مهزلة الشرقية والمتحدث باسم اليماني

 

 

محمود المفرجي

 سوف لا اتطرق الى الافكار التي اتى بها احمد حسن اليماني، على اعتبار ان العقيدة الاسلامية ان كانت سنية او شيعية قد ارتكزت افكارها ومحصت استدلالاتها، واستقرت اخبارها، وبانت نتائجها في قضية الامام المهدي عليه الصلاة والسلام، خاصة بعد البحوث العميقة التي ضلع بها علماء الامة من كلا الطائفتين وبينوا نقاط الالتقاء، وشخصت نقاط الاختلاف التي لا ترتقي الى مستوى الخلاف العميق او الى التقاطع والفراق، وجلس كل من الفريقين كل مقتنع بما توصل اليه من نتائج بحثه مع الاستمراره باشباعه... الا ان النتيجة والركيزة الاساسية ان كلا الطائفتين تؤمنان بحركة ووجود الامام المهدي عليه الصلاة والسلام، بغض النظر عن كونه ولد فعلا او لم يولد بعد. اما بخلاف ذلك، فان كل فكر مستورد يتناول هذه النظرية ويبتني على التأويل الخاطئ للقرأن والاخبار الواردة هو لا يرتقي الى مستوى البحوث والحقائق التاريخية التي اضطلع بها اساطين العلم من كلا الفريقين منذ عصور طويلة وتاريخ سحيق، وهي بعيدة كل البعد عن المناقشة العلمية والاسس والقواعد المعتبرة المعروفة التي اعتمدها العلماء في طريقة بحثهم ونتائج استدلالاتهم.

الا انه ما لفت انتباهي هو التناول الخاطئ لبعض وسائل الاعلام، التي وجدت من هذه القضية مادة اعلامية دسمة لاثارة الفتنة وتشويش الافكار خاصة على البسطاء، وفرض المسالة فرضا سياسيا لا فكريا، عندما لوحت الى شرعنة هذه الحركة بطريقة او باخرى بدعوتها الى مناقشتها بطريقة المناظرات العلنية، لكي تبقي المسألة دائرة بدائرة الجدل.

فما ذهبت اليه قناة الشرقية يدعو الى السخرية، باستضافتها لشاب لا يملك ابسط بديهيات الحوار، فضلا عن افتقاره لادوات المعلومات للقضية المؤمن بها، واظهاره على العلن بعنوان كبير، مثل عنوان (المتحدث)، الذي يعتبر العنوان الاول في أي تشكيل ان كان سياسيا او دينيا او ثقافيا، باعتباره يمثل لسان حال التشكيل وعاكسا ضروريا لثقافته الكمية والنوعية، لهذا السبب ان أي تشكيل عندما يختار الشخص الذي يشغل منصب او عنوان المتحدث، فانه يختاره بعناية فائقة، من حيث الثقافة واللباقة والذكاء والبديهية وسرعة الاجابة واتقانه لاسلوب الكر والفر الحواري الذي يعرفه اصحاب الاختصاص.

ولو استعملنا قاعدة الاستصحاب في هذا الامر فانه سيتبين لنا ان هذا المتحدث هو عاكسا نموذجيا لثقافة الذي يمثله فالرسول على قدر المرسل. وهذا ما شخصه ابسط انسان عراقي اطلع على اللقاء، بعد ان لمس من خلال حديث الشاب (المتحدث) التصحر الثقافي الواضح والتيهان في جغرافية الكلمة والعقم الفكري المستفحل، فهو لا يعرف بماذا يجيب واي كوارث وافكار نطق بها.

واذا اخذنا الموضوع من ناحية التفاؤل فاننا نقول ان ظهوره سد باب المناقشة واوصدها، بعد ان كشف الغطاء ورفع الرداء عن عقولهم البسيطة المتواضعة.

وعليه فانني ارى ان مناظرة هؤلاء ليس له أي ثمرة بل يجب ان يكون الترفع عن مناظرتهم هو الجواب، وخاصة بعد افتى المراجع الكرام واخص بالذكر المرجع الشيخ الفياض والمرجع الشيخ الطائي بفساد هذه الافكار ببيانيهما المنقول عن وسائل الاعلام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com