت معتركا تحاربيا تحولت خلاله الى اخطبوط مترهل، لذا فالتأسس في مفهومنا الاستراتيجي سيكون متناسقا مع البناء المؤسسي الوطني الفيدرالي العصري كأحدى التطبيقات التحويلية في البنية العراقية بما يعزز البناء والاعمار.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |