|
احد احلامي المؤجلة التي مزقتها مخالب الحروب كنت اتمنى ان اكون (تربوي) ضمن كوادر وزارة التربية والحمد لله بطريقة (الواسطة) تعينت منذ سنتين على ملاك مديرية تربية ميسان بعدما يأست تماما في ان اكون ضمن قوائم (المفصولين السياسيين) علما انني فصلت منذ عام 1987 لا لكوني سياسي و(الحمد لله) ولكن بسبب احد اقاربي اتهم كونه في صفوف حزب الدعوة (أ ُعدم) في ذلك الوقت علما انه لم ينتم الى اي حزب واتضح فيما بعد ان إعدامه كان (سهوا)(رحمه الله) المهم مارست عملي في اعدادية المجر الصناعية وكنت متحمسا جدا لكن بمرور سنة كاملة احسست بشكل عملي ان الراتب غير مجز بالمرة لاني اصرف يوميا اجور نقل من بيتي الى كراج المجر(2000) دينار ومن العمارة الى المجر (1500) دينار ومن كراج المجر الى مدرستي (1000) دينار وعندما اعود الى بيتي ايضا اصرف المبلغ ذاته ليصبح (9000) دينار واذا حسبناه شهريا سيكون اكثر من راتبي الذي استلمه وهو(167) الف دينار عراقي اي مايوازي (140$) هذا المبلغ الذي استلمه لايكفي اجور نقل وحتى مخصصات النقل التي منحوها لنا وهي (30) الف دينار شهريا (إستقطعت) فيما بعد ولا نعرف السبب !!!!!! فكيف استطيع ان اعيش سيما وانا لدي عائلة وعلي ان ادفع ايجار السكن و.....و.... الخ لذا قررت مرغما على ان احصل على اجازة لمدة سنة (بدون راتب ) حتى لااكون ضمن قائمة (المفسدين ) في وزارة التربية ومع انني اتمتع بهذه الاجازة الا اني يوميا ازور مدارس عديدة القي محاضرات على الطلبة بخصوص مواد اتفاقية حقوق الطفل التي اقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة بقرارها (44/25) في 20 نوفمبر 1989 متطوعا (دون اجور) كوني (سفير نادي ثقافة الاطفال الايتام ) و(سفيرا شعبيا للشبكة العراقية لثقافة حقوق الانسان والتنمية لحقوق وثقافة الطفل) وشاركني بهذه المحاضرات العديد من الاساتذة المشرفين التربويين منهم (استاذ محمد سعد العريبي) و(استاذ حسين هندي) و(استاذ صلاح سلمان)و(استاذ كريم محمد كرم) و( استاذ حسين فرحان حسين) حتى ان مدير عام التربية (استاذ عبد الحكيم فاخر فرج ) حضر بعض هذه النشاطات وحصلت منه على كتاب شكر وحصلت على اشادة من الكثير وانا اعتز بتلك الشهادات واثمنها ولكن على الصعيد العملي كل هذه الاشياء تعجز لعمل وجبة طعام واحدة لأطفالي .الذي اريد ان اقوله الى متى تبقى كرامة الانسان خصوصا( الانسان الشريف) ممتهنة والى متى تبقى الرواتب المليونية تذهب الى من لايستحقوها فقط اريد ان تكون هذه الكلمات همسه في آذان المسؤولين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |