الحالة الفرعونية في الاسرة لدى الاباء والابناء

 الاسلوب الفرعوني للاب تجاه اسرته

 جعل الله سبحانه وتعالى الابوة التزام بالتربية، والنفقة على العيال، ولابد ان يكون الاب قائدا ناجحا في اسرته ، ولن يكون كذك الا اذا تثقف بالثقافة الدينية الحقة وفق منهج القران الكريم الذي بين الاحكام العامة والخاصة بالشكل السهل الواضح البين، حيث وضح الكتاب الكريم كل الامور التي تتعلق بالعقيدة كالتوحيد .. والعدل الالهي.. والنبوة ... والامامة.. والمعاد.. كما بين القران الكريم كل الامور التي تترتب على الانسان في حفظ النظام الاخلاقي كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر في سياق الايات الكريمة التي بينت فضائل الاخلاق ورذائلها، كما احتوى الكتاب على كل الجوانب ومنها القانونية والعسكرية وشؤون الحرب والقتال، وكذلك الامور الفلسفية والعلمية، وتنظيم حياة المجتمع المتعدد العقائد والاعراف والتقاليد وبقية الامور الاجتماعية ومنها امور الاسرة، بالاضافة الى عوالم الحيوان في البر والبحر والجو الى غير ذلك مما يعجز القلم عن ذكره كحياة الرسل والانبياء والحوادث التاريخية السابقة والحديث عن حوادث المستقبل.

 ويهمنا ان نذكر بشكل خاص الامور التي تتعلق بالاسرة، فقد بين القران الكريم في الكثير من اياته الاسس والقواعد التي تبتني عليها الاسرة من شؤون المراة والرجل والاولاد ومايتعلق بالتربية والتنشئة، كما اوضح بشكل بين صيغ تلك العلاقات حيث نظم جميع الامور التي تتعلق بالزواج والطلاق والارضاع والانفاق والمواريث.

 وقد وهب الله سبحانه وتعالى الرجل صفات القوة والخشونة لحماية اسرته واوجب عليه الانفاق على الزوجة والاولاد والسعي لكسب الرزق الحلال واوجب عليه ان يقوم برعاية اسرته وتربيتهم وحمايتهم من العوز والضيق والمرض وتوفير وسائل الحياة والراحة كالمسكن والماكل والملبس والدواء، وتوفير وتلبية احتياجات الاسرة والاحسان الى الزوجة وعدم الاضرار بها، والرفق بالاولاد وتربيتهم التربية الحسنة على اساس الثقافة الجيدة، ، والاحترام المتبادل، واحترام قيمة الانسان، وزرع المحبة بين افراد الاسرة واشاعة قيم العدل بين الابناء، وانصاف الزوجة.

 ان استخدام الزوج لصلاحياته بالشكل الخاطئ المنحرف، واستخدام العنف تجاه الزوجة، انما يعبر عن الحالة الحيوانية والعدوانية ضد الانسان، كما يعبر عن همجية الانسان تجاه الاقربون منه ، وعدم احترامه للقيم الدينية، واساءة استخدام القوة بالشكل الذي يدعو لانتهاك القيم والمبادئ، والاساءة الى الدين وتوجهاته التي تدعو الى زرع المودة والاحسان تجاه الاخرين.

 ان تصرف الزوج السئ تجاه زوجته تعبير عن التخلف الفكري والافلاس الثقافي والجهل بالدين.. فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الائمة الاطهار المعصومين عليهم السلام الاسوة الحسنة في كيفية معاملة الازواج لزوجاتهم.

 ان استخدام القوة ضد الزوجة والابناء كاسلوب للتربية بدل استخدام الارشاد والتوعية والتربية يشكل خطرا وتهديدا للشخصية داخل الاسرة، ويتولد عن ذلك افرادا يفتقدون الثقة بانفسهم ، ويعانون من الشعور بالنقص، والخوف من الناس اوالاختلاط بهم لانهم معرضون للعقاب لابسط واتفه الاسباب.. وان على رب الاسرة ان يجنب اسرته من مثل هذه الامور وبحيث يوفر لها الامان والاطمئنان والحياة الحرة الكريمة والسعيدة.

 الاسلوب الفرعوني لدى الابناء تجاه ابائهم وبيقية افراد اسرتهم

 يصادف احيانا نمو الافراد داخ بشكل غير طبيعي ماديا او اجتماعيا الى غير ذلك من ظهور علامات التكبر والكبرياء، كما يتولد استعداد للغطرسة والتسلط وانتهاك قواعد النظام الاجتماعي والاسري فتظر حالات لايمكن تصديقها كتسلط الابناء على الاباء واستخدام العنف او القسوة او الاساءة للابوين واخضاعهم لسطوتهم واوامرهم بالشكل الذي يهدد البنيان الاسري الطبيعي والهيكل الهرمي للاسرة فتنقلب الامور راسا على عقب، ويصبح الابن في قمة هرم الاسرة والابوين في قاعدته وهو امر يسبب سخط الخالق والمخلوقين على حد سواء.

 كما ان الافراد غير الاسوياء يتصرفون تجاه اخوتهم بنفس الطريقة السيئة التي يتصرفون بها تجاه الابوين وهو ناتج اما بسبب الوضع الاقتصادي للاسرة، او انخراط الابناء في جماعات منحرفة، اوبسبب تسيب الاباء وعدم التزامهم الادبي والمادي تجاه الابناء الى غير ذلك من الاسباب.

 ان حالات اعتداء الابناء على ابائهم او اخوانهم انما انما يكون بسبب نقصان الوعي والتربية والتثقيف الديني والاجتماعي، ويعبر كذلك عن تقصير المؤسسات الدينية والاجتماعية في المناطق السكنية.. كم يعبر عن تقصير اولياء الامور تجاه انفسهم وتجاه ابناءهم ، كما خطرا حقيقيا يهدد كيان الاسرة ومستقبلها الاجتماعي، ويلحق الضرر بها عن طريق احتمال ارتكاب الجرائم البسيطة اوالكبيرة.