ملامح الخراب

 

 

جواد كاظم خلف

kalafj@yahoo.fr

هناك شروط تتوفر لشعب سيئ الطالع ليعم الخراب وهي،

أولآ، شيوع ثقافة الأنتهازيه عند شعب ما ودليل ذلك تفشي الكذب والمحسوبيه وسيطرة ثقافة العبيد في علاقات عامة الناس والعشائريه وبعض تقاليد الدين ,قلت تقاليد، أداة مهمه في ذلك.

ثانيآ، التخلف الثقافي ,,وليس المعرفي!،، .

ثالثآ، توفر رمز الخراب ,ديكتاتور، لأنجاز المهمه حيث يكون محورآ لتجميع كل العناصر السيئه التابعه له بالمطلق والذليله المستعده لمقايضة كل شيئ من أجل رمزها ,المخرب الأكبر،.

رابعآ، المرحله التأريخيه، محيط الجوار والعامل الدولي .

خامسآ، توفر الأمكانات الأقتصاديه حيث تستخدم لشراء ضعاف النفوس ووسائل الأعلام وقوى الأمن والجيش لضمان ولاءها بالمطلق لمسايرة الرمز إلى أن يعم ,خراب البصره!، ومع ذلك تبقى تلك القوى تعيش حالة الحنين لماضيها الأسود وتبقى كسبورات الفطر ,بذوره للتشبيه!، تحمي نفسها بغطاء سميك عندما تكون العوامل المحيطه بها سيئه وتعاود نشاطها عند ملائمة البيئه لها ثانية!

الخير والشر يبقان عنوانين أبديين متلازمين مادامت الحياة موجوده وعندما يكون الخير في مكان ما لابد للشر أن يهيمن في مكان آخر ولنعترف إن الشر قد أستوطن العراق حتى أضحى مكانه المفضل ليزوره ويحل رحاله فيه بين آونة وأخرى ولو تساءلنا لماذا العراق يشتاط العراقيون أنفسهم غضبآ ولايرغبون بمصارحة أنفسهم وكما يقال فأن الأعتراف بالمشكله وتشخيص أسبابها يمثل نصف الحل فما عسانا إن أنكرنا التشخيص؟؟

قد يبدو إن مرادفتي الخير والشر هما عنوانين فضفاضين لتبسيط المشكله ووضعها في خانة الثنائيه الساذجه خاصة إن لغة وأدوات بناء دوله حديثه تتطلب عمقآ معرفيآ متنوعآ يتخطى مفردات جاهزه نرددها كبغاوات وأعترف نعم ولكن .....لابد من تدجين المعرفه بطابع محلي لكي تكون فعالة لأداء دورها ومن المؤسف إن واقعنا لايجتمع أبدآ مع المعرفه في وعاء واحد وإن أجتمع فمؤقتآ وقسرآ وتجاوزآ وهذا ماحدث في تكوين دولة العراق للقرن السابق..

قد نعقد الموضوع إن سبرنا أعماق التاريخ ونذهب بكواليس فلسفيه لاأول لها ولا آخر ولن نفيد بشيئ طبعآ حتى إن توفر حسن النيه والتشخيص الدقيق لمحطات أحداث التأريخ لذلك نبقى في موضوعنا ونحاول حصره بين ثنائية العنف، أسبابه وعلاجه بأعتبار إن تعميم مفردته ,شكلآ ومضمونآ، يقود للخراب في النهايه بأعتباره الحاضنه لتدهور علاقات الناس ببعضهم وعلاقات المجموعات القوميه والأثنيه فيما بينها وشواهد حضوره في العراق عبر التأريخ الحديث على الأقل لاتنكر ومثاله الأنقلابات العسكريه وشجار الشارع اليومي المعتاد و الروح القبليه وبعض تقاليد الدين كالدروشه والتطبير والدعوه لأخذ نصوص التشدد لتطبيقها بدلآ من أشاعة روح التسامح..

 الوجه الآخر المكمل للعنف حب الأستحواذ أو لنقل الأنانيه وهي مشكله تعود للتربيه أصلآ ورغم إنها طبيعه بشريه لامفر منها إلا إن الدول التي قطعت شوطآ بعيدآ في علوم الأجتماع والنفس نجحت إلى حد بعيد بتأطير هذه النزعه بأطار القانون والمجتمع وأمسى الفرد يعرف حدوده والمشروع له من الممنوع بالمعنيين القانوني والأخلاقي .

لقد صنع العراقيون من صدام حسين ديكتاتورآ ومن ثم حولوه إلى شماعه لتعليق كل تداعيات ذلك عليه والحقيقه إن صدام لم يكن إلا رمزآ للنقاط الخمسه أعلى السطور، كان أسمه بالأمس صدام ويمكن أن يبعث ثانية ليكون أسمه عبود أو جاسم أو كاكه أمين أو أي أسم آخر إن بقيت ذات المفاهيم التي تتحكم بالمجتمع ولا غرابة في ذلك ..مأساة العراق أنه يحمل بذور فناءه إن لم يتم تغيير معادلات ومعطيات علاقات أهله أفرادآ أو جماعات ومعنى ذلك نبقى كما نحن، قد نبني شيئآ اليوم لنخربه غدآ والمشكله إن التأمين على وطن لاوجود له إلا عند شعبه فهو من يقرر أن يتصرف كشعب ناضج وحريص على مصالحه أو إن القضيه عباره عن ثرثره ,ثقافيه، لاداعي لها!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com