|
(على ضوء الشتائم الموجهة الى حسين خوشناو وواصف شنون) بعد أن تبادلنا عبارات السلام والتحية عبر الهاتف ، قلت له: أنا علاء مهدي ، من الجميعة الثقافية العراقية الإسترالية ، هل يمكنني التعرف على شخصكم الكريم؟. قال : آني أبو حسين. قلت: مرحباً بك أخي الكريم لكنني قدمت لكَ نفسي باسمي الكامل فما هو أسمك الكامل؟ قال: أبو حسين. قلت: حسناً ، لقد أتصل بي شخص من جمعية الكنائس الإسترالية وطلب مني بأدب أن أتفهم أسباب وجودك الآن في مكتبهم ، فهم كما تعلم لا يتقنون العربية وأنت كما يبدو لا تحسن التفاهم بالإنكليزية ، فما هي طلباتك منهم ؟ قال : أريد فلوس. قلت: فلوس ؟ بأية صفة ولماذا ؟ قال: أريد أجلب عيالي وأهلي من العراق وماعندي فلوس. قلت: هل قدمت لعيالك وأهلك لدى دائرة الهجرة ؟ قال: لا. قلت له: دعني إذن اشرح لك الطريقة الصحيحة. عليك أولاً أن تتقدم بطلبات أستقدامهم إلى أستراليا عبر دائرة الهجرة وبعد أن يتم قبولهم رسمياً عليك أخراجهم من العراق إلى دولة مجاورة ومتى ا ستقروا هنالك سيكون بإمكانك أن تتقدم بطلب المساعدة من جمعية الكنائس لمنحهم تذاكر سفر وليس – فلوس - من ذلك البلد إلى أستراليا شرط أن تتعهد بدفع قيمة التذاكر على شكل أقساط من مبالغ المساعدات الإسبوعية التي ستدفعها لهم الحكومة الإسترالية بعد وصولهم سالمين إلى أستراليا، عندها ستنظر الجمعية بطلبك وتعلمك النتيجة سواء بالقبول أو الرفض. قال: أكلك أشو أنتَ سويتها عليَّ سودة مصخمة ؟ قلت : بالعكس لقد حاولت أن أرشدك إلى الطريق الصحيح. قال: أكلك ، خو كول طك روحك وموت . . قلت: بالعكس ، لو فعلت ذلك لتورطت جمعية الكنائس بك وتعرضت لما لا تستحقه مقابل الخدمات الإنسانية التي قدمتها للمهاجرين وخاصة العراقيين منهم. الأفضل أن تفتح الشباك القريب منك وتقفز منه ولا تنسَ أنك في الطابق الحادي عشر. كانت هذه محادثة عبر الهاتف بيني وبين أبو حسين تمت بناء على طلب من جمعية الكنائس الإسترالية عندما قصدهم أبو حسين طالباً - فلوس - قبل ما يقارب خمسة عشر عاماً. ولدي من هذه القصص الكثير لكنني لم أكن أفكر حتى بنشرها حفاظاً على الكثير من الخصوصيات التي ربما ستمس السمعة العراقية بصورة عامة. أبو حسين هذا – والأسم مستعار، أستقر في أستراليا مع عائلته منذ ذلك الحين ، لم يعمل أبداً ، لكنه تمكن من شراء دار بعد أن وفر مبلغاً من المساعدات الحكومية التي تدفع له ولعائلته وكذلك عمله في السوق السوداء تهرباً من الضرائب. وهو لا زال يشتمني بمناسبة وبدونها كلما تذكرني لإعتقاده بأنني كنت السبب في عدم حصوله على – الفلوس – من جمعية الكنائس. في الواقع أنني لم أكن لأذكر هذه الحادثة لولا الشتائم التي تعرض لها رئيس تحرير ومحررو صحيفة الفرات في سدني من بعض ضعاف النفوس من جهلة القوم اعتراضاً على بعض المقالات التي لا تتناسب مع معتقداتهم الدينية والسياسية والإجتماعية. لقد فاتهم أننا أستراليون وإن لم نولد على هذه الأرض الطيبة وإننا إذ نمارس حقوق مواطنيتنا الإسترالية فأن عليناً واجبات يجب الإيفاء بها للوطن الذي كرمنا فوفر لنا الأمان والحرية و – الفلوس -. ومن هذه الواجبات - ببساطة - ممارسة حقوقنا في إبداء الرأي والتمتع بالحرية الشخصية ومقوماتها والدفاع عن أستراليا ودستورها ومبادئها. نحن إذ نفتخر بعراقيتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا فإننا بنفس الوقت نفتخر باستراليتنا وبما قدمته أستراليا لنا من مميزات لم تقدمها لنا أغلب حكومات العراق منذ الإستقلال. تذكروا، أن للصحفيين والكتاب مطلق الحرية في أبداء الرأي وإن الإعتداء عليهم بأية وسيلة يمكن أن يتم تصنيفه إرهاباً ، وأن العمل في السوق السوداء دون التصريح به للضريبة جريمة مخلة بالشرف ، وإن الطعن ببقية الأديان والمعتقدات مخالفة صريحة لحقوق الإنسان المعتمدة في أستراليا ، وأن ضرب المرأة وإهانتها وممارسة العنف ضدها جرائم يعاقب عليها القانون الإسترالي ، وإن عدم الإخبار عن تلك المخالفات يعتبر جريمة أيضاً ، فاحذروا. فمتى نتفهم؟ لا أرى في الأمر صعوبة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |