|
في الذكرى 45 لأستشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم الطبيعة بالمعنى الواسع للبيئة الحيوية التي يتناول منها البشر الاشياء البسيطة التي يحتاجونها لبقائهم هذه الطبيعة لامعنى لها لدى الشعوب البدائية كان هؤلاء مستغرقون في الطبيعة بما هي الكون الحقيقي لحياتهم فلم يكن لها معنى مخصوص وحتى عندما يحتفلون بطقوسهم الاروحية ويرون العالم حولهم كسلسلة مترابطة للحياة غالبا ما يعزون اعرافهم الاجتماعية الى سلوك انواع حية متعددة ويعسر ان لم يمتنع علينا العثور على الكلمات التي تعبر عن افكارنا التقليدية عن الطبيعة في لغات الشعوب البدائية لكن مع نشوء التراتبية والهيمنة البشرية زرعت بذور الاعتقاد ان الطبيعة لاتوجد فحسب كعالم خارجي بل انها منظمة تراتبيا ويمكن الهيمنة عليها ان الاشكال المبكرة من السحر كانت ممارسات لمجتمع مساواتي وغير تراتبي عموما الا ان الاشكال المتاخرة من المعتقدات الاروحية تشي بنظرة تراتبية تقريبا الى العالم الطبيعي والى قدرة البشر اكامنة على الهيمنة وينبغي التوكيد هنا ان المصدر الرئيسي لفكرة الهيمنة يكمن في الهيمنة على الانسان من قبل الانسان وتنظيم العالم الطبيعي في اطار سلسلة الوجود التراتبية كما حددها ودرسها بعمق وبفكر ثاقب عقلي مادي كارل ماركس في نظريته الشيوعية الخلاقة هذا التصور السكوني الذي لايمت بصلة الى تطور الحياة باتجاه اشكال متطورة على نحو متزايد من الفعالية والمرونة كما ارادها ماركس فالامر التوراتي والقرآني الذي اعطى لآدم ونوح بالسيطرة على العالم الحيّ كان قبل كل شيئ تعبيرا عن تدبير اجتماعي ويمكن التغلب على فكرة الهيمنة على الطبيعة فقط عبر خلق مجتمع خلو من تلك البنيات الطبقية والتراتبية التي تفضي الى السيطرة والخضوع في الحياة الخاصة والعامة وغني عن البيان ان هذا التدبير الجديد يتضمن تغييرات في المواقف والقيم لكن هذه المواقف والقيم تكون سريعة الزوال اذا لم تتجسد في مؤسسات موضوعية وهي الطرق التي يتفاعل البشر من خلالها بعضهم مع بعض بشكل واقعي وكذلك تتجسد في وقائع الحياة اليومية من تنشئة الاطفال الى العمل واللهو والى ان تكف الكائنات البشرية عن العيش في مجتمعات مبنية على تراتبيات وطبقات اقتصادية لن نتحرر ابدا من الهيمنة مهما حاولنا تبديدها بالطقوس والتعاويذ والعقائد اللاهوتية والخرافات والبدع وتبني انماط حياة طبيعية ظاهريا ان لفكرة الهيمنة على الطبيعة تاريخ قديم قدم التراتبية تقريبا ففي ملحمة كلكامش التي تعود الى 7000 الاف عام مضى يتحدى البطل الالهة ويقطع اشجارها المقدسة في بحثه عن الخلود((مالك ياشعبي تخدرك مايسمى المرجعيات الدينية الغير مقدسة مطلقا من اجل الرضوخ للافكار الظلامية وتمرير عليك هيمنة المحتل))لقد دمرت المجتمعات النخبوية الكثير من روح الانسان العراقي المتطلعة نحو الحرية بعد ثورة14 تموز ولا ريب في ان الشعب العراقي لم يشهد جنة عدن بعدها كما كان طموح قادتها الوطنيين فبعد سقوطها اتلف الكثير مماهو جميل وخلاق وفعال في العالم الحيوي للفرد العراقي وفضلا عن اتلاف الحياة البشرية ذاتها في الحروب الاجرامية والابادة الجماعية واعمال الظلم التي لاترحم لكن العادات المتمثلة في الحاجة الدنيا التي لاتنتقص وحق الانتفاع والعون المتبادل وقد تواصلت هذه العادات عبر التاريخ وطفت على سطح الاحداث بشكل انفجاري غالبا في الثورات الشعبية الكبرى بدءا بالعصابات المبكرة في سومر القديمة وصولا الى ثورة اكتوبر بقيادة لينين وثورة الرابعة عشرمن تموزبقيادة الزعيم الشهيدعبد الكريم قاسم وقد نادى الكثير منها بالعودة الى قيم الرعاية والمساوات عندما كانت هذه القيم موضع هجوم وانتقاص من قبل الاضطهاد النخبوي والطبقي وقوى الظلام الدينية وفي الواقع وعلى الرغم من كل هذه المآسي التي مرت ولا تزال تمر على العراق واهله فقد تواصلت الحياة الاجتماعية واستبقت في الذاكرة كثيرا من القيم العزيزة للماضي الاكثر مساواة ولم يستطع لا الطغاة القدماء ولا الملاك الاقطاعيون المباركون من رجال الدين السختجية عملاء المخارات الاجنبية ان يطمسوا تماما تلك القيم التي اسست على الفكر التنويري التقدمي بقيادة الشيوعيين العراقيين والوطنيين المخلصين في القرى الريفية وفي المدن ان تكالب القوى المضادة لثورة تموز والمتكونه من الراسمالية القذرة المتمثله بامريكا وربيطانية وبقوتها الضاربة مخابراتها والصهيونية ومن دول السور وما بعد بعد السور من مصر الاخشيدي عبد الناصر والتكتل الديني الارهابي الداعي الى العصور المظلمة رفضت تفتح العقل وتنويره نزعت جميعا الى التقليل من الحاجات والحد من الاشتهاء الانساني للفرد العراقي خاصة العمال والفلاحين وشغيلة الفكر واليد نحو التطلع الفكري للسلع وللتطور المادي والتكنولوجي للسلع وللافكار المادية الحياتية ووقفت كل هذه القوى ضد تملك وسائل الانتاج الوطنية وقوانين 80 حول النفط والاصلاح الزراعي والاحوال المدنية ونشوء النقابات لكل الشعب واتحادات الطلبة والشبيبة ومساوات المرأة العراقية قديستهم ورابطتها من اجل تحررها من عبوديتها من الهيمنة الذكورية في وطن حر ولكي ان يكون شعبنا سعيدا وهذه كلها منجز وقيم عزيزة في تاريخ العراق الحديث لكن مما تقدم عملت قوى الظلام على ابطاء السير باتجاه التطور والتقدم المنشود لثورة 14تموز الى حد اسقاطها بدموية فاشية بقطار امريكي عروبي قومجي ديني رجعي 1963 وآخرت العراق حتى اصبحنا بفضلهم دولة محتلة فهل تطمس تماما تلك القيم لثورة تموز الخالدة وتتغلب عليها فكرة الهيمنة على موارد الشعب العراقي الطبيعية ؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |