|
أعادت التحركات الأخيرة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لأذهان الكثيرين ممن عاش الأيام الأولى لثورة 14 تموز 1958، الحركات الحنقبازية للمقبور عبد السلام عارف المدعومة بإعلام وتهريج إذاعات القاهرة زمن عبد الناصر العدوالأول والرئيس للشعب العراقي وثورتة الوطنية من اجل ابراز نجوميته لكي تطغي شخصيته على شخصية الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم فصال وجال ومل من التجوال حتى تلقفته أيدي الرجال . كذلك يفعل (السيد النائب) الآن فمن مقابلات متعددة لأطراف داخل العملية السياسية خاصة من الطرف الذي تقع عليه الشبهة من قبل الشعب العراقي، مع تحرك إعلامي بارز مثل مثله السابق عارف الذي حمل معه للقبر كل آثام وجرائم الفاشيين القوميين الذين جندوا كل أعوانهم لوأد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة . كذلك قام قبل تحركه الأخير الذي تفوح منه روائح الشهوة للقبض على السلطة بزيارات عدة للدول الإقليمية في المنطقة والتي توجه لجميعها أصابع الاتهام في إشاعة الإرهاب في العراق، وإيقاف عجلة التقدم للشعب العراقي بمختلف الوسائل الإرهابية الدنيئة بدءا من النظام السعودي الوهابي المتخلف حتى (الجارة المسلمة) إيران، التي (يجاهد) جيش القدس فيها من اجل تعكير الأمن وضرب عملية التحول الديمقراطي بموجب مقولة العقيد قاسم سليماني قائد جيش القدس والذي يرى بوجود النظام العراقي الحالي (تهديداً حقيقياً للإسلام الثوري المحمدي الخالص وولاية الفقيه)، و (الصديقة) تركيا. ناهيك عن حجه للبيت الأبيض ولقاءه بالرئيس بوش الذي قدم له الدعم والتأييد خاصة في قضية الحفاظ على رؤوس مجرمي الأنفال من عملاء الأمريكان السابقين . ومع إن (السيد النائب) يعلن وبصريح العبارة (إنه سيعطل معظم القوانين المعروضة على مجلس الرئاسة)، فقد نجح إلى حد ما في تعطيل العديد منها وذلك لتأخير عملية إعادة أعمار العراق، وزيادة التذمر من قبل المواطنين بطريقه سياسية ملحوظة لقلب الطاولة على حكومة السيد المالكي، وإظهار الأغلبية الحاكمة بمظهر الضعيف المشلول، مثلما نجح وبالتآمر مع رفيقيه الآخرين في مجلس (الرئاسة العتيد) على الشعب العراقي في إبعاد حبل المشنقة عن رقبة جزاري الشعب العراقي علي كيمياوي ورفيقية المجرمين، وهو أيضا خرق واضح وصريح للدستور العراقي يشترك فيه جميع أعضاء (مجلس الرئاسة العتيد)، الذي تزامنت أخيرا تحركات رئيسه (السيد الرئيس) مع نائبه الهاشمي وبرز ذلك في زيارته الأخيرة لكركوك، لذلك ظهر تطلع الكل في الاستحواذ على قيادة العراق ولم يكفهم ما خرج عنه المجتمعون في تشكيل لجنة 1 + 3 التي تشكلت أخيرا من رئيس الوزراء ومجلس الرئاسة للمشاركة في قيادة العراق وبالضد تماما من الدستور العراقي، أو ما سمي من بعد بـ (المجلس التنفيذي) . لا بل وصل الأمر بمن تسمى بـ (جبهة التوافق) أن تطالب بإشراك (السيد النائب)، ومن سيرشح كنائب لرئيس الوزراء في إدارة الملف الأمني وبذا سينطبق المثل العراقي القائل (أمن البزون شحمة) . فـ (طارق أحمد بكر الهاشمي) المولود في محلة البارودية ببغداد لأب (عربي) وكان خال أبيه (ياسين حلمي سلمان) المعروف عنه أصله التركي، أو كما عرف بعد ذلك عندما أضاف لاسمه لقب الهاشمي، كان أحد ضباط العهد العثماني سابقا، ورئيس الوزراء العراقي المطاح به في العام 1936 والمتوفي بعد ذلك بدمشق الشام بعد شهرين والمدفون في مقبرة صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي . دخل الكلية العسكرية عام 1959م، وتخرج منها عام 1962م، برتبة ملازم ثاني، وكان ضابط ركن في الجيش العراقي في سلاح المدرعات وترك الخدمة في الجيش برتبة مقدم ركن عام 1975م، وآخر منصب له في الجيش هو معلم في كلية الأركان والقيادة العراقية، وتقول الإشاعات إن سبب ذلك ان هناك شكوكا حامت حوله في بيع أسئلة الامتحانات للطلبة . أما آخر وظيفة تسلمها فكانت وظيفة لا يتم الترشيح لها من قبل النظام السابق إلا لضباط مخابرات كفوئين كمدير عام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة الملاحة العربية المتحدة في دولة الكويت منذ عام 1978م، وحتى عام 1991م، مع بعثي بارز آخر يعرفه أهل البصرة هو (محمد عبد ناجي)، أو (محمد ناصرية) – قبر بالسكتة القلبية قبل أعوام - الذي تسلم أيضا واقصد الأخير مسؤولية الجيش الشعبي في السفارة العراقية في الكويت إلى جانب مسؤوليته في شركة الملاحة العربية . ويدير الهاشمي حاليا الحزب الإسلامي بعد انقلابه على رئيس الحزب الكردي (محسن عبد الحميد)إلى جانب كونه (نائبا للرئيس)، وعضويته في جبهة التوافق التي وضع احد أعوانه في الحزب الإسلامي (أياد السامرائي) وعلى طريقة انقلاب القصر ناطقا رسميا للجبهة في طريقة لإزاحة عدنان الدليمي رئيس كتلة التوافق . وقد صرح لقناة الشرقية عن سبب خلافه مع رئيس الوزراء المالكي قائلا (كما ذكرت في أكثر من مناسبة إن الخلاف بيني وبين السيد رئيس الوزراء هو اختلاف حول طريقة إدارة الدولة العراقية) . والهاشمي هو نفسه الذي أعلن في مؤتمر صحفي عقده ببغداد يوم الأربعاء 26-9-2007، عن مشروع العقد الوطني العراقي. و أوضح النائب (أن المشروع يهدف إلى وضع حد للأوضاع السائدة في العراق، من خلال القضاء على أسبابها المتمثلة بشيوع مشاعر الخوف المتبادلة و حالة عدم الثقة و الشك بين مكونات الشعب العراقي ممن هم داخل و خارج العملية السياسية. وهو نفسه القائل في مقابلة صحفية ولقناة فضائية بعد إعدام زعيم الفاشست البعثيين (لدي تحفظات على إعدام صدام حسين .. أقول كان هناك الكثير من المقايضة أن نقايض حياة صدام حسين بمزيد من المصالحة في الشأن العراقي)، وهو ما لم يفهمه العراقيين للآن من قصد (السيد النائب) وكيف يتم ذلك وأي مصالحة يريد ؟!. والسيد النائب أسس شركة ضمن عقود (برنامج النفط مقابل الغذاء) خلال فترة الحصار الاقتصادي تحت غطاء امني- تجاري بريطاني كونه يحمل الجنسية البريطانية ومدعوم من العاصمة لندن لوجستياً، وقد زودته لندن وشركته التجارية ومقرها (بغداد- الكرخ- حي المنصور) بمواد استهلاكية وكهربائية ضمن مذكرة التفاهم العراقية- الدولية، سيما وان الهاشمي ولندن أدخلا تلك المواد تحت غطاء مناشئ أجنبية أُخرى كون الصناعة البريطانية كانت داخلة ضمن إطار المقاطعة التجارية العراقية . وتقول الأخبار بأنه يملك حاليا (شركة أمنية يصل تعداد أفرادها إلى الألف عنصر أو أكثر وهم من عناصر ضباط ومراتب الجيش وجهات أمنية في النظام السابق) . وما ترشح عن كل الإشاعات التي قيلت أو الأخبار العديدة التي تناقلها البعض حول مساع (السيد النائب) هو ليس المشاركة في السلطة وصتع القرار السياسي بل إن مطمحه هو النجومية التي كان المقبور عبد السلام عارف يطمح إليها ومثله الرئيس المصري المقتول أنور السادات والذي مات أيضا تحت أضواء عدسات التصوير، والتي تتمثل بالجلوس على كرسي السلطة . ف(السيد النائب) الذي مني النفس عن طريق القرصنة المدعومة من دول بني قينقاع باعتلاء منصب رئيس الوزراء الذي ينافسه عليه في التآمر قرصان آخر هو الدكتور أياد علاوي، فكر أخيرا بالتنازل عن هذا المطمع والقبول بمنصب رئيس الجمهورية بعد توقيعه على ورقة الاتفاق الثلاثي مع الحزبين الكرديين الذين تناسيا كلية المسبب الحقيقي لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بأبناء جلدتهما من ضحايا الأنفال واستقبلوه استقبال (الأبطال) في كردستان العراق وسط ولائم ثارت لها شهية المعدمين من أبناء الشعب الكردي الذين لا يجد البعض منهم قوت يومه في ظل العراق (الجديد) و(التجربة الفريدة) لإقليم كردستان العراق . ويتذكر جميع العراقيين المسرحية الفاشلة التي كانت من إخراج (السيد النائب) والتي قامت ببطولتها (المناضلة صابرين الجنابي)، وكيف لملم (سيادته) ذيول تلك الفضيحة التي زكمت روائحها الأنوف َوَهربَ (بطلة مسرحيته الفاشلة) صابرين للخارج على طريقة هروب كل القتلة والمجرمين والإرهابيين ولصوص المال العام من العراق في العراق (الجديد) . أخيرا فلن يرى السيد النائب أي ثمار يقطفها بعد كل تلكم المسرحيات والجولات والدعايات الإعلامية الهزيلة حتى بعد أن أحاط نفسه بمجموعات من السياسيين الجدد الذين نبتوا كفطر بري وسط أزهار يانعة جميلة لسياسيين وطنيين عراقيين يحمل كل منهم تأريخا مشرفا مجيدا في مقارعة الدكتاتوريين طوال العهود السابقة المظلمة، وأخوف ما نخاف عليه أن (يطير لحم ويوگع فحم) كما حصل لـ (البطل العروبي) عبد السلام عارف!!! . آخر المطاف : قال الشاعر عمار بن هلال : ما طار طير وارتفع ... إلا كما طار وقع
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |