|
(تنقل لكم الحدث اولا باول)..قد يكون هذا العنوان من اشهر العناوين التي اشتهرت بها الفضائية العراقية (وبناتها) من قنوات لا يمكن ايجاد وصف لها الا بهدر المال العام وايجاد فرص عمل للفاشلين وانصاف الموهوبين ممن لا يمكن لاي قناة اعلامية ولو على مستوى ارضي ان تقبل بهم الا اذا استثنينا موظفي الخدمات والحراس!. من كان يتصور ان تكون الفضائية العراقية بهذه الهيئة الرثة وهي الوريثة الشرعية لاقدم تلفزيون عربي تم انشاؤه عام 1956 كما ذكر ذلك (السيد حبيب الصدر) عملاق الاعلام العراقي للحاضرين في مؤتمر عمان للاعلام قبل عدة اشهر.فالصورة التي لا يمكن باي حال من الاحوال مقارنتها بمثيلاتها من الفضائيات الاخرى رغم الصرف المضاعف،ففضائيتنا متميزة بصورتها (الملحة) التي تذكرنا بايام الهوائي (سيء الصيت)،أما برامج المحافظات فهي نسخة من برنامج (جريمة المساء)،عفواً،جريدة المساء،عدا افتتاح الجداريات التي كانت سابقاً حكراً على شخص واحد واليوم صارت بمتناول الجميع.ولا عجب فبرلسكوني العراق وامبراطور الاعلام لا يملك فقه اعلامي يمكنه من ان يدير شبكة اعلامية ذات دعم مهول،فالرجل ضابط عسكري وقد أنعكس ذلك عليه في قيادته للشبكة من خلال توزيعه للمسدسات!،نعم مسدسات،فقناة العراقية تحتوي على مشجب اسلحة بامرة السيد حبيب الصدر،ومن هذا المنطلق جاءت تسمية (حبيب مسدس) التي يحب ان يطلقها عليه بعض المتندرين الذين لم يحصلوا على هذا النوع من الاسلحة!. وشبكة الاعلام العراقي،وليدة تأسست بموجب الامر 66 الذي اصدره السفير بريمر.بعدها ولدت الشبكة ابنة شرعية لعقد تم توقيعه بين وزارة الدفاع الامريكية وشركة أمريكية خاصة اسمها (ساينس ابليكيشن انتيرناشينال كوربيريشن - سايك).وكانت الادارة الامريكية قد تعاقدت،بداية،مع سايك وأطلقت الوليدة صرختها الاعلامية الاولي باشارة بثت من طائرات تابعة للقوة الجوية الامريكية،وتم بثها اذاعياً الي جنوب العراق من الكويت.وبدأ بث الاذاعة العراقية المنتظم في 10 نيسان والتلفزيون في 13 ايار 2003. ولم تستطع الوليدة الفوز بقلوب العراقيين وعقولهم حسب مخطط الحرب الدعائية الاعلامية،بل تحول النجاح المأمول الي سراب.فقد ادرك العراقيون ومنذ الايام الاولي لبث قناة العراقية بانها صوت حبيب الصدر وليس صوتهم. لا بد أن الجميع يشاهد المهازل التي نراها على قناة "العراقية" التي أصبحت قناة شخصية للسيد حبيب الصدر الضابط السابق الذي عمل لسنين طويلة كضابط في صفوف نظام صدام،لكنه الآن يطل علينا إعلامياً وسياسياً ومفكراً وباحثاً ومديراً لإذاعة وتلفزيون الدولة العراقية!. تناقلت وسائل الاعلام المختلفة خبراً يتعلق بانشاء فضائية أخبارية عراقية جديدة وقد تناولته بعض الاقلام على نحو احتشدت فيه عوامل السلبية والتشكيك بما يكفي لصنع قنبلة من اليأس تكفي لنسف أي اختلاجة امل قد تلوح في نفس عبد من عباد الله العراقيين،حتى انني لم اعثر في ـ حدود علمي ـ على رأي واحد على الاقل يقرأ الحدث القادم من دون نظارات سوداء.وهنا نتساءل هل يستطيع عزيز الحاج وكريم حمادي ان يجاريا أقرانهما في بقية الفضائيات العربية؟. لا اريد ان اكون سوداوياً او متشائماً،ولكن اذا كان المرشح لادارة هذه القناة رجل لايعرف ماهو الاعلام ومالفرق بين التحرير والاعداد فكيف نجاري دول سبقتنا بعد ان كانت تحلم بزيارة بغداد،الا انها اعتمدت على اناس اعلاميين أكفاء واخص منهم بالذكر (قطر) وعلبة الكبريت (الجزيرة) كما سماها حسني مبارك بعد ان زارها في الدوحة ضاناً ان الهالة التي تحيط بها تحتاج الى بنايات ضخمة وسيارات و(مشجب أسلحة) كما هو الحال في شبكة الاعلام العراقي،والذي كانت تجربة اعلامه المرئي على وجه الخصوص فاشلة بشهادة الجميع تقريباً. وهنا نتساءل عبر (الشقندحية) هل تستطيع الحكومة العراقية ان تواجه بعض الشكاوى المحتملة ضد القناة من قبل الاطراف الخارجية بذريعة حرية الصحافة واحترام الرأي والرأي الاخر مع الابقاء على باب التفاوض والمساومة مفتوحاً فيما يخص التنابز ما بين القنوات.وهل يمكن لقناتنا (الموقرة) تعيين موظفيها استناداً الى الخبرة والكفاءة وليس استناداً الى الولاء والواسطة ووفرة الحظ مثلاً..مجرد سؤال بريء جداً!!!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |