ليست حلبجة المدينة المنكوبة محاطة بجدران عالية من الكونكريت المسلح ولم يكن الوصول إليها صعبا يوما ما، حلبجة فاتحة أبوابها جميعها بانتظار من يقدم لها يد العون ولا داع للأسوار لأنه لا يمكن أن يحدث لها أكثر من ذلك.

حلبجة تنتظر وتنتظر، حكومة رحلت وحكومة شعارها العراق وفعلها تمزيق العراق، عفوا ما تبقى من العراق وهناك اجتماعات طارئة ودعوات (غداء) طارئة...غير إن حلبجة ما زالت تنتظر.

إن الآلام الإنسانية لا بد أن تكون مشتركة، والإنسان الذي لا يشعر بآلام الإنسان فإن الاسم الذي يحمله والمشتق من الإنسانية قد سقط سهوا.

تذكرنا يوما ما حادثة مؤلمة حلت بإحدى العوائل العراقية فدمعت أعيننا وكان بيننا شخص أعرف أن يتصنع لكنني احترمته لأنه يحاول أن يكون إنساناً.

(رباط الحكي) حسب العامية العراقية أنني قرأت في بعض الصحف الكردية أن المواطنين في حلبجة الشهيدة وصفوا زيارة الهاشمي بالصادقة وأجرت تلك الصحيفة استطلاعا نتيجته أن المواطنين هناك ثمنوا هذا الموقف الإنساني للهاشمي، وقد فُسر هذا الموقف فيما بعد من قبل بعضهم بتفسيرات لا تسمن ولا تغني من جميع.

إنني لم أفسر ولن أفسر زيارة الهاشمي إلى حلبجة وتعاطفه مع أهلها بتفسيرات سياسية ومكاسب وتفاهات... الأهم من ذلك إنه تعاطف وقل إن يده لم تمسح سوى دمعة واحدة فقط لا غير أجيبك بالرضا، ولو أن أعضاء البرلمان وحدهم مسح كل واحد منهم دمعة واحدة لضحكت حلبجة وليتهم فعلوا.

إن الإنسانية لا تعترف بالشعارات الزائفة ولا تعترف بشخص يرفع شعار العراق أولا وتعيث ميليشياته بالعراق فساداً فلا أولا تُبقي ولا تاسعاً.

العراق اليوم أيها الإنسانية كله حلبجة وإن استطعتم مسح بعض الدموع الظاهرة فإن هناك دموعا لا يعلمها الا الله ثم الذي إنسانيته عميقة ... تغلي كالبركان.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com