في البداية لابد أن نعيش معكم وقتاً من الصراحة ونحن نتحدث عبر هذه الأسطر التي تعبر عن مشاعري نحو بلدي وبني قومي في العراق .

فالعلم كما تعلمون هو رمز الوطن الذي يعيش الإنسان فيه بغض النظر عن ألوانه التي يحـملها ! أو كلماته التي يرفعها !.

وعلمنا القديم ولسنوات عديدة من الزمن كان يمثل لنا حقبة من الماضي التي حملت لنا أحزاناً عميقة وآلاماً سحيقة بل كان يمثل لنا ذلك الكابوس الذي فُرِض على العراقيين بلا حول منهم ولا قوة .

نعم إنه ذات العلم الذي كان يُرفع في سرايا القتال الوهمية والحروب البهلوانية والتي لم يستفد منها العراقيون إلا مزيداً من الأرامل والأيتام والمعاقين الذين ملؤا أرصفة الشوارع وطرقها فضلاً عن الآلاف المؤلفة من القتلى والمفقودين في جبهات القتال والذين خرجت أرواحهم تشكو إلى الله من الظلم والجور .

هذه الحروب التي كان يروج لها النظام السابق بأنها حروب الدفاع عن شرف الأمة وحفظ بوابتها الشرقية وإذا بالأمة العربية نفسها ونحن معها والعالم كله يذهل بأن العلم العراقي ذات النجوم الثلاثة يُرفع على بلد عربي مجاور !!!! انه (الكويت) ويُحتل ذلك البلد العربي الإسلامي بطريقة وحشية همجية لا تمت إلى أخلاق العرب والمسلمين بصلة بل ليس فيها من أخلاق الإنسان شيء .

وهو ذات العلم الذي جرت تحته المجازر في شمالنا الحبيب وجنوبنا العريق ومن هنا لا ينبغي لنا أن ننظر إلى العلم بنظرة عاطفية مجردة لأننا نعيش مشاكل عدة وقعت تحت ظل هذا العلم الذي يتباكى عليه بعض الناس اليوم متذرعين بأنه مسخ لرمزية العراق انتبهوا أيها القرآء الكرام ( مسخ لرمزية العراق ) ولا أدري أي رمزية هذه التي يتحدثون عنها وقد غير النظام السابق كل ملامح العراق حتى البيئة لم تسلم من التغيير !! فهل نسمح لأنفسنا أن تتحدث لنا جبال كُوردستان وما وقع فيها من ويلات ودمار أم نذهب بكم إلى جنوب العراق إلى اهواره التي يبست وجفت وطيوره وأسماكه التي ماتت وغدت جيفاً نتنه أم إلى أخلاقية العراقي وحياته الاجتماعية التي خربت وتدمرت بسبب السياسات الإستخبارية السابقة حتى غَدَا الأبُ يخاف من أبنه والابن يخاف من أبيه وكذا الزوجة مع زوجها والجار مع جاره والأخ مع أخيه وكأن يوماً للقيامة في العراق قد حدث وتغير فيه كل شيء.

نعم لقد تغيرت طبيعة العراقي التي عرف بها بين الشعوب والأمم لماذا لم يتحدث الناس عن تغيير رسم العراق وشكله في ذلك الوقت ؟ أما اليوم فقد تعالت أصواتهم حينما رفعت نجومه الثلاثة التي كان يُطبل لها ويُزمر وهي من شعارات  الوهم والخيال التي لم نجني منها إلا الضعف والدمار والتأخر والجهل (وحدة حرية اشتراكية) بالله عليكم أي وحدة هذه التي نرفعها على رؤوسنا وقد أنقسم الإنسان على نفسه فداخله غير ظاهره لقد كان يعيش الإنسان في ازدواجية مع نفسه ومع الآخرين بسبب القسوة التي تنزل عليه من الأنظمة الأمنية السابقة و أي حرية هذه حينما كان الإنسان لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة يعبر فيها عن رأيه وإن أمتلك الشجاعة وعبر عن رأيه فسيعيش بين المشنقة وجدار السجن المظلم لسنوات حياته أي حرية هذه وبلادنا ملئت بالمقابر الجماعية والسجون الظلامية في كل مكان نعم يتحدثون على الاشتراكية والموارد الطبيعية والشعب العراقي مات جوعاً وفاقةً بسبب الحصار الذي فُرض عليه والنكبات التي حلت به في وقت كانت القصور الرئاسية تبنى من الذهب والفضة !!! ومن هنا فإما أن نرفع شعاراً ويحقق لنا ذلك الشعار آمالنا وتطلعاتنا أو أننا لا ينبغي أن نتعامل في قضايا المصير بعواطفنا علينا أن نحَّكم العقل باعتبار أننا نعيش مستقبلاً جديداً يحمل لنا البشارة لبناء عراق جديد موحد ونتمنى من هذه الخطوة الجديدة من العلم الجديد وقد رفعت فيه كلمة الله أكبر وهو شعار نعتز به فلا أحد أكبر من الله ولكن لا نريده شعاراً يرفع على رؤوسنا وندع الظالم والتكفير والإرهاب يقتلنا ويذبحنا ويهجرنا  ويزرع الفتنة بيننا نريد هذه الكلمة شعاراً واقعياً له صداه في العراق الجديد فهي كلمة الله أكبر من كل شيء، أكبر من الإجرام وأكبر من الظلم وسيكبر العراق ويعز بأهله وقادته ومراجعه وأبنائه وإلى مستقبل زاهر آمن مستقر ودائماً إلى الأمام لبناء العراق .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com