لا أدري لماذا ترتسم في مخيلتي قصيدة شاعر العرب الأكبر، محمد مهدي ألجواهري، في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي، وأرددها لنفسي وأحبتي وأصدقائي، هل لأنها من الخوالد الشوارد في ديوان الشعر العربي، بما حوته من صور معبرة، ولمحات ذكية عن صورة الخالد (فهد) وهو يرفل بأغلاله، وقد أنهك جسمه النحيل ثقل القيود، وتقدم إلى المشنقة غير هياب ولا وجل، ليرتقيها بجرأة منقطعة النظير، وكأنها سلم المجد الذي يرتقيه الأمجاد:

سلام على مثقل بالحديد   ويشمخ كالقائد الظافر

كأن القيود على معصميه    مفاتيح مستقبل زاهر

وها هو ماثل في مخيلتي، من خلال صورته الزاهية التي رواها من رافقه، وزامله، وقاسمه في سجنه شجونه، وقد أقتاده الجلادون ليلة14/15 شباط/1949 في الساعة الرابعة والنصف فجر، من معتقله في أبي غريب، وقد أحاط به حراسه العتاة، مثقل بالسلاسل والقيود، التي تكبل معصميه وقدميه، ...تقدم بطمأنينة، ورباطة جأش وقد رفع رأسه قليلا ليرتقي أرجوحة المجد، وينادي وهو على صهوتها" الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق"لتأخذ هذه الكلمة مصداقيتها عبر سنين النضال، فلا زالت قوافل المجد من شهداء الحزب الشيوعي، تسير في  ذات الدرب اللاحب، تسترشد بآرائه وأفكاره التي أصبحت منارا لكل المناضلين في العالم، فقد أقرن القول بالعمل، وزاوج بين النظرية والتطبيق، وأندفع أندفاعة رائعة لتحقيق المثل والمبادئ التي آمن بها وسعى لتحقيقه، وغرس التقاليد الثورية في نفوس الشيوعيين  العراقيين، وأصبح لهم المرشد والدليل والهادي في طريقهم الطويل، يسترشدون بأفكاره، في كل منعطفات تأريخهم، وفي أصعب الظروف وأعقدها، بما رافقها من ملاحقات واعتقالات وانشقاقات،  وغرس في نفوسهم الالتزام بوحدة الحزب، وتنقية صفوفه من الشوائب اليمينية، واليسارية الطفولية، والتمسك بالقيادة الجماعية، وتمتين العلاقات مع الجماهير، والربط بين النضال الوطني والطبقي، والقومي والأممي، بما لا يتحيف جانبا على جانب، وكان شعاره الخالد( قووا تنظيم حزبكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية)مثار اهتمام الشيوعيين، فسعوا طيلة عقود لإنماء التيار الوطني الديمقراطي، ورفده بكل ما هو مفيد، وهذه الجدلية في تقوية الحركة الوطنية، جلبت لها الكثير من العوائد، التي تمخضت عن جبهة الإتحاد الوطني، التي مهدت الطريق لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام1958.

 ورغم أن الحزب الشيوعي كان في طليعة القوى الوطنية للإطاحة بالنظام الملكي، ألا أن الرفيق فهد، لم يهون من شأن الآخرين، أو يغض من مكانتهم، فقال في معرض دفاعه أمام المحكمة، عندما  نسب إليه الادعاء العام قيامه بالتحريض والنشاط السياسي، والإضرابات وإثارة الجماهير فقال: "نحن فخورون أن تنسب إلينا هذه الأعمال، وأن حزبنا لم يخلق الحركة الوطنية، وليس هو الوحيد في النضال الوطني، وهناك عناصر عمالية تدرك مصالحه، وأحزاب وطنية، وهذه جميعها تعمل بأساليبها المختلفة في بث الوعي الوطني وتثقيف الجماهير"

فأنظر إلى هذا القائد الملهم الذي نسب الفضل للآخرين، وهو يعلم بلا شك أنه صاحب الفضل الأكبر، وأنظر إلى الصعاليك وهم ينسبون لأنفسهم ما ليس فيهم، ويتشدقون بتاريخ نضالي صوره لهم خيالهم المريض، والجميع يعلم أن هؤلاء كانوا وبالا على الحركة الوطنية، في المعارضة وبعد السقوط، وأوصلوا البلاد إلى عمق الهاوية بتصرفاتهم الرعناء.

  لقد كانت دعوة الخالد(فهد) نابعة عن تجربة مريرة في النضال الوطني، وخبرات مكتسبة من واقع الشعب العراقي، إضافة لما تعلمه من مدرسة الإنسانية "الماركسية"، لذلك أستخلص وبكفاءة عالية ما يتوأم وطبيعة المجتمع العراقي، و ما تتطلبه طبيعة المرحلة، وغرس الروح الثورية في نفوس رفاقه، وحفل تاريخ الحزب الشيوعي العراقي عبر سنوات النضال بمآثر أصبحت مثالا لكل المناضلين في العراق والحركة الشيوعية، وكان لقيادته أثرها في البناء الرصين للحزب، ظهر ذلك جليا في دعوته لرفاقه أن يكونوا أمناء في الحفاظ على تقاليد الشعب الثورية وأمجاده ومآثره، وأن يكون حب الشعب والوطن رائد الشيوعيين، فكانوا في مقدمة المناضلين من أجل وطنهم وشعبهم وأمتهم والإنسانية جمعاء، بما ظهر من تضامنهم ألأممي مع الشعوب المكافحة من أجل التحرر والأنعتاق، وكان للطبقة العاملة وجماهير الشغيلة مكانها اللائق في فكره الشيوعي الخلاق.

  وفي المجال الفكري كان له موقفه الواضح من الأفكار والاتجاهات الانتهازية،  ومحاربة الميول التصفوية والفوضوية في النضال الوطني، وآراءه الواضحة في معالجة المشاكل الاجتماعية المختلفة، ولا زال كتابه "البطالة" يمتلك من الحيوية والنضوج ما يجعله صالحا لمعالجة هذه المشكلة التي نعاني منها في حاضرنا.

 لقد كان يمتلك نظرة وقادة اتجاه الأحداث الجارية في العراق، وله مواقفه المبدئية المعروفة، وأستطاع أن يطبق بإبداع الماركسية بما يتواءم وعادات وتقاليد الشعب العراقي وإعطائها لونها العراقي الجذاب، ومن سماته الثورية وقدرته على الإقناع بأساليب تتناغم ومدارك المتلقي، ما روي عنه عندما كان معتقلا في سجن الكوت، فقد كان معه بعض الفلاحين السجناء لمعارضتهم لتصرفات الإقطاع، وكان لأحدهم خصاله الجيدة التي حملت الخالد فهد على الإعجاب به، ونشأت بيتهم مودة حميمة، وكانا يتمشيان في باحة السجن سوية كلما سنحت لهم الفرصة، وفهد يحدثه بلغة بسيطة تتناسب وقابليته الذهنية، ويشرح له سياسة الحزب وأهدافه فقال له الفلاح بصراحته(الحكومة قويه يبو يعكوب..شيشلعها ويبدلها) ولكنه بقدراته الخلاقة وذهنيته المتوقدة ومعرفته لطبيعة الإنسان العراقي، حاول تقريب الأمر له فقال:الم تسمع بالمثل الشعبي "كثرة الطك يفك اللحيم" ومضى به إلى خيمة منصوبة في الساحة وطلب منه اقتلاع أحد أوتادها فحاول اقتلاعه وباءت محاولته بالفشل، فطلب منه تركه وعاود السير من جديد وكان كلما مر بجانب الوتد ضربه برجله والفلاح يلاحظ ذلك وذات يوم طلب منه قلع الوتد فما أسرع ما أقتلعه، فقال له أرأيت هكذا شأننا مع الحكومة سنظل نركز على نقطة معينة ونظل نركله حتى تنهد قواه وآنذاك سنقلعه من الأساس.

  وفي يوم الشهيد الشيوعي يستذكر الشيوعيون وأصدقاءهم ومؤازريهم، رفاق العقيدة وشهداء الشيوعية والحركة الوطنية، ممن ضمخوا أديم العراق بدمائهم الزكية الطاهرة، وفي هذا اليوم رأيت أن أستذكر مع صديقي الحاج سوادي الناطور، ما في الذاكرة عن رفاق كانوا ملء العين والبصر، في يومهم:

بيوم ذكرك طلعت صفوف الجماجم من گبرها

ترد سلامك ذاك يا ليلة گدرها

البيه يتجدد حديها

وتصعد تفوج على گمره..للنجوم

تمر عليها ...تحني أديها

بهذا ابتدأني سوادي وأنا أطرح عليه أمر الاحتفال، فقد كان من رأيه أن نتجاوز في هذه الذكريات قادة الحزب الميامين،  الذين استشهدوا وهم في أوج نضالهم، لأن ذكراهم ماثلة كل عيد،  وأن نستذكر من طوتهم صحائف التاريخ من شهداءنا الآخرين، وأولهم شهيد الحركة الشيوعية والعمالية، قائد أول إضراب عمالي في تاريخ العراق الحديث حسن العياش ذلك المناضل العنيد الذي شكل أول الخلايا الشيوعية في العراق، وكان إلى جانب الرفيق فهد عندما أسس  الخلايا الشيوعية وأصبحت نواة للحزب الشيوعي العراقي،   وكافح بلا هوادة من أجل تأسيس الحركة النقابية في العراق، وساهم في إضراباتها ومظاهراتها وأعتصاماتها، من أجل الحصول على حقوقه، وأستشهد باسم الثغر،  طلق المحي، وضاح الجبين، وهو أول شهيد شيوعي روى دمه الطاهر أديم العراق، واستذكرته في قصيدة ألقيت في احتفالات عيد العمال، العالمي:           

يا بيرغ هوانه بزفة العشار

                      وشوباش الشغيلة بثورة المعقل

يا أول شيوعي الحرض العمال

                       عالثوره ورسم إضرابها الأول

              شيوعي أول ...شهيد أول... فدائي أول

لرسمك فوگ أسوار العراق أهلال

                              ما بدل ألوانه يوم وتحول

وأغنيك بشعر وأحله الشعر لو چان

                          بعيون العراق ألصافيه تغزل

هذوله أحنه الشغيلة نغير التاريخ

                       وأحنه بكل زمان النرفع المشعل

مثل نفط العراق شما تمر أزمان

                         يبقى الاحتياطي العالمي الأول

حسن واشچم حسن جابن عراقيات

                  نجيبه أرض العراق بكل وكت تحبل

حسن بالبصرة ثار وسجل التاريخ

                       شلون تحالف الچاكوچ والمنجل

وأشلون العراقي ما يهزه الضيم

                      مثل عيط النخل كل ضيم يتحمل

وحسن ذاكه حسن ظل بيرغ الثوار

                          واسأل بالرشيد شسوه المعدل

عريف وقاد ثوره وگبله أبن عياش

                          ثار عله المهانة وما قبل ينذل

وشهيد الحركة الشيوعية والقيادي البارز محمد أحمد الخضري، الذي كان له الذكر الخالد في صفوف الشيوعيين العراقيين، وموقعه المتميز في الفرات الأوسط، فقد كان سجينا في سجن الكوت عندما انطلقت غربان البعث لتطيح بالجمهورية الخالدة في 8 شباط الأسود، وعندما اندفعت الجماهير بانتفاضتها العارمة بوجه الانقلابيين، قام بتحريض السجناء، وكسر أبواب السجن، والخروج للمشاركة مع المتظاهرين، ثم قطع جزيرة الكوت مشيا على الأقدام، متوجها إلى معقل الحركة الشيوعية في الفرات الأوسط، مدينة الشامية الباسلة،  وشكل إلى جانب رفاقه، باقر الموسوي وصالح ألرازقي وزكي خيري وعدنان عباس، وغيرهم من قادة الحزب وكوادره، شكل قوات الأنصار البطلة، التي قامت بأعمال مسلحة في منطقة الشامية الحبيبة، لمقاومة السلطة الفاشستية، ولم تتمكن قوات الشرطة والحرس القومي والجيش من القضاء عليهم، رغم الحملات العسكرية المكثفة، وقد شاركهم في المقاومة أبناء المنطقة، أبطال ثورة العشرين الخالدة، وظل مكافحا عنيد، ومن الناشطين في التنظيم، ونقابة المعلمين، حتى ساعاته الأخيرة، عندما أختطفه جلاوزة المجرم ناظم كزار ومنظمة حنين الصدامية، وقتل بحقد ونذالة، ووجد جثمانه الطاهر، وقد طرزته أكثر من ثلاثين أطلاقة، وقد نعته الأحزاب الشيوعية في مختلف الأقطار، قائدا شيوعيا بارز، وأصدر الحزب بيانا أستنكر فيه اغتياله مطالبا بمعاقبة الجناة، وما هي ألا شهور حتى نال المجرم ناظم كزار عقابه على أيدي أسياده، في مسلسل التصفيات بين أركان النظام المقبور، وقتل أبشع قتلة ليعطي درسا لكل الطغاة والمستبدين، بأن مصيرهم إلى مزبلة التاريخ.

  ولا ننسى في هذا المجال شهيد الحركة الفلاحية والشيوعية في الفرات الأوسط، الرفيق المناضل(كاظم الجاسم)...وأبو قيود غني عن التعريف، وساهم بشكل فاعل في الحركة الشيوعية، وسمي بحق(مختار الفرات الأوسط)كان دائب الحركة،  جم النشاط،  ذا قدرات تنظيمية خلاقة، وروح اقتحامية ليس لها مثيل، كلف بنقل طابعة إلى مركز الحزب في بغداد، بعد الهجمة الشرسة على بيوت الحزب السرية، ومداهمة أوكاره ومطابعه،  فأوصلها سيرا على الأقدام في طريق ريفية غير مطروقة لا يعرفها سواه، وجاب أرياف الفرات الأوسط على قدميه، آلاف المرات لإيجاد النواتات وبناء المرتكزات، وقيادة التنظيم بهمة لا تعرف الكلل أو الملل، وجعل من ريف الفرات الأوسط جذوة مشتعلة في النضال، وله السهم الوافر في الكثير من الأعمال البطولية التي لا زالت طرية على الألسن، يذكرها  الرفاق بإعجاب وإكبار، وقد كانت منطقة (البو شناوة) ومنطقة الشيخ الكريم(سعود المشهد)الملجأ الأمن للقيادات الشيوعية عبر سنوات النضال، لا يزال يذكرها من بقي حي، وكانت له مكانة متميزة في الأوساط العشائرية، وأستطاع الحصول على تأييد الكثير من الوجوه والأعيان لجبهة الاتحاد الوطني، وبفضله أمتد نفوذ الحزب إلى أصقاع لم يكن الوصول إليها من الممكنات، وقد حاولت سلطات البعث الفاسدة إلقاء القبض عليه، ودوهمت المنطقة عشرات المرات، ألا أنه أستطاع الإفلات، ولم يمسك به إلا بخيانة أحد ألأنذال ممن خانوا الحزب فوشى به والذي باع نفسه وشرفه لرجال الشرطة العفلقية، وتمكنوا من إلقاء القبض عليه وتصفيته بتخطيط من المجرم حسين ألحارثي.

  وشهيدة الحركة النسوية، ابنة كلية العلوم (فريال عباس السامرائي)التي كانت شعلة من النشاط في الحركة الشيوعية الطلابية والنسوية، وكانت مثار أعجاب زميلاتها بما تحمله من حس وطني جارف، وروح اقتحامية رائعة، جعلت منها هدفا لأزلام النظام، وبعد فشل التجربة الجبهوية مع سلطة البعث، ألقت قوات الأمن القبض على عشرات الألوف من المناضلين الشيوعيين، وأضطر البعض لمغادرة مدنهم والالتحاق بالحركة الكردية في كردستان الحبيبة، وقد القي القبض عليها وهي بعمر الورود، وفي أوج عطاءها العلمي والحزبي، في بداية الهجمة الهولاكية ربيع 1979، وقد قامت المنظمات النسوية والطلابية والإنسانية بالمطالبة بإطلاق سراحه، وأثيرت ضجة حوله، ولكن مجرمي البعث لم تمنعهم الأصوات المستنكرة، وأقدموا على فعلتهم الجبانة بإعدامها في 23/12/1982 وقابلت الموت بابتسامتها الرائعة، لأنها واثقة بأن الدرب الذي سارت عليه هو درب الشرفاء والمخلصين لتربة العراق الطاهرة، وهاهم البعثيون الجبناء هاربون مدحورون أمام غضبة الشعب العراقي، يختبئون في الجحور المظلمة، تطاردهم لعنة التاريخ والإنسانية، على ما اقترفت أيديهم العفنة من جرائم يندى لها الجبين.  .........قاطعني سوادي الناطور(على كيفك اذا تظل تذكر بشهداء الحزب ينراد لك سنتين ما تخلص، بويه همه الف ثنين عشرين ميه، أشو مثل الورد بكل گاع مزروع، وآنه أگول لو حكومتنه الوطنية، تذكر الشهداء وعائلات الشهداء وتنطيهم حقوقهم اللي يستحقوه، مثل ما الحكومات تسوي، مو يظلون كلمن ينطي ربعه، ويسجلون بگرايبهم عامي شامي، وآنه أعرف حراميه وقتله سجلوهم شهداء، وآخذو حقوق كاملة، والشهداء الصدگ أولادهم  ضحايا المفخخات بساحات العمال، ولحد جابهم بالطاري، ولا كأن يا قوم تعرفون، ليش بويه ذوله دمهم ليموني وأنتوا دمكم زيتوني، مو كلنه أولاد تسعه، وماكو واحد أحسن من واحد، شويه أنصاف، شويه عدالة، حسبا لكم العدالة بس حچي لسان، لو گول وفعل، وأحب أگللهم واليزعل خل يزعل، تره شهداء الحزب الشيوعي، همه ألمدرسه لتعلمت منها الوادم، ومن علمني حرفا ملكني عبد، وهمه لعلموا الوادم شلون يطالبون بحقوقهم، لمن چنتوا نايمين للضحه، وعايشين عالقوازي ودجاج العرب، وأخاف أحچي أكثر، خاف واحد يحسبه عليه، واليوم اليحچي الصدگ طاگيته منگوبه، وآنه ما شاء الله طاگيتي صايره مثل الغربيل من كثر ما حچيت، وأرد أشاورهم خاف ما يدرون، تره صرتو سالفه بحلگ الوادم، والوادم مفتحه بالتيزاب وتعرف كل شي، وتدري بكلشي، لكن ساكته، تدرون ليش....لكن الوكت دوار، ولو دامت ألغيرك ما وصلت ألك...!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com