|
خرجت الآلاف من بنات تركيا وأبنائها يوم أمس في العاصمة التركية أنقرة في تظاهرة احتجاجية ضد خطة الحكومة القاضية بالسماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التركية، إذ اتفق حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية المعارض على تقديم مشروع إلى البرلمان التركي لرفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب منذ عام 1989، وحسب بعض التقارير الإعلامية وصل عدد المشاركين في المظاهرات إلى ما يقارب 40000 التي نظمتها ودعت إليها خمسون منظمة مختلفة نسوية وعلمانية ويسارية. وقد تجمعوا عند ضريح مؤسس الجمهورية التركية " مصطفى كمال آتا تورك" في عشرينات من القرن الماضي والذي أرسى بدايات الدستور العلماني. من المعلوم أن المؤسسة والأفكار العلمانية تحظى بالنفوذ الواسع والقوي في تركيا، ويساندها الجيش التركي والقضاء وتيارات سياسية علمانية كبيرة ومنظمات حقوق الانسان. ويخشى التيار العلماني من بدء تراجع تركيا إلى العصور القروسطية، وأن تؤدي خطة الحكومة بالسماح بارتداء الحجاب في الجامعات إلى تقوية وتوسيع الرموز الدينية والإسلام السياسي في مؤسسات الدولة ومختلف نواحي الحياة العامة, ووبالتالي إلى فرض هوية إسلامية على الدولة وأسلمه المجتمع التركي بشكل قسري واستبدادي. من الواضح أن شيوع ظاهرة الحجاب في المجتمع يميز المرأة في هويات دينية تزيد من التفرقة والتمييز في المجتمع بدل الهوية الإنسانية للمرآة. وكما أن فرض الحجاب سوف يكون عاملا لإرجاع المجتمع إلى الوراء، وأكثر من ذلك يستغله المتطرفون سلاحا في تقوية الإسلام السياسي في المجتمع عن طريق تغطية جسم وراس المرآة، واضطهادها وسلب حريتها في ممارسة حياتها بشكل عادي وارتداء ما تختار من الملابس الاعتيادية والحديثة دون الخضوع لقيود الدين والتقاليد، ما يؤدي إلى أيضا إلى وضع قيود على عقل وذهنية المرآة وحركتها وحياتها اليومية. في ظل الرأسمالية تتم المتاجرة بجسم المرأة وشخصيتها عن طريق فرض الدعايات التجارية للأسواق العالمية العابرة الحدود واعتبارها سلعة مربحة، ولكن في ظل الإسلام السياسي بالإضافة إلى ذلك فأنهم يتاجرون بها عن طريق فرض الحجاب وتغطية الوجه ومن ثم محوهوية المرأة باسم الدين والعقيدة واعتبارها ناقصة العقل وعورة. ومن مهزلة ادعاءات الجهات الدينية والحكومية في تركيا في تبرير فرض ارتداء الحجاب واعتبار قرار فرضه عملا ضمن إطار الإصلاحات الديمقراطية!! والحريات الشخصية ، فهل تعريف الإنسان حسب الهوية الدينية هوإصلاح ديمقراطي واحترام للحرية الشخصية ؟ أم انه سلب الحرية الشخصية والإنسانية ومسخهما؟؟ فلتستمر وتتعزز الاحتجاجات والمظاهرات ضد الحكومة التركية لكي تتراجع عن خطتها الرامية في إلغاء حظر الحجاب في الجامعات!!! وكذلك من اجل قطع الطريق أمام القوى الإسلامية السياسية القومية ومحاولاتها التدريجية فرض دولة دينية على المجتمع التركي ، مثلما استطاعت احتجاجات ومظاهرات الحركات النسوية والراديكالية،اليسارية إلغاء واسقاط مشروع قانون تجريم الزنا السيء الصيت عام 2004. اقرأ المزيد على الرابط
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |